مستويات الاتصال

 

 

مستوى الصفر: الصمت

إنه انعدام تام لأي اتصال شخصي، إنه ابتعاد عن الآخرين، وانعزال مع الذات. له وجه سلبي وآخر ايجابي.

الوجه الإيجابي: لقاء الإنسان بنفسه ويستعمل للتأمل والتفكير والتخيل المبدع الحر… والصلاة.

الوجه السلبي: يدخل الأشخاص في حالة من الانغلاق والأوهام والأسى على الماضي وعدم قبول الآخر.

نجد هذا المستوى في الشارع ضمن و وسائل النقل وفي التجمعات العامة ……..

 

المستوى الأول: العبارات البروتوكولية

التصرفات في هذا المستوى موضوعة ضمن قالب كالتحية والشكليات الاجتماعية. ينظم الناس وقتهم من خلال طقوس متفق عليها من قبل الجميع. يفعلون نفس الشيء بنفس الطريقة.

الوجه الإيجابي: يظهر في التحيات، الاحتفالات الدينية، والمراسم الرسمية، والعادات الاجتماعية إنها تعطي للإنسان معنى الانتماء الاجتماعي.

الوجه السلبي: التصرف بطريقة استحوازية أو مظاهر بروتوكولية مصطنعة، أو التصرف بطريقة بيروقراطية.

المستوى الثاني: الإخباري

في هذا المستوى يستطيع الناس انتقاء الأشخاص الذين سيشاركونهم في المستقبل بعض النشاطات والانتقال إلى مستوى أعمق من العلاقة.

يمضي الناس وقتهم في التحدث عن كل شيء ولا شيء. يهتم الأشخاص بالانطباع الأول الذي يتركونه لدى الآخرين أكثر مما يهتمون بمحتوى الحديث، إنه نمط الأحاديث في الإستقبالات العامة والحفلات. فيكون الحديث حول أخبار المجتمع، غلاء المعيشة، الرياضة، الموضة، تبادل النكات والمزاح…

الوجه الإيجابي: لقاءات اجتماعية، أحاديث المقاهي، تعليقات حول الذوق والشعر والمعارض…

الوجه السلبي: الذم، الثرثرة، النميمية والإساءة للآخرين.

 

المستوى الثالث: الذكاء

هذا المستوى يتعلق بالمهارة التي يملكها الإنسان والتي تؤهله مشاركة أفكاره وآرائه معبراً عنها بعبارات ( أعتقد… أفكر… برأي… أتصور…).

نرى هذا المستوى في المدارس، الأخويات والكشافات، الرفقة، فريق الرياضة، وفريق العمل.

لابد أن يحتوي هذا المستوى على قواعد تنظم العلاقة، وبهذا المستوى نجد حواجز كبيرة.

الوجه الايجابي: تبادل الخبرات، التنافس البناء، التحريض على الإبداع.

الوجه السلبي: جرح الآخرين، تحوير الحقائق، التنافس الغير شريف.

 

المستوى الرابع: الشعوري

في هذا المستوى تدخل العاطفة والشعور الوجداني في صميم العلاقة. إنه يتطلب ثقة كبيرة بين الأشخاص لبناء العلاقة. نراه ضمن العائلة، الأصدقاء، وفي علاقات الحب.

في هذا المستوى من الاتصال نستقبل الاتصال من الآخرين دون حواجز ودون دفاع كما نحن (على حقيقتنا دون أقنعة).

الوجه الايجابي: نراه في الحب، الصداقة، العائلة….

الوجه السلبي: الاستغلال، التبعية العاطفية، المناورات الجنسية…

 

المستوى الخامس: الشركة

إنه التعبير الأكمل للاتصال, هنا تميل (الـ أنا) و(الـ أنت) إلى الاختفاء لتتحولا إلى (الـ نحن)، إنه مستوى عميق من الاتصال يعبر فيه كل شخص عن ذاته ليس فقط من خلال العواطف والعقل والانفعالات، بل من خلال القيم والدوافع العميقة التي تقوده.

لغة التعبير ليست كلامية فقط أو رمزية بل هي مواقف حاسمة قد تؤدي لأن يبذل الإنسان نفسه في سبيلها. هنا نحن لا نقول (ذاتنا) ليس بالكلام فحسب بل بالفعل.

لا يمكن خلط هذا المستوى بالجنس غير أن هذا الأخيرهو النموذج الأصلي أو قمة الشركة.

في الشركة لا يوجد وجه سلبي فإذا ظهرت أي أوجه سلبيه نكون قد عدنا خطوة للوراء في مستويات الاتصال.

 

إن كل العلاقات تسعى للتطور والوصول إلى الشراكة لكن العلاقات البشرية هي في حالة تذبذب مستمر صاعدة وهابطة في مستويات الاتصال.

م. جورج برنوطي

عن محاضرة للأخ المريمي جورج سبع

 

* هذا المقال هو ملخص لموضوع قدمه الأخ المريمي جورج سبع المحترم في سلسلة لقاءات تهيئة للقادة الكشفيين في حلب سوريا … وهو مفيد في العمل التربوي ويصلح كموضوع للنقاش بين الشبيبة وتتحاور حوله و تقييم علاقاتها وتهيئ الطريق لفهم أكثر حول ماهية العلاقة