بحسب ديلفين مينار، أمينة الصندوق في ويكيميديا فرنسا
حاضرة الفاتيكان، الأربعاء 25 نوفمبر 2009 (Zenit.org)
إن النجاح الاستثنائي الذي لاقته ويكيميديا، الموسوعة القائمة على وجهات نظر الجميع، يستدعي انتباه الكنيسة، المؤسسة التي تقدم الحقيقة الموضوعية منذ ألفي سنة.
لذلك، شاركت دلفين مينار، أمينة الصندوق في ويكيميديا فرنسا، المؤسسة التي تدير ويكيبيديا، في اللقاء الذي عقد في القاعة السابقة لسينودس الفاتيكان، من 12 ولغاية 15 نوفمبر، برعاية لجنة وسائل الإعلام التابعة لاتحاد مجالس أساقفة أوروبا.
أجرت وكالة زينيت مقابلة مع هذه الخبيرة في وسائل الاتصالات لفهم رؤية ويكيبيديا حول الكنيسة الكاثوليكية والبحث عن حقيقة الروح البشرية.
زينيت – كيف كان اللقاء في الفاتيكان؟
دلفين مينار – تؤدي الكنيسة دوراً هاماً في التاريخ والمجتمع، وتسعى ويكيبيديا إلى الحديث عن التاريخ والمجتمع في سياق موسوعي. يبدو لي أن هذا الاهتمام الذي تظهره الكنيسة للإنترنت إيجابي للغاية. من المهم مواكبة العصر عندما تتبدل القنوات الإعلامية والممارسات التعاونية مع ظهور وسائل التكنولوجيا الجديدة والمجتمعات الحديثة.
بدا لي اللقاء في الفاتيكان ملهماً حول التحديات التي يجب على الكنيسة أن تواجهها في هذا السياق. وكانت القضايا المطروحة رفيعة المستوى. وأكثر ما يهم هو أنني التقيت بأشخاص مهمين وأجريت معهم أحاديث كثيرة ومفيدة عن معنى العيش في عالم اليوم وتأدية "الرسالة" فيه.
زينيت – هل طلبتم من الأساقفة أن يصبحوا أصوات نشر لويكيبيديا؟
دلفين مينار – سألنا في اللقاء عن عدد الأشخاص الذين نشروا على ويكيبيديا، فتبين أن النسبة هي 10% فقط. وعلى الرغم من أن جماعة ويكيبيديا ترحب دوماً بمتعاونين جدد، إلا أننا لن نسعى إلى الضغط عليهم للإسهام إن لم يرغبوا في ذلك. أعتقد شخصياً أنه من الجيد أن يساهم الأساقفة في ويكيبيديا، لأنهم جميعاً مثقفون في مجالات عديدة. على أي حال، وعلى غرار الناشرين الآخرين، يجب أن يتبعوا قاعدة وجهة النظر الحيادية، الأصعب لدى جميع المساهمين، وذلك بغض النظر عن معتقداتهم.
زينيت – لمَ تعملين في هذا المشروع؟
دلفين مينار – اكتشفت ويكيبيديا بالصدفة وبدأت أسهم في ويكيبيديا الفرنكوفونية منذ خمس سنوات فقط بهدف التسلية. رحت أمضي أوقات الفراغ في النشر على ويكيبيديا. بعدها ساعدت في تنظيم ويكيمانيا، المؤتمر العالمي لويكيميديا في فرانكفورت بألمانيا.
بدأت عضويتي في جمعية ويكيميديا الفرنكوفونية التي لا تبغى الربح منذ بداياتها. عملت ثلاث سنوات لمؤسسة ويكيميديا، المنظمة الأميركية التي تستضيف الموقع، كمنسقة فصول؛ وسنة ونيف كموظفة؛ وسنة ونيف كمتطوعة. أما الآن، فإنني أعمل فقط كمتطوعة. ويكيبيديا هي الموقع الخامس الأكثر زيارة في العالم، والذي يضمن صيانته مئة ألف متطوع في العالم. فقط 40 شخصاً منهم يتقاضون أجراً لمساعدة المتطوعين في المهمات الإدارية والتقنية وجمع التبرعات ومختلف البرامج.
إن السبب الذي جعلني أبقى في هذا المشروع بعد مرور خمسة أعوام يكمن في اعتباري أن رسالة ويكيميديا في غاية الأهمية. ففي عالم تملأه المعلومات، عالم يعيش نماذج إدارة سريعة الزوال، تبدو فكرة المساعدة على توفير مورد مجاني للتعلم فكرة رائعة. أعتقد أنها رسالة أساسية للأجيال المستقبلية.
زينيت – إن الكنيسة الكاثوليكية تعلن حقيقة. وأنتم في ويكيبيديا تسعون إلى فتح المجال أمام مختلف الحقائق ووجهات النظر… هل هناك أي تناقض؟
دلفين مينار – أجل، أعتقد أنه تناقض أساسي، ومن الضروري التعايش معه. لا تسعى ويكيبيديا إلى تقديم حقيقة ولا حقائق متعددة، وإنما الوقائع الثابتة لكي يتمكن كل شخص من تكوين رأي معين بهدف التوصل إلى عرض محايد.
أعتقد أنه يجب علينا جميعاً أن نأخذ هذا الأمر بالاعتبار، وأعتقد – حسبما قال شخص محب لويكيبيديا ومقرب للكنيسة – أن تقديم الإنجيل في هذا السياق يعتبر تحدٍ للكنيسة، وأن ضمان حصول القراء على معلومات يمكنهم التفكير على أساسها يشكل تحدٍ لويكيبيديا.
