عزل قاض إيطالي اعترض على تعليق الصليب بالمحكمة

 

إسلام أون لاين.نت – وكالات

 

روما- أعلن مجلس القضاء الأعلى في إيطاليا الجمعة 22-1-2010 أنه قرر طرد القاضي لويجي توستي من اللائحة المهنية للقضاة كإجراء عقابي بسبب اعتراضه على وجود الصليب في قاعة المحكمة التي يرأس هيئتها منذ خمس سنوات.

واعتبر توستي القرار "صفحة سوداء للعلمانية في الدولة الإيطالية"، بحسب وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.

وذكرت الوكالة أن توستي الذي عين رئيسا لمحكمة بلدة كاميرينو التابعة لمحافظة ماتشيراتا بمقاطعة ماركي شرقي إيطاليا استقطب اهتمام وسائل الإعلام حينما رفض في العام 2005 عقد جلسات محكمته بوجود صليب في القاعة.وعلل مجلس القضاء الأعلى قراره العقابي الأخير بأنه جاء نتيجة امتناع توستي عن أداء المهمة الرسمية التي أسندت إليه، وهو ما يتعارض مع الواجبات الموكلة إليه.

ولم يلجأ القاضي المذكور إلى أي محام ولا لأي زميل له من القضاة في القضية التأديبية أمام مجلس القضاء الأعلى، بل فضل أن يدافع عن نفسه بنفسه، وفق ما ذكرته الوكالة.
 
وفي أول تعليق له على القرار اعتبر القاضي لويجي توستي أن ما صدر عن مجلس القضاء الأعلى "صفحة سوداء للعلمانية في الدولة الإيطالية"، معلنا أنه سيتقدم بطعن ضد هذا القرار.

وتشهد إيطاليا من آن لآخر جدلا بشأن موضع الرموز الدينية المسيحية في الأماكن العامة في إطار نقاشات بشأن الهوية العلمانية للدولة، وإن أشار مراقبون إلى وجود توجه رسمي وشعبي متزايد نحو المزيد من تكريس الهوية المسيحية لإيطاليا.

ويستشهد هؤلاء المراقبون في تقديراتهم تلك بعدد من الوقائع التي جرت في هذا الشأن، ومن بينها الاقتراح الذي طرحه روبرتو كاستيلي، نائب وزير النقل والبنية التحتية الإيطالي، في ديسمبر الماضي بإضافة الصليب إلى علم البلاد الوطني بدعوى الحفاظ على "الهوية المسيحية" لهذه الدولة الأوروبية في مواجهة ما وصفه بـ"التمدد الإسلامي".

وقال كاستيلي في تصريحات صحفية في حينه: "لسوء الحظ نحن نواجه هجوما قويا على هويتنا من قبل دين غير متسامح مثل الإسلام".

وقبل ذلك بأسابيع قليلة وفي نوفمبر 2009 انتقد الفاتيكان والحكومة الإيطالية حكما للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قضى بحظر وضع الصلبان داخل الفصول الدراسية في مدارس إيطاليا.

وقالت وزيرة التعليم الإيطالية مارياستيلا جيلميني عقب صدور الحكم: "الصليب رمز للتقاليد الإيطالية"، وقررت الطعن في الحكم الذي وصفه أحد الوزراء الإيطاليين بـ"المشين"، فيما قال آخر: "إن أوروبا بدأت تنسى التراث الديني".