مبادرة مشتركة من الجماعات المسيحية في المنطقة
روما، الجمعة 20 نوفمبر 2009 (Zenit.org)
في سبيل شفاء جراح الانقسام الديني في الأراضي المقدسة ووضع حد لهجرة المسيحيين، تقرر إنشاء المركز الرعوي الأبرشي الماروني للراعي الصالح، مبنى مؤلف من أربع طبقات في طور البناء على جبل الكرمل في شمال إسرائيل.
هذا المركز الذي سيستضيف رياضات روحية، ومؤتمرات، وخدمات مساعدة، ولقاءات شبابية من مختلف الأديان، من المتوقع أن يدشن في نهاية عام 2011.
ووفقاً للتفاصيل التي قدمها بولس صياح رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة للموارنة للجمعية الدولية عون الكنيسة المتألمة، فإن الهدف الأساسي للمشروع يكمن في المساعدة على إعادة الثقة للموارنة والمسيحيين الآخرين في الأراضي المقدسة، بثنيهم عن الهجرة.
سيكون هذا المركز "العمود الفقري لبنيتنا التحتية الرعوية"، حسبما أشار المونسنيور صياح الذي يعترف بأن "عدداً كبيراً من المسيحيين يرغب في المغادرة ويشعر بأن لا أحد يقدره".
وقال: "يجب أن نحرص على أن يشعروا بدورهم وبفرصة الحصول على تنشئة تربوية وروحية. هذا ما يطمح إليه مركز الراعي الصالح".
وكشف رئيس الأساقفة أن المبنى حصل على دعم قوي من الدروز، الجماعة الدينية المشتقة عن الإسلام التي تشكل أكثرية سكان عسفيا، القرية التي يشيد فيها البناء. كذلك وقع العديد من الرؤساء الدروز على وثيقة لدعم المشروع.
في هذا السياق، تأمل المبادرة في تعزيز العلاقات بين الدروز والمسيحيين التي تأزمت في فبراير 2005 في المغار، في شمال إسرائيل، على أثر نزاع أدى إلى ردة فعل عنيفة من الدروز وأجبر نصف السكان المسيحيين على الهرب.
وشدد المونسنيور صياح على ضرورة جعل المسيحيين يفهمون أهميتهم الكبيرة.
واعترف قائلاً: "إن الاكتفاء بتبشير جماعتنا المسيحية لا يجدي نفعاً. يجب أن نثقف الأفراد وننميهم ليتمكنوا من بناء علاقات جيدة مع أعضاء الديانات الأخرى. وإن لم يحصل ذلك، فلن تصمد جماعتنا".
إن مشروع المركز الذي حصل حتى الآن على مبلغ 15000 يورو من عون الكنيسة المتألمة، تضاف إليه مساعدات أخرى، سيشتمل على مهجعين، وقاعات للمراقبين، وغرفة طعام كبيرة، وكابيلا، وقاعة محاضرات، ومكان للمساعدة، وشقة للأسقف.
وأضاف رئيس الأساقفة: "نحاول إبقاء التكاليف منخفضة" مشدداً أن النفقات حتى الآن لا تتخطى المليوني دولار. لذلك، تعنى الجماعات المحلية أيضاً بهذا المشروع، وتبرز الفائدة المزدوجة في الحصول على يد عاملة أقل كلفة من اليد العاملة الأجنبية، وفي خلق فرص العمل، مما "يحمل الدعم من الأشخاص عينهم الذين يريد المركز مساعدتهم".
يشكل الموارنة إحدى أصغر الجماعات الكاثوليكية في المنطقة. وبحسب أرقام نشرها المونسنيور فؤاد طوال، بطريرك القدس للاتين، في مايو الفائت، فإن عدد المسيحيين في الأراضي الفلسطينية تقلص إلى 50000.