نداء الاساقفة الموارنة للبنانيين

روما، الأربعاء 3 يونيو 2009 (Zenit.org)

ننشر في ما يلي نداء الاساقفة الموارنة الذي صدر اليوم الاربعاء عقب لقائهم في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني، الكاردينال مار نصرالله بطرس سفير.

 ان آباء المجمع المقدس المنعقد برئاسة صاحب الغبطة السيد البطريرك، مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، وبعد استلهام الروح القدس وطلب شفاعة العذراء مريم سيدة لبنان والقديسين الأطهار، يوجهون إلى إخوانهم وأبنائهم اللبنانيين الأعزاء، المقبلين على استحقاق انتخابي راهن، هذا النداء الذي يبغون منه تجديدا لفعل ثقة بلبنان، ويذكّرون فيه ببعض التوصيات لسلوك انتخابي سليم.

أيها الإخوة والأبناء الأعزاء،

إننا ندعوكم إلى تجديد الثقة بالميثاق الوطني الفريد الذي أرسى عليه السلف الصالح لبنان وطنا قائما على شراكة العائلات الروحية في تضحيات متبادلة من أجل عيش واحد يغتني بالاختلاف المؤتلف، ولا يسقط في تجربة الخلاف القاتل، فيعيش أبناؤه أخوة بلا انشقاقات ويستحقون لبنان الرسالة نموذجا وثروة لا بديل عنهما.

أما التوصيات التي نذكركم بها فهي:

أقبلوا على الانتخابات بمسؤولية يقتضيها الواجب الوطني الديمقراطي ومارسوا حريتكم كاملة في خياراتكم محكمين ضميركم المستنير بالمعرفة الصحيحة، وما الضمير الحي سوى صوت الله في داخلنا.

تحلوا بالمناعة الأخلاقية والصمود في وجه الإغراءات المادية والتأثيرات الخارجية التي تأخذ من الوطن ولا تعطيه، فأنتم أصحاب كرامة، وأبناء قضية وحملة ورسالة.

تنافسوا في جو حضاري يليق بسمعة لبنان وتقاليده العريقة، فالانتخابات اللبنانية هي اليوم موضع اهتمام بلدان كثيرة وتحت أنظار مراقبة الجميع لها.

احتكموا إلى العقل لا إلى العنف. فالمناعة الوطنية هي مشروعكم والسلم الأهلي هو مسؤوليتكم، لذلك نهيب بكم بتعزيز ما أنتم متفقون حوله، وإدارة الحوار بصبر وطول أناة حول ما زلتم مختلفين عليه، فما من أحد منكم معفي من المحبة، ولبنان بدون تنوعه يفقد غناه ومبرر وجوده.

الاختلاف في الرأي لا يعني أبدا الخلاف على الوطن، فاللبنانيون مدعوون جميعا إلى التعاون على إيجاد الحلول الناجعة لمشاكلهم المختلفة، والكل سيكون مسؤولا عن الكل تحت قبة المجلس النيابي الجديد.

تقبلوا نتائج الانتخابات بروح عالية، فالدولة حريصة على تأمين حريتها وسلامتها، وبادروا بتهنئة بعضكم بعضا بالفوز، وافتحوا في الأيام التالية صفحة جديدة عنوانها لبنان الجديد للجميع وبالجميع.

رجاؤنا أخيرا أن يقدر اللبنانيون حجم المخاطر المحدقة بوطننا وبشرقنا في هذا الزمن الصعب، وأن ينظروا خاصة إلى لبنان الآتي الذي عوّدنا أن يخرج من محنه أبهى طهرا، ومن تجاربه أكثر مناعة، بفضل وعي أبنائه وتعاضدهم. فالله معكم، وبالتالي مع لبنانكم، حافظوا عليه ليحافظ عليكم. محبة الرب توحد قلوبكم وسلامه يقدس نواياكم، فتعيشوا معا في الحق والعدالة، وتشهدوا للخير والأخوة