بندكتس السادس عشر يحيي المشاركين في لقاء ريميني

البابا: "المحبة تعني المعرفة"

روما، الاثنين 24 أغسطس 2009 (Zenit.org)

في رسالة إلى "لقاء ريميني" حول موضوع المعرفة كـ "حدث"، يوضح البابا أن "المحبة تعني المعرفة".

"لقاء الألفة بين الشعوب" الذي نظمته الحركة الكاثوليكية "شركة وتحرير" افتتح البارحة في هذه المدينة الواقعة على ساحل البحر الأدرياتيكي بقداس ترأسه المونسنيور فرنشيسكو لامبياسي الذي قرأ رسالة من البابا إلى المجتمعين.

"إن الدورة الثلاثين "للقاء الألفة بين الشعوب" افتتحت اليوم في ريميني متخذة لها هذه السنة شعار "المعرفة هي حدث دوماً"، حسبما ذكر البابا خلال تلاوة التبشير الملائكي.

"أوجه تحياتي القلبية إلى المشاركين في هذا اللقاء المهم وأتمنى أن يكون فرصة سانحة لفهم أن "المعرفة ليست فقط فعلاً جسدياً وذلك لأن (…) روح الإنسان تختبر في كل معرفة وكل فعل محبة "شيئاً إضافياً" يشبه هبة وعظمة نسمو إليها (الرسالة العامة، المحبة في الحقيقة، رقم 77)"، حسبما أضاف البابا معقباً على شعار اللقاء من خلال هذا المقطع من رسالته العامة الثالثة.

في الرسالة التي قرئت خلال القداس الافتتاحي، يتمنى البابا أيضاً أن يستمر اللقاء في "قبول التحديات والتساؤلات" التي يفرضها عصرنا "على الإيمان".

ويلفت البابا في هذه الرسالة التي تحمل توقيع أمين سر الدولة الكاردينال ترشيزيو برتوني إلى أن الحدث المسيحي يمثل لقاءً وبالتالي تجربة معرفة. ولكن كيف يمكن التوصل إلى معرفة موضوعية وجديرة بالثقة؟

يذكر البابا بـ "الدور الحاسم لموضوع المعرفة"، ويشدد بخاصة على "حدود" معرفة علمية تقترح "العقيدة الوضعية للموضوعية المجردة حيث يبدو الموضوع مضبوطاً من خلال وجهة نظر المراقب التي تحددها النتيجة".

يعتبر بندكتس السادس عشر أن "الموضوعية المجردة" هي "تجريد محض"، التعبير عن معرفة "غير مناسبة". وهذا لا ينطبق فقط على العلوم الطبيعية وإنما أيضاً على التاريخ الذي غالباً ما ينقل رؤى عن العالم مرتبطة بـ "حرية البشر وخياراتهم وتنوعهم".

يضيف أن المعرفة لا يمكنها أن تكون تسجيل مشاهد منفصل، لذلك فإن المعرفة يمكنها أن تكون "حدثاً"، مثلما ينص موضوع اللقاء.

كذلك يرى بندكتس السادس عشر أن المعرفة تحدث كـ "لقاء فعلي بين الفاعل والموضوع اللذين لا يبقيان على مسافة من بعضهما بل يتأثر أحدهما بالآخر عند حصول اتصال بينهما".

ويقول أن عملية المعرفة تحصل من خلال "الاستقامة الفكرية" و"الاستعداد للإصغاء" لدى من يريد المعرفة من خلال تلقي موضوع المعرفة بـ "قبول".

ختاماً يرد في رسالة بندكتس السادس عشر: "هذه هي القدرة المعرفية للمحبة والمحبة تعني المعرفة. إن المحبة هي الأداة المفضلة لمعرفة الحقيقة، وحدث اللقاء" مع خالق البشر.