حيفا، الاثنين 23 فبراير 2009 -موقع ابونا
مئات الأشخاص تظاهروا مساء الأحد منطلقين من كنيسة مار الياس للروم الكاثوليك في مدينة حيفا، بعد إنتهاء القداس، إحتجاجاً على الإساءة للسيد المسيح له المجد وأمه العذراء مريم التي وردت في البرنامج التلفزيوني في القناة الاسرائيلية العاشرة، والتي قدمها الصحافي ليؤر شلاين مؤخراً.
شارك في التظاهرة شخصيات اجتماعية وسياسية ورجال دين. وفي ختام المظاهرة دخل المتظاهرون مجدداً الى الكنيسة ليتابعوا الإنشاد، ومن ثم ألقى الكاتب نايف خوري بياناً نيابة عن رعية الروم الكاثوليك في حيفا وباسم الأب أغابيوس أبو سعدى ننشره كاملاً كما نقله موقع ابونا:
بيان لختام المظاهرة يوم الأحد 22-2-2009
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
الكنائس المسيحية في حيفا، الجمعيات الخيرية، المؤسسات الثقافية والدينية وشخصيات من كافة أطياف المجتمع، تقف اليوم هنا في هذه الكتدرائية المقدسة، لتعلن شجبها واستنكارها الشديدين لما بدر عن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، من تطاول وإهانة وتحقير بحق سيدنا يسوع المسيح، والعذراء مريم الدائمة البتولية.
إننا نحمّل المسؤولين في هذه القناة، والصحافي المتهور ليؤر شلاين تبعيات ما اقترفوه، والنتائج القضائية المترتبة على تصرفاتهم الرعناء، وإننا نطالب بإنزال العقوبات الصارمة ضده وضد كل من سولت له نفسه أن يعتدي على حرماتنا ومقدساتنا. ولا شك بأن الجمهور نفسه سيرد على هذه القناة التلفزيونية، وهذه البرامج التافهة، التي تُبث وتسيء إلى أي جمهور أو طائفة أو ديانة، وسيقتص من هؤلاء العلوج بإعلان الحرمان ومقاطعة تلك القنوات والبرامج.
إن العالم المسيحي المترامي الأطراف في بقاع الأرض كلها وقف كالطود الشامخ والسد المنيع، على مر العصور، غالبًا ومتفوقًا بفضل يسوع المسيح له المجد وبمعونة أمه الكاملة الطهارة، وأصبحت المسيحية أوسع الديانات انتشارًا بمؤمنيها، أيأتي مثل هذا الآثم، ليدعو إلى عدم الإيمان بالمسيحية والكنيسة والقديسين؟ خسئ هو وأمثاله، وبئس ما فعلوا من اعتداءات سافرة على المسيحيين ومقدساتهم وإيمانهم وعقيدتهم وكنيستهم.
ولا بد من التنويه والتأكيد على أننا كمسيحيين في هذه البلاد، تعرضنا على مر العصور والتاريخ للاعتداءات والملاحقات والاضطهادات، ولكننا صمدنا بفضل إيماننا وعقيدتنا التي لا تنثني ولا تتزعزع، وأثبتنا للقاصي والداني، بأننا لسنا لقمة سائغة لأي معتدٍ، ولا نرضخ للظلم والإجحاف والاضطهاد. وعليه، فإننا نرفع صوتنا عاليًا لنؤكد للمسؤولين بأننا كمسيحيين، حتى وإن كنا أقلية في هذه البلاد، فإننا أصحاب حق، ولسنا دخلاء، وإننا مواطنون قد هضمت حقوقٌ كثيرة لنا، على كافة الأصعدة الدينية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية. ونطالب الحكومات بأن تغير سياستها ومعاملتها حيالنا لكي نحافظ على كياننا ووجودنا في بلادنا وفي الشرق كله ونعيش بكرامة وحرية. لقد بلغنا أن رئيس الحكومة قد شجب واستنكر ما نشرته هذه القناة التلفزيونية، وأعرب عن أسفه للمس بالمشاعر الدينية وقال حتى وإن كان البرنامج ساخرًا فيجب عدم السخرية من المعتقدات الدينية. وعليه، فإننا نقبل هذا الاعتذار معتبرين أننا تجاوزنا هذه الحادثة، على أننا لن نقبل بتكرار وقوعها في المستقبل، وهذا نريده ضمانًا من رئيس الحكومة وكل المسؤولين.
وإننا نعبر عن مشاعر الفخر والاعتزاز لمواقف التضامن التي عبرتم عنها بشتى الوسائل والطرق، إن كان ببيانات الاحتجاج، أو بالتوقيع على العرائض، أو بإرسال الرسائل، أو بالمشاركة في هذه المظاهرة أو سواها، فكلها تدل على قوة التلاحم وشدة الحرص والغيرة على الحق المسيحي، والمحافظة على الكنيسة بجذورها وأصولها وفروعها. وإننا نشيد بكل خطوات الوحدة والوقوف صفًا متراصًا متآلفًا لُحمته السيد المسيح وسُداه العذراء الممجدة. ويجب أن نضع نصب أعيننا متابعة قواعد إيماننا المسيحي التي تعتمد بأولها وآخرها على المحبة التي علمنا إياها سيدنا يسوع المسيح.
نعمة الله الآب ومحبة الابن الوحيد وشركة الروح القدس لتكن مع جميعكم.