بقلم إميل أمين
القاهرة ، الاثنين 15 فبراير 2010. (zenit.org).
شهدت محافظة أسوان فعاليات المؤتمر الخامس عن المسيحية والرهبنة في مصر…وخصصت الندوة العلمية الدولية هذا المؤتمر عن تاريخ منطقة أسوان والنوبة الأثرية.
نظمت المؤتمر مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي برئاسة الدكتور فوزي أسطفانوس وباستضافة الأنبا هدرا مطران أسوان ودير الأنبا باخوميوس بإدفو.
جاء المؤتمر لتوثيق التراث القبطي ونشره عالميا وتعريف المصريين والأجانب بتراث الأجداد الأقباط وحضارتهم,حيث إن الحضارة القبطية تمثل حقبة مهمة من تاريخ الأمة بأكملها
وفي تصريحات لصحيفة وطني الوثيقة الصلة مع الكنيسة المصرية قال الأنبا سرابيوم أسقف لوس أنجلوس بكاليفورنيا للأقباط الأرثوذكس أن تاريخ المسيحية في أسوان والنوبة واقع وجزء من تاريخ الأمة,ومتحف النوبة يسجل هذا التاريخ,ويعد هذا المؤتمر إضافة كبيرة لما تقوم به كنيستنا في الاهتمام بالتراث القبطي.
من جانبه قال الأنبا هدرا مطران أسوان ورئيس دير القديس الأنبا باخوميوس بحاجر إدفو إن منظمو المؤتمر حرصوا علي التواجد وسط الحياة البسيطة للرهبنة,خاصة أن أسوان تتميز بثراء آثارها عبر العصور,وتشهد علي عظمة الآثار المصرية القديمة والبطلمية والرومانية المعابد والمقاصير والمقابر الممتدة من الشمال إلي الجنوب من الكام والكوم الأحمر وإدفو وجبل السلسلة وكوم أمبو وجزيرة أسوان,بالإضافة إلي معابد النوبة وكلابشة والسبوع والدر ومعبدي أبوسمبل…ومع اندثار الوثنية وانتشار المسيحية شيد المصريون الكنائس,كما قاموا بإضافة بعض عناصر الكنيسة إلي المعابد الوثنية كحضنيات الهياكل (الشرقيات) والمعموديات وزخرفتها بمناظر مستوحاة من الكتاب المقدس والقديسة العذراء والرسل لتتفق مع رسالة وشعائر وطقوس المسيحية
وفي حديث مع الدكتور جودت جبرة أستاذ الدراسات القبطية بجامعة كليرمونت بكاليفورنيا ومدير المتحف القبطي بمصر سابقا – قال: الآثار القبطية موضع الاهتمام والمنتشرة في أرجاء مصر غنية وزاخرة بكثير من التفاصيل التي يحرص علي دراستها المتخصصون من الباحثين الأجانب والمصريين أيضا.
تحدث الدكتور سيجفرد ريشنر الأستاذ بألمانيا في المؤتمر عن بدايات المسيحية في بلاد النوبة في القرن الخامس الميلادي والتي بدأت في فيلة في عهد الأنبا أثناسيوس الرسولي عام 365 ميلادية حيث توجد بعض دلائل لوجود رهبان بشروا بالمسيحية في النوبة, وأصبحت النوبة في القرن السادس كلها مسيحية. وأشار الى أن المسيحية في النوبة لها وضع خاص باعتبارها الكنيسة الوحيدة التي لم يستول عليها العرب وظلت المسيحية مستقلة حتى القرن الرابع عشر.
من جهة أخري أشار الدكتور أشرف إسكندر أستاذ الآثار المصرية والقبطية بجامعة ليموج بفرنسا إلي أنه من واقع النصوص بالمقابر يظهر التدين الروحي, حيث وجدت علي الصخور نصوص روحانية تتحدث عن محبة الإنسان للإله فنجد مثلا نصوصا تقول أريد أن أري وجهك يا الله وأخري بارك عملي وأسرتي ونصوص تقول إنني صائم ومنقطع بعيدا أي متعبد ناسك في الصلاة لله.
اما الدكتور يوحنا نسيم يوسف كبير باحثي مركز الدراسات المسيحية بالجامعة الكاثوليكية الاسترالية بجامعة ملبورن فأكد من ناحيته أن آثار القديسين في منطقة النوبة تعد من أهم الآثار المرتبطة بالمنطقة حيث لهم توقير واحترام لدورهم وللعقلية الجماعية لسكان النوبة, فمثلا الملاك ميخائيل دائما له مكانة سامية فاسمه مذكور عشرات المرات علي الآثار باعتباره يحمي الحدود الجنوبية والشمالية للنوبي.
واختتم المؤتمر بتوصية هامة من المشاركين فيه من المصريين والأجانب للجهات الثقافية المحلية والدولية بالاهتمام بآثار النوبة المسيحية حيث تمثل ركنا غاية في الأهمية من تاريخ الحضارة المصرية .