روما، الثلاثاء 17 مارس 2009 (Zenit.org).
ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها رئيس الكاميرون، السيد بول بييا، مرحباً ببندكتس السادس عشر اليوم الثلاثاء، 17 مارس، خلال حفل الاستقبال، لدى وصول قداسته الى مطار ياوندي.
الأب الأقدس،
تزورون لأول مرة أرض الكاميرون، يسعدني باسم شعب الكاميرون وباسمي الشخصي أن أرحب بقداستكم بحرارة في بلدنا. شعب الكاميرون بأسره يرحب بقداستكم بفرح ويتشرف بحضوركم. إنه يعتبر زيارتكم امتيازاً استثنائياً بالنسبة للكاميرون.
إن أعمال أول سينودس أساقفة من أجل افريقيا، اختتمت نوعاً في الكاميرون عام 1995، مع تقديم الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "الكنيسة في افريقيا" من قبل سلفكم الموقر. لقد شاءت العناية أن تكون زيارتكم مناسبة لنشر جدول العمل، للتحضير للجمعية الثانية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل افريقيا، المرتقب في روما في أكتوبر المقبل. اسمحوا لي أن أعبر عن سروري بأن الكاميرون باتت أرضاً سينودوسية، منها يمكن مخاطبة كل افريقيا.
الأب الأقدس،
اسمحوا لي أيضاً أن أشير الى أن موضوع السينودس الثاني "الكنيسة في افريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام"، يسير مع تطلعاتنا.
لقد أعربت مراراً وتكراراً عن أسفي أن قارتنا لا تزال تمزقها الصراعات الاجتماعية والسياسة، والصراعات العرقية. لقد أيدت الكاكيرون دوماً مبادرات المنظمات الدولية للتوفيق بين الخصوم وتقديم المساعدة عندما تدعو الحاجة. نشكر الله بأن بلدنا الذي يتميز بتنوعه العرقي، قد نجا من كل تلك التجاوزات، وذلك لا شك لأن هناك تسامح كبير واحترام حقيقي متبادل، ولعل ذلك يعود الى كون شعب الكاميرون يتمتع بحس من المسؤولية التي تدفعه الى التفاوض بدلاً من المواجهات.
من جهة ثانية، كيف لنا أن لا نتجاوب مع نداء الكنيسة الى مزيد من العدالة للشعوب الافريقية المنهكة بسبب الأوبئة، والبؤس والجوع، والمفرغة من حقوقها الأساسية. كيف لنا أن لا نسمع صراخ الرجل الافريقي (تسميةٌ اعطاها كاهن وعالم اجتماع كاميروني). من جهتنا، إننا نسعى الى الإجابة على انتظارات شعبنا، في ما يتعلق بحقوقه المدنية، وتأمين حاجاته على أصعدة التربية والصحة ومستوى الحياة.
منذ حوالي عشرين سنة ونحن ملتزمون على طريق الديمقراطية والرقي الاجتماعي. ودون الادعاء ببلوغ هدفنا، أعتقد أنه يمكنني القول إنه على الرغم من العقبات، استمرينا في الاتجاه الصحيح ونحن نواصل هذا المسار.
أما في ما يتعلق بالبحث عن السلام، فإنه في صلب سياستنا الخارجية، لاننا نعلم إنه من دون السلام تذهب كل جهودنا لتحسين مصير شعبنا، سدى. ولذلك فإننا نلتزم بسياسية حسن الجوار
مع جيراننا الذين لنا معهم الكثير من المصالح المشتركة. أفضل مثال على إرادة السلام هذه هو حل مسألة شبه جزيرة باكاسي. وبفضل حسن نية مشتركة وبدعم من الأمم المتحدة وبعض القوى الصديقة، تم التطرق الى هذه المشكلة الشائكة بطريقة ترضي الجميع، وقد فُتح المجال لتعاون مشترك مع جارنا الكبير.
الأب الأقدس،
الأفارقة، وشعب الكاميرون على وجه التحديد، يقدرون قراركم بعقد سينودس ثان لأساقفة افريقيا. وهم يرون اهتمامكم المستمر بالذين يعانون بسبب الحرب والبؤس والمرض والظلم. تضامن قداستكم هو بالنسبة لهم، تشجيع لكي لا يستسلموا الى التشاؤم، ويضاعفوا جهودهم لبناء مجتمع أكثر عدالة وتضامناً. وفي هذا الصدد، فإن مجرد وجودكم يجلب الرجاء والثقة بالمستقبل.
ولهذا فإن الشعب سيتابع كلمات قداستكم بانتباه لا سابقة له، وهي كلمات ستكون لنا جميعاً مصدر إلهام وتعزية.
الأب الأقدس،
شكراً لقدومكم غلينا. اسمحوا لي أن ألمس في زيارتكم علامة العاطفة المشتركة بين قداستكم وشعبنا. نتمنى لقداستكم أوقاتاً ممتعة في الكاميرون.
نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية (zenit.org)