إحــكي يا تــاريــخ (4) جدكم بولس الرسول

الاخت سامية صموئيل

 

إلـي أحــفـادي الاحــبـاء

لقد كلمتكم في العدد الماضي  عن نفسي وقلت لكم أن اسمي شاول وتغير  بعد ذلك الى بولس الرسول ، تكلمت معكم عن نشأتي الأولى وتعليمي على يد غمالائيل ، وكنت شديد التدين والتمسك بتعاليم آبائي ، هذا جعلني أحارب المسيحيين بشدة عن جهل مني ، ثم دعاني الرب يسوع على طريق دمشق  وفتح عينيً الى نور معرفته وأصبحت رسولا غيورا للمسيح ، ابشر به في كل مكان مهما كلفني ذلك من متاعب وصعوبات والم ومشقة. اليوم أريد مواصلة حديثي معكم عن : 

 

رفــــقـــائي فـــي الـــخــدمـــــة

    لقد كان لي معاونين ورفقاء كثيرين في رحلاتي التبشيرية. كان الرسول « برنابا » أحد هؤلاء الرفقاء، وهو أول صديق لي في أورشليم بعد أن صار مسيحياً. وقد سافرمعي في أول رحلاتي التبشيرية. حيث أبحرنا إلي قبرص، وعلمنا بإنجيل يسوع في المجامع (الأماكن التي كان اليهود يتعبدون فيها). وقد واجهنا  أنا وبرنابا العديد من المخاطر في سفرنا عبر أراضي تركيا؛

 

فبالرغم من أن الكثيرين قبلوا رسالتنا بفرح، إلا أن البعض اغتاظوا وكانوا يطاردوننا. وفي بلدة اسمها « لسترة » كان يعيش رجل كسيح، لم يمش أبداً منذ ولادته، فشفيته انا بولس بقوة يسوع. فتأثر أهل البلدة جداً من ذلك، وظنوا أننا آلهة وأرادوا أن يعبدوننا ، ويقدموا لنا الذبائح؛ أما نحن  فانزعجنا جداً وصرخنا قائلين: « لماذا تفعلون ذلك ؟ نحن بشر مثلكم ، وأنتم يجب أن تعبدوا الإله الحي الذي خلق السماء والأرض، وكل ما فيها » .

لكن مشاعر هؤلاء الناس تغيرت بسرعة، عندما وجه بعض اليهود الاتهامات ضدنا. وهاهم الذين أرادوا أن يعبدوني  ، قد أخذوا يرجمونني  حتى ظنوا أنني مت ، فجروني إلي خارج المدينة. لكن بعض التلاميذ أسرعوا وأحاطوا بي ليساعدوني ، فقمت  وعدت معهم إلي المدينة، ثم غادرتها مع برنابا في اليوم التالي.

 

ومرت الأيام… وأردت أن ازور الكنائس العديدة التي أسستها، وأخذت معي هذه المرة رفيقاً آخر اسمه « سيلا». وانطلقنا معاً لزيارة الكنائس في أنحاء تركيا وأوربا.

 

وفي الطريق تقابــــلنا  مع شاب مؤمن اســمــه « تيموثاوس». وكانت أم وجدة هذا الشاب قد علمتاه كلمة الله منذ ان  كان طفلاً. ولما انضم تيموثاوس الينا  ساعدنا كثيراً أثناء خدمتنا في الكنائس التي كانت منتشرة في اليونان. وبالرغم من كل الصعاب التي واجهتنا ، إلا أننا كنا نعظ في كل مكان ذهبنا إليه، وكانت قوة كلمة الله تغير حياة الناس، وهكذا صار كثيرون أتباعاً للرب يسوع.

 

واليوم احبائي اريد أن أقول لكم ،أن الرب يسوع الذي دعاني، يدعو اليوم كل واحد منكم ، ولذلك علينا أن نفكر: ماهي دعوة يسوع  لي اليوم ؟ في اسرتي ، في كنيستي ، في مدرستي ، ومع من اتقابل معهم .

جدكم بولس الرسول