كلمة البابا الى الاتحاد الايطالي للنقابات العمالية

بقلم طوني عساف

الاثنين 2 فبراير 2009 (zenit.org).

التقى البابا بندكتس السادس عشر يوم السبت الاتحاد الإيطالية للنقابات العمالية بمناسبة الذكرى السنوية الستين على تأسيسه. وشكر قداسته أمين عام الاتحاد الذي قال في كلمته للبابا بأن الاتحاد، منذ ستين سنة، وضع جذوره في عقيدة الكنيسة الاجتماعية، بعيداً عن كل تحيزات سياسية أو حزبية.

ودعا البابا أعضاء الإتحاد الى المضي قدماً في هذه المبادىء، مستوحين من تعليم الكنيسة الاجتماعي الطرق للمحافظة على حقوق العمال والعاملات والمتقاعدين في إيطاليا.

وقال البابا بأن الكنيسة لا تمل من "تقديم مساهمتها من خلال تعليمها وخبرتها، لجميع الذين يخدمون قضية الإنسان، والعمل والتطور، والعدالة الاجتماعية والسلام"، مشيراً الى أن انتباه الكنيسة الى المشاكل الاجتماعية ازداد خلال القرن الأخير.

وتطرق بندكتس السادس عشر الى مساهمة أسلافه في هذا المجال، مذكراً بالرسالة العامة " Rerum novarum" للبابا لاون الثالث عشر، الذي دافع فيها عن حقوق العمال، مشيراً الى أن التعليم الكامن في هذه الوثيقة يسهم في تعزيز الإسهام المسيحي في الحياة الاجتماعية.

وتابع البابا بأن هذه الرسالة العامة لاقت اهتماماً كبيراً لدى يوحنا بولس الثاني الذي نشر رسالته " Centesimus annus "، في الذكرى السنوية المائة لرسالة لاون الثالث عشر، والتي فيها تحدث يوحنا بولس الثاني، أن عقيدة الكنيسة الاجتماعية  تعتبر الشخص البشري جزءاً من شبكة العلاقات المعقدة التي تميز المجتمع الحديث. من جهتها، تسعى العلوم الإنسانية الى مساعدة الشخص البشري على فهم ذاته ككائن اجتماعي. "ولكن – قال يوحنا بولس الثاني – وحده الإيمان يظهر الهوية الحقيقية".

وتطرق بندكتس السادس عشر أيضاً الى رسالة يوحنا بولس الثاني الاجتماعية " Laborem exercens " (1981)، والذي خصصها لموضوع العمل. وذكر البابا السعيد الذكر فيها بأن "الكنيسة لم تتوقف ابداً عن التفكير بمشاكل العمل كجزء من المسألة الاجتماعية التي اتخذت حجماً عالمياً".

وقال بندكتس السادس عشر بأن يوحنا بولس الثاني أصر في رسالته العامة أنه من الأهمية النظر الى العمل كـ "المفتاح الأساسي" للمسألة الاجتماعية، لأنه يؤثر ليس على التطور الاقتصادي وحسب، وإنما أيضاً على التطور الثقافي والأخلاقي لدى الأشخاص والعائلات والجماعات والبشرية جمعاء.

وتابع قداسته بأن ما ميز بابوات القرن الماضي هو "الدعوة المستمرة الى  التضامن والمسؤولية". لتخطي الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي نمر بها، لا بد من مجهود حر ومسؤول من قبل الجميع. من الضروري تخطي المصالح الشخصية لمواجهة المصاعب متحدين، وبخاصة في عالم العمل".

وتمنى بندكتس السادس عشر أن تؤدي الازمة العالمية الحالية الى تعزيز الإرادة المشتركة لإحياء ثقافة جديدة من التضامن والمشاركة المسؤولة، "وهي شروط أساسية في بناء مستقبل كوكبنا".

وختم البابا قائلاً بأن العالم يحتاج الى أشخاص يعملون في سبيل قضية العمل ضمن الاحترام التام للكرامة البشرية والخير العام. وشدد على قرب الكنيسة من الاتحاد العمالي، موكلاً الجميع الى عناية العائلة المقدسة.