أولويات السينودس الخاص بإفريقيا

بحسب الكاردينال نابيي، رئيس أساقفة ديربان

روما، الجمعة 11 سبتمبر 2009 (Zenit.org

 إن أراد الكاثوليك التأثير على المجتمع، فلا بد لهم من تخصيص مركز محوري للإنجيل في حياتهم، حسبما يوضح الكاردينال ويلفريد نابيي، رئيس أساقفة ديربان (إفريقيا الجنوبية) معقباً على الجمعية الثانية لسينودس الأساقفة الخاص بإفريقيا.

يعقد هذا السينودس في الفاتيكان من 4 ولغاية 25 أكتوبر تحت شعار "الكنيسة في إفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام. أنتم ملح الأرض… أنتم نور العالم".

في مقابلة أجرتها معه إذاعة الفاتيكان، يشدد الكاردينال نابيي على أن الهدف الأول من اللقاء سيكون فهم "إمكانية تعزيز أهمية أن نكون "نور العالم وملح الأرض".

ويعتبر أننا "لو أردنا التأثير على المجتمع، فلا بد لنا من جعل الإنجيل محور حياتنا ولا بد من تبشير كل عضو من أعضاء الكنيسة بالإنجيل. بمعنى آخر، لا بد لنا من البحث عن صداقة حقيقية، علاقة شخصية مع المسيح".

ويضيف: "نتمنى أن يظهر لنا هذا السينودس نجاح الكنيسة في بلدان إفريقية أخرى".

السينودس الأول لإفريقيا

يعقد هذا السينودس الثاني الخاص بإفريقيا بعد 15 عاماً على انعقاد الأول سنة 1994.

وفيما يذكر الكاردينال نابيي الاختلافات بين السينودسين، يشير إلى أن السينودس الأول تطرق إلى "وضع خاص": فإن كان التحول في إفريقيا الجنوبية "يمثل أفضل مثال عن الأمور الجيدة التي يجب القيام بها في إفريقيا عندما كان يعمل الناس معاً ويتطلعون إلى الهدف عينه"، كانت "أعمال القتل تعيث فساداً في رواندا، وكانت الأسوأ في إفريقيا حيث سببت النزعة الإتنية بخسارة العديد من الأرواح البشرية".

"إن المأساة الفعلية تكمن في حدوث ذلك في بلدان مثل بوروندي ورواندا، وبخاصة رواندا التي تضم نسبة مرتفعة من الكاثوليك".

ويلفت قائلاً: "هناك اليوم عدد كبير من البلدان التي انتقلت من حكم ديكتاتوري إلى حكم أكثر ديمقراطية"، لكننا "نجد أيضاً مناطق لا ينعم فيها السكان بالسلام" مثل منطقة البحيرات العظمى، وشرق الكونغو، وشمال كيفو وجنوبها حيث "يتألم الفقراء".

من ثم يذكر الكاردينال نابيي بالنجاحات الكبيرة التي أحرزت خلال اللقاء السينودسي الأول منطلقاً من الطابع المركزي لإعلان الكلمة: "تعلمنا كيف كانت الكنيسة تبشر بالكلمة في مختلف بلدان القارة".

ومن بين الجوانب الأخرى التي طرحت خلال الأعمال، يذكر الحوار "المهم في إفريقيا التي يوجد فيها حس جماعي قوي. وبالتالي فإن الانتماء إلى كنائس أو ديانات مختلفة لا يعني عدم قدرتنا على الشعور بأننا جماعة كاملة".

إلى جانب الحوار داخل الكنيسة، وبين المسيحيين والمؤمنين من الديانات الأخرى، كانت العدالة والسلام موضع اهتمام خاص خلال أعمال السينودس الإفريقي الأول.

ويختم قائلاً: "إن الأهمية التي أعطيت لهذا الشعار خلال السينودس، لفتت انتباه أساقفة أفارقة في الفترة التالية للأعمال".