الرسالة البابوية: المحبة في الحقيقة

 

مسؤول فاتيكاني يتحدث عن مواضيع مبتكرة

روما، الخميس 09 يوليو 2009 (Zenit.org)

على الرغم من أن "المحبة في الحقيقة" تتوافق مع تقليد طويل من التعاليم حول العقيدة الاجتماعية الكاثوليكية، إلا أنها تقدم أيضاً شيئاً جديداً، حسبما قال أمين سر المجلس الحبري للعدالة والسلام.

كان رئيس الأساقفة جيامباولو كريبالدي الذي عين مؤخراً رئيس أساقفة تريستا بإيطاليا من بين الذين قدموا الرسالة العامة الثالثة لبندكتس السادس عشر خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الثلاثاء.

قال الأسقف أنه يجب أن نرى الدعوة في "الاقتصاد والعمل، العائلة والجماعة، الشريعة الطبيعية المطبوعة فينا والخلق الموضوع أمامنا ومن أجلنا" لأن العقيدة الاجتماعية ترى التنمية كـ "دعوة" تقتضي "تحمل المسؤولية من أجل الخير العام".

وسلط رئيس الأساقفة كريبالدي الضوء على أن الحق في الحياة وحرية المعتقد طرحا للمرة الأولى في علاقة مع التنمية في رسالة عامة اجتماعية.

وأوضح: "إن الإنجاب والجنس، الإجهاض والقتل الرحيم، التلاعب بالهوية الإنسانية والانتقاء المحسن للنسل، كلها تعتبر مشاكل اجتماعية مهمة. إن تمت معالجتها وفقاً لمنطق الإنتاج النقي، شوهت الحس الاجتماعي، وقوضت معنى القانون، وفككت العائلة وجعلت احتضان الضعفاء أمراً صعباً".

وتابع رئيس الأساقفة أن الرسالة العامة تقول أنه لم يعد من الممكن "تنفيذ البرامج التنموية الخاصة فقط بالاقتصاد والإنتاج والتي لا تأخذ بالاعتبار كرامة المرأة والإنجاب والعائلة وحقوق غير المولودين".

إنقاذ المسكونة

هذا وتحدث رئيس الأساقفة كريبالدي عن جدة أخرى في هذه الرسالة العامة الاجتماعية: التركيز على حماية البي ئة. وأشار إلى أنه يجب أن تتحرر هذه المسألة "من عوائق إيديولوجية معينة – موجودة في عدة نواح من علم البيئة – تهمل كرامة الإنسان السامية وترى الطبيعة فقط من المنظور المادي وتعتبرها قائمة بالصدفة أو لأنها ضرورية".

أما الجدة الأخرى فإنها تتمثل في التطرق إلى التكنولوجيا التي غالباً ما تؤدي إلى عقلية مسماة بـ "التقنية".

أضاف الأسقف: "يكمن الخطر في أن تقوم عقلية تقنية بحتة بتقليص كل شيء إلى عمل محض وتتحد مع ثقافة عدمية ونسبوية".

ووصف المسؤول الفاتيكاني "المحبة في الحقيقة" باقتراح ثقافي عظيم في خدمة التنمية الحقيقية يشجع على استخدام الموارد غير المادية والثقافية وليس فقط الموارد الاقتصادية في المواقف والقرارات.

في هذا السياق، أشار إلى أن ذلك يتطلب وجود آفاق جديدة حول الإنسان لا يمكن لأحد أن يعطيها سوى الله الحق والمحبة.

ختاماً قال رئيس الأساقفة كريبالدي أن الرسالة العامة لها الفضل الكبير في السمو فوق الأفكار القديمة وتبسيط المشاكل المعقدة. وكل الاهتمام موجه مجدداً نحو الإنسان، موضع الحقيقة والمحبة، والقادر على المحبة ومعرفة الحقيقة.

تأخير؟

سئل المسؤول الفاتيكاني عن سبب تأجيل إصدار "المحبة في الحقيقة". فأجاب أن "السنة المئة"; وهي الرسالة العامة الاجتماعية الأخيرة للبابا يوحنا بولس الثاني استغرق نشرها خمس سنوات فيما تطلب نشر هذه الرسالة نصف هذه المدة.

