أول الناجحين في استنساخ حيوان ثديي: النعجة دوللي
روما، الخميس 21 مايو 2009 (Zenit.org)
"هل ما تزال البحوث حول الجنين والاستنساخ ضرورية بعد اكتشاف الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة؟" سؤال طرحته "أخلاقيات علم الوراثة"« Gènéthique» ، الموجز الصحفي لمؤسسة جيروم لوجون على البروفسور آين ويلموت، الرائد في الاستنساخ.
آين ويلموت هو رئيس مجلس البحوث الطبية في علم الأحياء التناسلي التابع لمركز الطب التجديدي في جامعة إدنبره في اسكتلندا، وأول الناجحين في استنساخ حيوان ثديي – النعجة دوللي.
Gènéthique – بعد الاكتشاف الذي توصل إليه الباحثان ياماناكا وتومسون في نوفمبر 2007 (1)، أعلنتم لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أنكم عدلتم عن استخدام تقنية الاستنساخ وأن هذا الاكتشاف سيوفر خلال خمس سنوات "بديلاً أفضل وأكثر قبولاً من الناحية الأخلاقية من استنساخ الأجنة البشرية من أجل البحوث الطبية". 2. بعد مرور سنتين على هذا التحول في مجال البحوث، ما هي حسنات الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة بالنسبة إلى التوقعات والأهداف التي كنتم تتطلعون إليها خلال عملية استنساخ دوللي؟
آين ويلموت – قبل اكتشاف الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة، كنا نحاول استخلاص خلايا جذعية جنينية منتجة من خلال نقل نواة خلية من مريض يعاني من مرض وراثي معين. وفي هذه المرحلة، لم يتمكن أحد من النجاح. ولكن عدم التمييز بين الخلايا البدنية الفأرية (طريقة الباحث ياماناكا) أظهرت الآن أنه من الممكن بلوغ الهدف عينه من خلال استخدام مباشر لخلايا المرضى البدنية.
والخلايا الجذعية التمايزية المستحثة لها فائدة علاجية مهمة: فهي مطابقة وراثياً للمريض وتسمح بتحديد أمراض وبإجراء بحث فوري عن أدوية لمعالجة عوارض المرض. وهناك مئات خطوط الخلايا التي يمكننا العمل عليها دون انتظار مساعدتنا على فهم الأمراض خلال السنوات الخمس المقبلة.
لذا لم تعد تقنية الاستنساخ مناسبة. فمن خلال خبرتي في استنساخ دوللي، أرى أن الاستنساخ يتطلب وقتاً طويلاً للحصول على خلايا جذعية. إضافة إلى ذلك، فإن هذه التقنية تتضمن بشكل ضروري فرط الإباضة لدى النساء اللواتي يجب أن يخضعن لعلاج هرموني مكثف ومضنٍ لإنتاج عدد كبير من البييضات والحصول أخيراً على بعض الأجنة المستنسخة.
وفي حال قدم العلم طرقاً أسرع وأهم وأكثر فعالية، فأنا موافق على اتباعها.
Gènéthique – ما هي الآمال العلاجية والعلمية التي تعلقونها على الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة؟ وما هي التحديات التي ما تزال قائمة؟
آين ويلموت – إن الباحثين الذين يعملون على الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة يسعون إلى تحسين نوعية هذه الخلايا. إن فائدة هذه الخلايا ونتائجها أكيدة إلا أن التحدي القائم يتمثل في النجاح تقنياً في إعادة برمجتها دون إحداث أضرار جانبية. أما الوقت المطلوب للتغلب على هذه العقبات فهو قصير إذ أظهرت منشورات علمية جديدة نجاح عملية إعادة برمجة خلايا تمايزية دون استخدام ناقل الأمراض الفروسية أو البلازميد.
