البابا يزور الكنيسة الأرمنية الرسولية

 

صاحب الغبطة،

 

تحية أخوية بالرب، وأعبر لكم عن أطيب التمنيات بالصحة والعافية وعن عرفان جميلي للسلطات التي أتاحت لي فرصة زيارة كاتدرائية القديس يعقوب في قلب الحي الأرمني القديم بالقدس ولقاء إكليروس البطريركية الموقر وأعضاء الجماعة الأرمنية في المدينة المقدسة.

يشكل لقاؤنا اليوم، الذي تسوده مشاعر المودة والصداقة، خطوة إلى الأمام صوب الوحدة التي شاءها الرب لجميع تلاميذه. فقد اختبرنا في العقود الماضية، بنعمة الله، نموا في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الرسولية الأرمنية. كان لي العام الماضي نعمة الالتقاء بالكاثوليكوس وبطريرك الأرمن كاراكين الثاني وكاثوليكوس كيليكيا آرام الأول. إن زيارتيهما للكرسي الرسولي ولحظات الصلاة التي تقاسمناها ساهمت في توطيد علاقات الصداقة وأكدت التزامنا في سبيل قضية مقدسة، قضية إنماء وحدة المسيحيين.

وفيما أرفع الشكر لله، أود الإعراب عن تقديري لالتزام الكنيسة الرسولية الأرمنية في متابعة الحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية. إن هذا الحوار المدعوم بالصلاة حقق تقدما وأدى إلى تخطي سوء التفاهم الذي شهدناه في الماضي وهو يبعث على التفاؤل بالمستقبل. وشكلت مؤشرا للرجاء الوثيقة الأخيرة حول طبيعة الكنيسة ورسالتها التي أعدتها اللجنة المختلطة وعرضتها على الكنائس للدراسة والتقييم. فلنوكل معا مرة أخرى عمل اللجنة المختلطة إلى روح الحكمة والحقيقة كيما يأتي بثمار وافرة تسمح بتعزيز وحدة المسيحيين ونشر الإنجيل وسط رجال ونساء زماننا.

منذ العصور المسيحية الأولى كان للجماعة الأرمنية في القدس تاريخ عظيم ميزه ظهور حياة وثقافة نسكية مرتبطتين بالأماكن المقدسة وبالتقاليد الليتورجية التي نمت حول هذه الأماكن. إن هذه الكاتدرائية إلى جانب البطريركية والمؤسسات التربوية والثقافية المرتبطة بها تؤدي شهادة لهذا التاريخ الطويل والمميز. أصلي كي تتمكن جماعتكم دائما من أن تستقي حياة جديدة من هذه التقاليد الغنية وتكون ثابتة في الشهادة الأمينة ليسوع المسيح وعظمة قيامته (راجع فيليبي 3، 10) في هذه المدينة المقدسة. وفي الوقت نفسه أحفظ للعائلات الحاضرة، وخصوصا الأطفال والشبان، ذكرى خاصة في صلواتي. أيها الأصدقاء، أسألكم أن تصلوا معي كي يعمل معا مسيحيو الأرض المقدسة بسخاء ونشاط لإعلان إنجيل مصالحتنا مع المسيح ومجيء ملكوته، ملكوت القداسة والعدالة والسلام.

صاحب الغبطة، أشكركم مرة أخرى على ترحيبكم، وأسأل الله فيض نعمه عليكم وعلى الإكليروس ومؤمني الكنيسة الأرمنية الرسولية في الأرض المقدسة. فليكن معكم دائما فرح وسلام المسيح القائم من بين الأموات.