وعن سؤاله عن سبب عدم تناول الحديث عن موضوع السلام بشكل معمق، أجاب رئيس الأساقفة أنها "رسالة عامة وليست موسوعة".

 

 

المحبة في الحقيقة: الكنيسة تلهم ولكنها لا تتعاطى السياسة

الكاردينال بول جوزيف كوردس يقدم الرسالة البابوية الجديدة

بقلم كارمن إيلينا فيلا

روما، الخميس 09 يوليو 2009 (Zenit.org)

في رسالته العامة التي صدرت في 07 يوليو، لا يدعي بندكتس السادس عشر تعاطي السياسة وإنما إعطاء نقاط للتأمل مقدماً "المحبة في الحقيقة" كتوجيه صحيح للحياة الفردية والجماعية.

هذا ما قاله الكاردينال بول جوز يف كوردس بمناسبة تقديم الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة" في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي. كلمتان أساسيتان في السلطة الاجتماعية الحبرية تظهران قيمتهما الدائمة، حسبما أشار رئيس الأساقفة.

هدف العقيدة الاجتماعية للكنيسة

أعلن الكاردينال كوردس، رئيس المجلس الحبري قلب واحد، الهيئة التي تعنى في الفاتيكان بالتنمية البشرية والمسيحية من خلال محبة الأكثر فقراً ودعمهم أن الرسالة البابوية توضح مرة أخرى دور الكنيسة في تنمية المساعدة الاجتماعية.

وقال الكاردينال أن الرسالة العامة "تلهم ولكنها لا تتعاطى السياسة" ولا تمثل "نهجاً ثالثاً" بالنسبة إلى الشيوعية والرأسمالية يرمي إلى الالتحاق بمجتمع كامل أو "فردوس أرضي".

كما أوضح أن العقيدة الاجتماعية للكنيسة تشكل عنصر تبشير أي "إعلان المسيح المائت والقائم من بين الأموات الذي تبشر به الكنيسة منذ قرون عدة" و"الذي يتحقق أيضاً إزاء نمط العيش الاجتماعي".

لذلك اعتبر أن قراءة الرسالة العامة غير ممكنة خارج سياق الإنجيل "المتعلق بنمط عيش الإنسان في علاقاته الإجتماعية وفي مؤسسات تنشأ عن هذه العلاقات".

بالمقابل أوضح "لا يمكننا جعل الإنسان مقيداً بنمط عيشه الاجتماعي"، مضيفاً أن ال وحي يجب أن يكون عنصراً أساسياً في الموضوع الاجتماعي: "مبادئ العقيدة الاجتماعية ليست فلسفية فقط وإنما هي مستمدة من المسيح وكلمته".

واعتبر الكاردينال أن الرسالة العامة الجديدة تعالج بطريقة واضحة وعملية موضوع المحبة الذي تناوله البابا على الصعيد النظري في رسالته الأولى الله محبة، واصفاً إياه "بالطريق الرئيسة في العقيدة الاجتماعية للكنيسة".

وبدلاً من أن تكون العقيدة الاجتماعية منهجاً إيديولوجياً أو بياناً سياسياً، تشجع على العكس "المسيحي على تجسيد إيمانه"، حسبما قال الكاردينال.

"إن المحبة تظهر دوماً محبة الله حتى في العلاقات البشرية. فهي تعطي قيمة إلهية وخلاصية لكل التزام من أجل العدالة في العالم" (6).

الرأسمال الأول، الإنسان

أبرز إذاً رئيس المجلس الحبري قلب واحد رؤية الإنسان التي تنبثق من العقيدة الاجتماعية والتي يتم التذكير بها في هذه الرسالة العامة: "الإنسان، الفرد في كماله هو الرأسمال الأول الذي لا بد من المحافظة عليه ورفع شأنه". لذلك يؤكد البابا على أن "المسألة الاجتماعية باتت جذرياً مسألة إنسانية".

