جدل وخيبة أمل في إسرائيل بعد تصريحات البابا حول محرقة اليهود

اعتُبرت "فاترة" و"مبهمة"

القدس المحتلة- ا ف ب

أثار البابا بنديكتوس السادس عشر خيبة أمل وجدلاً في إسرائيل، بعد خطب ألقاها حول محرقة اليهود اعتبرت "فاترة" و"مبهمة".

وأشار رئيس نصب محرقة اليهود (ياد فاشيم) في القدس الحاخام مئير لاو، الثلاثاء 12-5-2009 ان "البابا لم يذكر ان الألمان او النازييين شاركوا في المجزرة ولم يقل كلمة واحدة ليطلب الصفح او يعبر عن الندم وعن التعاطف مع الضحايا".

وتابع الحاخام لاو، وهو احد الناجين من معتقلات الموت النازية، أن البابا تحدث في تصريحاته في المتحف عن يهود "قتلوا" وليس عن يهود "اغتيلوا"، وبدون ان يحدد عددهم.

 

ودعمه في ذلك وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشائي، الذي علّق بالقول "خلال المحرقة لم يقتل ستة ملايين قديس بل اغتيلوا".

أتت هذه الانتقادات رغم أن البابا دان بحزم، عند نزوله من الطائرة في مطار بن غوريون، معاداة السامية وانكار المحرقة ورأى انهما امران "مقيتان".

وصرح في نصب المحرقة "يجب الا تموت اسماء هؤلاء الضحايا، يجب عدم انكار او تشويه او نسيان معاناتهم. وعلى جميع اصحاب النيات الطيبة ان يزيلوا من قلب الانسان كل ما يمكن ان يؤدي الى مآس مماثلة".

وردا على سؤال للاذاعة الاسرائيلية العامة، تحدث افنير شاليف مدير النصب عن "اخفاق" في خطاب البابا الذي وصفه بأنه "مهم لكنه فاتر ومبهم".

من جهته، قال رئيس البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) ريوفين ريفلين للاذاعة "لم آت الى النصب لاسمع وصفا تاريخيا للبابا حول الوقائع المثبتة للمحرقة بل على امل ان يطلب الصفح لمأساتنا التي ارتكبها الالمان والكنيسة خصوصا. لكن للاسف لم يحدث شيء من هذا".

وارسل ريفلين من يمثله الى الاحتفالات الرسمية الاخرى المخصصة للبابا معترفا بأنه "يشعر بالضيق" من حضور عضو سابق في منظمة الشباب الهتلرية والجيش الذي فر منه في 1944.

وقالت افتتاحية صحيفة "يديعوت احرونوت متوجعة الى البابا "كل ما كنا ننتظره من جانبكم حملة قوية ومؤثرة لكنها لم ترد".

وقبل توجهه الى اسرائيل، اثار البابا جدلا مرات عدة بارتكابه هفوات سياسية او دينية. فقد اثار استياء اسرائيل، برفعه الحرم عن الاسقف الذي انكر المحرقة ريتشارد وليامسن في نهاية كانون الثاني/يناير وباطلاق اجراءات تطويب البابا بيوس الثاني عشر الذي يتهمه اليهود بالتزام الصمت في مواجهة المجزرة النازية.

في المقابل اكد الحاخام ديفيد روزن المكلف الحوار بين الاديان في الحاخامية الكبرى لاسرائيل "مهما فعل سواجه البابا انتقادات (…) الذين ينتقدونه هنا لا يفهمون شيئا في اكنيسة ولا في التغييرات التي طرأت في داخلها".

ويعتبر البابا الذي يملك معرفة واسعة باليهود، انهم "اشقاؤه الكبار". وعندما كان كاردينالا زار المونسنيور يوزف راتسنيغر اسرائيل مرات عدة من اجل التوصل الى ابرام "الاتفاق الاساسي" الذي وقع في 1993 حول اقامة علاقات دبلوماسية العام التالي بين الفاتيكان واسرائيل.

من جهته، قال الخبير الاسرائيلي في شؤون الفاتيكان داود صفرا "خاب املنا اليوم، كما حصل قبل 9 سنوات اثناء رحلة حج يوحنا بولس الثاني، لاننا نتوقع منه المزيد". لكنه اضاف "يجب ان ندرك حجم التقدم الذي حققته الكنيسة في العقد الاخير في علاقاتها مع الشعب اليهودي".

عن موقع العربية