لأسباب اقتصادية، أعتقد أنه ليس ممكناً الآن التفكير في خلق احتياطي من الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة لكل مريض للبحث فيه عن علاج لأمراضهم. وبرأيي أن ما الأمر القابل للتحقيق هو إقامة نوع من السجل أو البنك البيولوجي حيث تحصى خطوط الخلايا المتعلقة بمختلف أنواع الأمراض المناعية. وبذلك يصبح من الممكن العمل على هذه الخطوط وتغييرها بحسب حاجة كل مريض.
Gènéthique – قيل في فرنسا أنه لم يكن الحصول على الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة ممكناً لولا البحوث التي أجريت على الجنين البشري. مع ذلك، فإن المنشورات حول الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة البشرية التي حققت شهرة الباحث ياماناكا سنة 2007 سبقتها نتائج بحوث على خلايا فأرية3.
هل كان من الممكن اكتشاف الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة فقط بفضل البحوث التي أجريت على هذه الخلايا الحيوانية دون اللجوء إلى استخدام الخلايا الجنينية البشرية؟
آين ويلموت – إن تمايز الخلايا البدنية لم يتطلب استخدام جنين بشري لأن ذلك لم يكن ضرورياً على المستوى التقني. فالخلايا الجذعية التمايزية المستحثة الأولى أنتجت انطلاقاً من دراسات حول أجنة فئران.
الناس لا يدركون بعد أن دراسة الأمراض الوراثية انطلاقاً من الخلايا التي نحصل عليها من خلال إعادة برمجية خلوية هي أسهل وأسرع بكثير من الحصول على الخلايا الجنينية البشرية عن طريق الاستنساخ. كما أن تقنية الحصول على الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة هي التقنية الأكثر فعالية حالياً لدى الباحثين وبخاصة طبعاً للبحوث حول الأمراض الوراثية.
كذلك تجري بحوث حول الخلايا الجنينية البشرية من أجل فهم أفضل لكيفية تكاثرها وتنميتها لأن الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة تتميز بخصائص مطابقة لمجموعة الخلايا الجنينية البشرية.
Gènéthique – إن البحوث حول الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة تتزايد أكثر فأكثر في الولايات المتحدة وآسيا. ما هي الأخبار عنها في أوروبا؟ وهل تحظى هذه البحوث بدعم مهم؟
آين ويلموت – تحظى البحوث حول الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة بالدعم في العديد من البلدان الأوروبية، وتهتم وكالات بريطانية مثل مجلس بحوث العلوم البيولوجية والتكنولوجيا الحيوية بتمويل برامج بحوث في جامعة إدنبره حيث أعمل حالياً. كذلك تنفذ مشاريع مهمة حول الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة في فرنسا.
Gènéthique – هل هناك اهتمام علمي باستخدام الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة أكثر من الخلايا الجذعية الجنينية البشرية في البحوث عن الأدوية، ونمذجة الجزيئات وفرزها العقاقيري؟
آين ويلموت – طبعاً. إن الخلايا الجذعية التمايزية المستحثة أكثر فائدة من الخلايا الجنينية في هذه البحوث لأنكم إن رغبتم في دراسة خلايا أعيدت برمجتها لدى مريض مصاب بمرض وراثي، تكون الفائدة أن هذه الخلايا تحمل مسبقاً مميزات شخص مصاب. فلا حاجة لإدخال أخطاء جينية عليها. وهناك عدة أمراض وراثية لا نعرف حتى الآن أسبابها الجزيئية.
1-في نوفمبر 2007، نجح الباحثان ياماناكا وتومسون لدى الإنسان في الحصول على خلايا جذعية متعددة القدرات انطلاقاً من خلايا تمايزية (خلايا الجلد)
2-بي بي سي، 17 نوفمبر 2007
3-ياماناكا وتاكاهاشي، استحثاث خلايا جذعية متعددة القدرات من زراعة ألياف فأرية جنينية وبالغة ضمن عوامل محددة، الخلايا، 2006، 126: 663، 676