طنطاوى يعزى الأقباط بمطرانية نجع حمادى

 

 

ويؤكد: من يعتدى على نفس فكأنما اعتدى على الناس جميعاً

 اليوم السابع – قنا ـ هند المغربى

أكد الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، أن الاختلاف فى العقائد لا يمنع التعاون وأن الدين لله والوطن للجميع ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة، مشيراً إلى أن الشخص سواء مسلم أو قبطى وحده من يتحمل جرم فعلته ولا يجوز الاعتداء على الآمنين، قائلاً لا تزر وزارة وزر أخرى، مستشهداً بالحديث القدسى "إن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرماً"، وأكد أن من يعتدى على نفس فكأنما اعتدى على الناس جميعاً ولم يحدد الله فى الآية عقيدة هذه النفس.

جاء ذلك أثناء إلقائه خطبة الجمعة بجامع المحطة الجديد بنجع حمادى فى وجود أكثر من 5000 آلاف مصلى، قائلاً إن الله له حكمة عظيمة فى خلق الناس جميعاً من أب واحد وأم واحدة، مؤكداً فى القرآن الكريم "إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"، مشيراً إلى قول الرسول "كلكم من آدم وآدم من تراب".

وأضاف، أن الإخوة فى الإنسانية تستلزم من العاقل أن يكون إنساناً لا يعتدى ولا يسىء لغيره سواء مسلم أو قبطى أو أى عقيدة مختلفة، مضيفاً أن الشريعة الإسلامية تقوم على العدل بين الناس العدل مع القريب والبعيد والصديق وغير الصديق، مؤكداً على التراحم والإخوة والتسامح بين الناس، مستشهداً أن الناس فى الحروب يدخلون للدفاع عن الوطن لا فرق بين مسلم وقبطى وأنهم يستشهدون فداء الوطن لا فرق بينهم فى العقائد.

وأكد طنطاوى، أن الأمة التى يسودها الأمان يسودها أيضاً الرخاء والاطمئنان، فالنفس المطمئنة نفس منتجة ومصلحة والنفس الخائفة لا تعمر ولكنها تسعى إلى الخراب، مستشهداً بأن سيدنا إبراهيم دعا لأهل مكة بالأمان ويوسف عليه السلام بعد ما حدث له مع إخوته عندما جاءوا إلى مصر دعا لهم أن يدخلوها آمنين. وأشار إلى أن البابا شنودة عندما سئل عن مصر قال لا فرق بين مسلم وقبطى إلا عندما يذهب المسلم ليصلى فى المسجد ويذهب القبطى ليصلى فى الكنيسة وأن حياتهم مشتركة ومصالحهم مشتركة.

كان طنطاوى قد قام برفقة الدكتور حمدى زقزوق وزير الأوقاف اليوم بزيارة إلى مدينة نجع حمادى لتقديم واجب العزاء إلى نيافة الأنبا كيرلس أسقف مدينة نجع حمادى ومحافظ قنا اللواء مجدى أيوب، حيث توجها برفقة عدد كبير من أعضاء مجلسى الشعب والشورى ورجال الدين بزيارة مطرانية تجع حمادى لتقديم واجب العزاء لكل من الأنبا كيرلس والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص واللواء مجدى أيوب محافظ قنا.

وأكد طنطاوى، أنه قام بتقديم واجب العزاء للبابا شنودة، وأن كلمات التعازى من القلوب وليست من الألسنة، مضيفاً أننا نعيش على أرض واحدة تحت سماء واحدة لنا مصالح مشتركة، مؤكداً أن المجرمين الذين قاموا بهذه العملية وقتل الأبرياء ليس لهم دين ولا عقيدة والإسلام برىء منهم وأن الاعتداء على النفس من أقبح الجرائم، ودعا طنطاوى للتوحيد حتى يعم الرخاء والخير على كل مصر.

بينما قال حمدى زقزوق وزير الأوقاف، إن الحادث جاء مصاباً لجميع المصريين وليس فقط للأقباط أو أبناء نجع حمادى وأن المجرمين كانوا يهدفون إلى تعكير صفو المصريين جميعاً وأن الحادث كان فاجعة ومأساوى على جميع المصريين، وطالب بتطبيق أقصى عقوبة على الجناة، مؤكداً أن القانون سيأخذ مجراه.