البابا يستقبل وفدا من مؤتمر رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية الكبرى

 

الفاتيكان، الخميس 12 فبراير 2009 -عن إذاعة الفاتيكان

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس وفدا من مؤتمر رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية الكبرى. وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة تذكر في مستهلها زيارته الرسولية للولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه بالحاخام الأمريكي أرثور شنايير في كنيس "بارك إيست" بنيويورك، وقال إن هذا اللقاء سمح للطرفين بالتعبير عن الاحترام والتقدير المتبادلين. كما تذكر أيضا زيارته مدينة كولونيا الألمانية حيث دخل كنيسا يهوديا لأول مرة منذ انتخابه حبرا أعظم. وتحدث أيضا عن الزيارة التي قادته إلى مخيم الاعتقال في أوشفيتز حيث تأمل بمعاناة أعداد هائلة من المعتقلين الذين قضوا في ذلك المكان وفي مخيمات أخرى خلال الحرب العالمية الثانية. وقال إن العائلة البشرية كلها تشعر بالخجل إزاء ما تعرض له اليهود من أعمال وحشية في تلك الفترة.

بعدها أكد بندكتس السادس عشر أنه يستعد لزيارة إسرائيل، تلك الأرض المقدسة للمسيحيين واليهود على حد سواء، وأشار إلى أن تاريخ العلاقات بين اليهود والكنيسة اجتاز مراحل عدة عبر العصور، كانت بعضها أليمة جدا. وقال البابا: ها نحن نلتقي اليوم بروح من المصالحة، ويجب ألا تَحول مشاكل الماضي دون أن نمد لبعضنا يد الصداقة.

وأكد الحبر الأعظم أن الكنيسة تنبذ معاداة السامية، وهي ملتزمة في بناء علاقات طيبة وطويلة الأمد بين الجماعتين. واستحضر صورة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما وقف أمام حائط المبكى في القدس وطلب المغفرة من الله على الظلم الذي عانى منه اليهود.

وذكّر بندكتس السادس عشر بأن الهولوكوست شكل جريمة بحق الله والبشرية. ومن هذا المنطلق لا يمكن القبول بأي موقف ينفي حصول هذه الجريمة الفظيعة أو يقلل من شأنها. وأضاف: يجب ألا ننسى أبدا هذا الفصل المظلم من تاريخ البشرية لأنه يشكل تحذيرا لنا ويحثنا على العمل الدؤوب في سبيل المصالحة. وقال إنه يرفع الصلاة إلى الله كيما تقوّي هذه الذكرى الأليمة عزيمتنا على تضميد الجراح التي لطخت العلاقات بين المسيحيين واليهود.