هل صار عملك مسيحيا … أم ……..؟

بقلم الاخت سامية صموئيل

من راهبات القلب المقدس

 

نحن ندعى إننا مسيحيون وربما مكرسون وخدام ، ولكن فى الواقع علينا أن نتساءل : هل نحن مسيحيون حقا ؟ هل عملنا عمل مسيحى؟

   لو نظرنا من حولنا الى المواقف والافعال التى تصدر منا ، ولو نظرنا الى داخلنا وصارحنا أنفسنا سنكتشف أن اعمالنا ليست دائما مسيحية ، بل تحتاج الى  إعادة تنصير. فكم من مرة حٍدنا عن الحق بسبب الخوف ؟ كم من مرة ظلمنا آخرين من أجل الحفاظ على أماكننا ومراكزنا ؟ كم من مرة لم نعطى أنفسنا فرصة لسماع الاخر بسبب تحيزنا للبعض ، كم من مرة سكتنا على الظلم بسبب الخوف من ذوى الصوت العالى؟ كل هذه الافعال ليست بمسيحية.

 

   إننا احيانا نفتقد الى المنطق الواعى والضمير الحساس حتى نكون أكثر حيادا ، وأكثر تحررا من أنانيتنا وتحيزاتنا وخوفنا . أن السيد المسيح لم يعلمنا الخوف ولا الظلم ولا التحيز ولا الانانية ، لكنه أعطانا الامكانية لنتحرر من كل ذلك ، نتحرر من كل هذه القيود التى تكبلنا وتجعلنا مستعبدين. حتى أعمالنا  الاجتماعية والخيرية وكل أنشطتنا  وحتى صلواتنا يمكنها أن تدخل فى هذا الاطار اللامسيحى ، فكل منا يريد أن يظهر ، يريد ان يتلقى المجد من الناس يريد أن يأخذ مكان الله . لذلك يجب ان نحكم على مواقفنا الشخصية تجاه أعمالنا التى نقوم بها ، ففى غالب الاحيان لا يتميز عملنا عن عمل اللامسيحى ، فقد يكون الفرق بينهما صغيرا جدا على مستوى التحقيق المحسوس ، إنما يكون الفرق جوهريا من جهة على مستوى النية العميقة ونظرة الايمان ، ومن جهة آخرى على مستوى المضمون. على مستوى نظرة الايمان ، علىً أن اعمل وأنا ذاهب لاوافى " واحدا يدعونى ، ومعه يجب أن أعمل ،  إنى اعرف ذلك .. إنما أنساه ، فكم من مرة نأخذ مقاصد فى صلواتنا ورياضاتنا الروحية ، وبعد وقت قليل ننساها ونغوص فى روتين الحياة اليومى ..

 

  أن ما يميز عملنا ورسالتنا كمسيحيين هو الاسلوب الذى نؤدى به هذا العمل ، وليس الكفاءة وحدها ولا الذكاء ، فهناك من هم اكثر كفاءة منا واكثر ذكاءا ، الذى يميزنا هو حضور المسيح فى كل أعمالنا وتحركاتنا ، ومن هنا نستطيع أن نكون مؤثرين ، وتكون أعمالنا مسيحية. وعلى مستوى المضمون يجب أن نعمل على تحرير الانسان" الكامل " أعنى الى اعمق ما فى كيانه  ولكن : لا يمكن ان نحرر اخرين من القلق والانانية ما لم نكون نحن مُحررين ، ولا يمكن أن نخلص إنسانا ما لم نكون نحن مُخلًصين .

 

       واخيرا على كل منا ان يتساءل : هل عملى بالفعل مسيحيا ؟ عن ماذا ابحث؟ عن ذاتى ، عن الله؟ عن تحرير الاخر ام عن انانيتى التى تستعبدنى وتشل حركة الحياة من حولي؟ عمن ابحث ؟ هل انا حر من الخوف والقلق والانانية ، هل عندي ضميرا حساسا لما يدور حولى؟ ام مصلحتى الشخصية هى التى تتحكم فى تصرفاتى؟ أن عملك ايا كان نوعه عليه ان يكون مسيحيا من منطلق دعوتك المسيحية التى تلقيتها بالمعمودية ، لاتمام رسالة الخلاص التى بداها السيد المسيح له كل المجد . لنصلى بعضنا لاجل بعض.

الاخت سامية صموئيل

من راهبات القلب المقدس