مقابلة مع الأب أنريكو دال كوفولو واعظ الرياضات الروحية في الفاتيكان لهذا العام

حاوره أنطونيو غاسباري

الفاتيكان، الثلاثاء 23 فبراير 2010 (Zenit.org). 

من نهار الأحد 22 فبراير وحتى نهار السبت 27 فبراير تقام في حضور الأب الأقدس بندكتس السادس عشر رياضات روحية للكوريا الرومانية.

في السنة الكهنوتية، تتركز التأملات التي يقدمها الكاهن السالسي الأب أنريكو دال كوفولو، البالغ من العمر 59 عامًا، وهو المدبر العام للعائلة السالسية وأستاذ الأدب المسيحي القديم في الجامعة السالسية الحبرية،، حول موضوع "دروس الله والكنيسة حول الدعوة الكهنوتية".

في سبيل فهم أفضل لهدف هذه الرياضات، أقامت زينيت حوارًا مع أنريكو دال كوفولو.

ما هي دروس الله وما هي دروس الكنيسة حول الدعوة الكهنوتية؟

 دال كوفولو: في أيام الرياضات الأولى هذه، دروس الله ستحتل تأملي الصباح، بينما تحتل دروس الكنيسة تأملات بعد الظهر.

دروس الله، كما هو معروف، تمر عبر صفحات الكتاب المقدس، بحسب فن "القراءة الإلهية" القديم الذي يتمحور في مراحله الأساسية على: القراءة، التأمل، الصلاة، التطلع (lectiomeditatio, oratio, contemplatio).

أما دروس الكنيسة فتمر – في هذه الرياضات – من خلال كلمات البابوات وبعض نصوص السلطة التعليمية في الكنيسة، التي أستشهد بها من وقت إلى آخر. ولكن بشكل خاص من خلال الدروس الأهم التي تستطيع الكنيسة أن تقدمها: دروس القداسة الكهنوتية، التي تتحقق في نماذج نبيلة.

في تأملات بعد الظهر نتوقف على هذه الأمثلة، المكرسة لأيقونات كهنة نموذجيين.

ما هي المواضيع التي ستستعملها لمعالجة موضوع نمو الدعوات الوئيد؟

 دال كوفولو: المواضيع التي سأعالجها ترتبط بالمراحل الأساسية التي تقدمها نصوص الكتاب المقدس حول موضوع الدعوة: دعوة الله، جواب الإنسان، الرسالة، الشك، وتثبيت الله.

هذه ‘الحبكة‘ تشكل النية الحاملة للأيام العدة: الاثنين يوم الدعوة؛ الثلاثاء يوم الرسالة؛ الأربعاء يوم التوبة؛ الخميس يوم المسيح؛ الجمعة يوم مريم.

لقد سعيت إلى اختيار أيقونات توافق مواضيع الأيام. وهي بالتسلسل: القديس أغسطينوس؛ القديس خروي آرس؛ خوري الضيعة لبرنانوس؛ المكرم جوزيبي كوادريو؛ المكرم يوحنا بولس الثاني.

كما تتم الرياضات عادة في الكوريا الرومانية، ولماذا تقام هذه الرياضات بالأصل؟

دال كوفولو: تقام الرياضات في الكوريا الرومانية خلال الأسبوع الأول من زمن الصوم من مساء الأحد وحتى صباح السبت. يشارك فيها، إلى جانب الأب الأقدس والدار الحبرية، الكرادلة ورؤساء المكاتب المختلفة في الفاتيكان.

تقام في القصر الرسولي، في كابيل أم المخلص التي أمر يوحنا بولس الثاني بإعادة ترميمها بشكل لافت جدًا. لن أتردد خلال الرياضات عن الإشارة إلى الفسيفساء التي تزين الكابيل. في الحائط الخلفي، هناك تصوير ليوحنا بولس الثاني الذي يحمل الكابيل بين يديه. كما سبق وأشرت إن جوهر الرياضات يتألف من ثلاثة تأملات: اثنان في الصباح وتأمل بعد الظهر: وهي مجموعة من 17 تأملاً، بما في ذلك تأمل البدء وتأمل الختام.

إن الهدف من الرياضات الروحية هو الهدف المعتاد، والذي ينطبق على جميع المؤمنين: أي "ترتيب الحياة الشخصية"، كما يقول معلم الرياضات الروحية الكبير، القديس اغناطيوس دي لويولا.

ولكن، بشكل خاص، في المناخ الحالي – وبشكل خاص في مطلع زمن الصوم – جميع الكهنة، انطلاقًا من البابا، يشعرون كل سنة بضرورة التجدد بنعمة جديدة في كهنوتهم، وفي الدوافع التي تحملهم على خدمة الكنيسة.

ما هي، بنظرك، الأسباب الرئيسية لأزمة الدعوات الحالية وما هي الحلول لها؟

دال كوفولو: إن دوافع هذه الأزمة هي معروفة. من ناحية، هناك المادية المتفشية، التي تميل إلى إطفاء أي زخم روحي. النماذج التي تقدمها وسائل الاتصال تقوم بكل ما بوسعها لجعل أسلوب حياة المصلوب القائم أمرًا لا يمكن تصديقه.

من ناحية أخرى – وهذا الأمر يظهر أيضًا في الدعوات إلى الزواج – يميل الكثير من الشباب اليوم إلى مقاومة الالتزامات الدائمة.

العلاج؟

 دال كوفولو: العلاج الأساسي هو الاعتناء بالبعد "التأملي" للحياة: الصلاة، الأسرار، التأمل، القراءة الإلهية…

في المقام الثاني، هناك العمل على تعزيز تربوي يحض الشباب على القيام بخبرات ذات معنى في الخدمة وهبة الذات. فقط بهذا الشكل يمكنهم أن يدركوا أن وعود المجتمع الاستهلاكي هي فارغة، وأن وحدها هبة الذات تستطيع أن تملأ عطشهم إلى الفرح.

وأخيرًا: اسمحوا لي أن أوجه نداءً إلى قراء زينيت طالبًا منهم صلاة خاصة لهذا الأسبوع. لا لكي "أُبَيّض وجهي"، فما أريده من هذا الأسبوع هو أن تسهم هذه الرياضات في جعل المشاركين فيها يتقدمون في المسيرة نحو القداسة.