بالمقابل،لا يمكن إدراج الإنسان في آفاق أرضية فقط فلا يهتم إلا بالخيرات المادية ويهمل المسائل الأخلاقية: "إن التنمية مستحي� �ة من غير وجود أشخاص نزهاء وناشطين اقتصاديين ورجال سياسة مهتمين بالخير العام"، حسبما قال البابا.

هكذا وسع الحبر الأعظم ما كان قد قاله في "الله محبة" حيث يبرز مميزات العاملين في منظمات خيرية. وفيما يقول أن المجتمع مجروح بالخطيئة، يؤكد أنه "ما من مجتمع جديد من دون أشخاص جدد".

إذاً لاحظ الكاردينال كوردس الطريقة التي أراد بها البابا اختتام رسالته العامة مشيراً إلى أهمية الصلاة في حياة مفعمة بالمحبة: "يجدد الله قلب الإنسان ليتمكن من العيش في المحبة والعدالة".

وقال: "لذلك يجب على المسيحيين ألا يشاهدوا أو يحتجوا متأثري ن بثقافة الاستنكار المعاصرة وإنما أن يهتدوا من أجل بناء ثقافة جديدة في الله. وهذا ينطبق أيضاً على أعضاء الكنيسة والشركاء فيها".

 

أساقفة إنجلترا وهولندا يرحبون بالرسالة العامة المحبة في الحقيقة

روما، الخميس 9 يوليو 2009  – عن إذاعة الفاتيكان

قال رئيس مجلس أساقفة إنجلترا وبلاد الغال المطران فينسينت نيكولز إن الرسالة العامة الثالثة المحبة في الحقيقة تقدم نظرة شاملة للإيمان المسيحي حول المسائل المعقدة المرتبطة بالنمو الإنساني، وأشار إلى أنها تتطلب قراءة ممعنة نظرا لأهميتها، مذكرا في الآن معا بأنها تدخل في إطار تعليم العقيدة الاجتماعية للكنيسة لاسيما التقليد المرتبط بالأنسنة المسيحية التي تحدث عنها أيضا البابا بولس السادس في رسالته العامة ترقي الشعوب.

وفي بيان أصدره للمناسبة، أعلن المطران نيكولز أن أساقفة إنجلترا نظموا لقاء في لندن يوم الحادي والعشرين من أكتوبر تشرين الأول المقبل للتعمق بالرسالة العامة المحبة في الحقيقة مع تسليط الضوء بنوع خاص على التعليم الاجتماعي للكنيسة واقتصاد السوق.

وتعليقا على الرسالة العامة المحبة في الحقيقة، قال أساقفة هولندا إنها رسالة آنية وتقدم تحليلا دقيقا وفائق الأهمية للأوضاع الحالية، لاسيما في ظل الأزمة المالية والتدهور الاجتماعي ـ الاقتصادي، وأعلنوا عن تخصيص جمعيتهم العامة المرتقبة في أيلول سبتمبر القادم للتعمق بهذه الرسالة العامة لاسيما المواضيع المتعلقة بالعمل، وعن نشر ترجمة باللغة الهولندية الشهر القادم.

وأشار أساقفة هولندا إلى أن التجاوزات الكثيرة للنظام الاقتصادي الحالي هي العائق الأساسي أمام تحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة، وذكّروا بأن الرسالة العامة المحبة في الحقيقة تسلط الضوء على مسألة الاهتمام بالبلدان الفقيرة التي تعاني من التبعات المأساوية للأزمة العالمية وتشدد بالتالي على مبدأي التضامن والتكافل كشرطين أساسيين لعقيد� � الكنيسة الاجتماعية.

الجدير ذكره أن البابا بندكتس السادس عشر يذكّر في رسالته العامة المحبة في الحقيقة بأن المحبة هي الطريق الرئيس لعقيدة الكنيسة الاجتماعية ويحذر من أن "مسيحيةَ محبةٍ بدون حقيقة قد تُفهم بسهولة كاحتياطيٍ لمشاعر طيبة تعود بالنفع على التعايش الاجتماعي لكنها هامشية".