أزمة العائلة تقوض التضامن في عالم العمل

مؤتمر في روما حول العائلة وعالم العمل

روما، الثلاثاء 21 أبريل 2009 (Zenit.org)

نظم المنتدى الإيطالي للأفراد والجمعيات ذات الإرشاد الكاثوليكي في عالم العمل مؤتمراً عقد في 15 أبريل في روما حول موضوع "العمل والعائلة".

المؤتمر أقيم بإدارة حركة العمال المسيحية، جمعية الأعمال، الاتحاد الإيطالي للنقابات الحرة، اتحاد الأعمال الحرفية والاتحاد التعاوني.

خلال الأعمال، كانت مداخلة للمونسنيور جيامباولو كريبالدي، أمين سر المجلس الحبري للعدالة والسلام، شجب فيها السياسات التي تميل إلى الانتقاص من قيمة العائلة التقليدية بتقليص قدرات الإنسان العلائقية ومعاقبة العمل والمجتمع المدني.

وشدد أمين سر المجلس الحبري المذكور أعلاه على أن "العائلة عبارة بخاصة عن معاشرة" أي مكان تدامج اجتماعي أولي للفرد، وأن "الإنسان يتعلم ضمن العائلة الفضائل والتصرفات التي ستحدث لاحقاً فرقاً في المجتمع وأماكن العمل" وأن "العمل هو أيضاً معاشرة".

إذاً لا بد من أن تتفق العائلة مع العمل حول قدراتهما على خلق ميزات علائقية.

وفي هذا السياق، أشار المونسنيور كريبالدي إلى النزعة الحالية المرتكزة على "إضعاف القدرات الترابطية للعائلة".

هذا وتشير المعطيات حول العائلة في كافة البلدان الأوروبية تقريباً إلى أن العلاقات العائلية تميل إلى التضاؤل بسبب انخفاض معدل الزواج وارتفاع معدل المساكنة، وبسبب حالات الطلاق والانفصال، والشيخوخة البشرية الحالية ونسبة الإجهاض، وأخيراً بسبب ممارسة نسالية تلوح في الأفق.

ونظراً إلى أن عدد العائلات الأحادية الوالدين والأطفال الوحيدين يشهد ارتفاعاً شأنه شأن معدل الروابط العائلية المتقطعة، فإن تجارب العلاقة تتقلص ليس فقط كمياً بل أيضاً نوعياً وتصبح بالتالي علاقات محدودة وموجزة وموحدة أكثر فأكثر.

واعتبر المونسنيور كريبالدي أنه "وفيما تصبح العائلة فردية أكثر فأكثر، يصبح العمل بدوره فردياً".

بعدها انتقد ممثل الكرسي الرسولي نماذج العائلة الجديدة. واعتبر أن تقسيم العمل الحديث يتطلب "وجود قوة داخلية أكبر، وقدرات أكبر على بناء استمرارية من العلاقات وأنماط العيش، وترابط أفضل في وجهات النظر".

لهذا السبب لا بد من وجود سياسات جديدة تقيم العائلة التقليدية وتشجعها.

أخيراً طالب أمين سر المجلس الحبري للعدالة والسلام بسياسات "صديقة للأسرة" كقانون حول أوقات وظروف العمل، وقانون حول الإجازات وتعليق العمل، وتدابير لتعزيز للعائلات، والحصول على دعم المؤسسات العامة ومؤسسات القطاع الثالث والشبكات غير الرسمية.

ختاماً قال أن كل ذلك يهدف إلى "تخطي المنطق الفردي من جهة، ومنطق البرمجة المتصلبة في تدخلات الدولة من جهة أخرى" لأننا "نعلم أن هذه الحلقة الخطرة سببت الكثير من الأضرار في الماضي".