البابا الى طلاب الإكليريكية الكبرى في روما

 "حقيقتنا أننا خليقة، في علاقة مع الخالق"

بقلم طوني عساف

الفاتيكان، الاثنين 23 فبراير 2009 (zenit.org)

"الحرية تتحق في الخدمة؛ نصبح احراراً إذا اصبحنا خداماً لبعضنا البعض". هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر أثناء لقائه في الحادي والعشرين من فبراير بطلاب الإكليريكية الكبرى في روما، خلال زيارته الى المكان، بمناسبة عيد سيدة الثقة.

وقام البابا بالقراءة الإلهية مع الطلاب، وألقى كلمة انطلق فيها من رسالة القديس بولس الى أهل غلاطيا " لقد دعيتم الى الحرية". وشرح قداسته مفهوم الحرية الحقيقية مشيراً الى أن " "الأنا المطلق، الذي لا يرتبط بشيء أو بأحد، يبدو وكأنه يملك الحرية. فانا حر إذا لم أرتبط بأحد، وإذا استطعت أفعل كل ما اريد". ولكن – أرفد قداسته – هذا الأنا المطلق… هو انحطاط الإنسان، وليس امتلاك الحرية: التحرر ليس حرية، بل هو فشل الحرية".

وشرح البابا بعض النقاط، انطلاقاً من تعليم رسول الأمم – فقال بأن "الحرية تتحق في الخدمة؛ نصبح احراراً إذا اصبحنا خداماً لبعضنا البعض. حقيقتنا هي اننا خليقة، خليقة الله، ونعيش في علاقة مع الخالق. لقد خلقنا للتواصل، وفقط من خلال قبولنا لهذا التواصل ندخل في الحق، وإلا وقعنا في الوهم، وفيه ندمر ذاتنا". هذه هي النقطة الأولى – قال البابا – : أن نكون خليقة يعني أن نكون محبوبين من قبل الخالق، وأن نكون في علاقة محبة معه. من هنا تأتي حقيقتنا المدعوة للمحبة".

أما النقطة الثانية وهي بالغة الأهمية – كما قال قداسته – فهي انه "فقط من خلال قبول الآخر، وقبول المحدودية التي تنتج عن حرية في احترام حرية الآخر، فقط من خلال وضع ذواتنا في علاقة توحدنا في عائلة واحدة، نكون في مسيرة نحو الحرية." بكلمة أخرى، الحرية البشرية هي من جهة أن نكون في فرح وفلك محبة الله، ومن جهة أخرى أن نكون واحداً مع الآخر.

"الشريعة – قال الأب الأقدس – تجد كمالها في محبة الآخر كالذات، وأوضح بأنه من خلال هذه العبارة يظهر سر الله المتجسد، سر المسيح الذي في حياته وموته وقيامته أصبح الشريعة الحية.

" لقد دعينا للحرية"، للإنجيل، للعماد، للمشاركة في موت وقيامة المسيح، وبهذه الطريقة عبرنا من "الجسد"، من الأنانية الى الشراكة مع المسيح."

في الختام، دعا البابا الجميع الى عدم التفكير بأننا أفضل من الآخرين، بل ينبغي علينا أن نتحل بتواضع المسيح، وتواضع العذراء، وأن ندخل في طاعة الإيمان. فقط هكذا ننفتح على واقع الحقيقة والحرية في المحبة".