نيجيريا: عمليات قتل لأسباب قبلية لا دينية

تعليقات أسقف جوس، رئيس أساقفة أبوجا والأب لومباردي

روما، الأربعاء 10 مارس 2010 (Zenit.org)

قتل 500 مسيحي في نيجيريا لأسباب قبلية لا دينية، على ما يؤكد أسقف جوس، المونسنيور اغناطيوس كايغاما، عبر أثير إذاعة الفاتيكان. ويعتبر الأسقف أنه "ثأر قبلي مريع".

فقد قتل هؤلاء القرويون بضربات الساطور، أو أحرقوا أحياء – من رجال ونساء وأطفال – في منازلهم على أيدي أعضاء ميليشيا فولاني هوسا، العائلة المسلمة التي تعتبر إحدى العائلات الإتنية الأساسية الثلاث في البلاد.

شجب الناجون عدم تدخل الشرطة في الوقت المناسب، في حين أنها تسير الآن دوريات في القرى. وأفادت قوى الأمن، حسبما نقلت إذاعة الفاتيكان، أنها اعتقلت 95 مشتبهاً به.

يرى المونسنيور كايغاما الذي يشارك في رئاسة المجلس النيجيري للحوار بين الأديان أن "الدافع ليس دينياً على الرغم من أن المعتدين مسلمون والضحايا مسيحيون".

ويقول: "نعاني من أزمة رهيبة هنا في جوار جوس. لقد تعرض أشخاص عزّل وأطفال ونساء للقتل. الوضع مرعب. ونحن نبذل قصارى جهدنا لإعادة الثقة إلى الناس وتعزيتهم ومساعدتهم بكافة الوسائل".

كذلك يوضح وجود مفاوضات على الصعيد الوطني: "إنني أشارك في اجتماع دعا إليه الرئيس النيجيري. ينبغي علينا أن نبحث في سبب هذه الأزمة. كما نسعى إلى القيام بكل ما هو ممكن لإعادة العدالة إلى جوس، المدينة التي يعني اسمها "مدينة السلام". قبل سنوات، كانت أجمل مدينة في نيجيريا، وكان الناس يعيشون فيه سعداء. للأسف، تبدلت الحالة مع هذه الأزمة. لكن السلام سيعم مجدداً إن شاء الله".

منذ نهار الاثنين، تحدث مدير دار الصحافة الفاتيكانية، الأب فديريكو لومباردي عن حالة "الرعب" و"القلق" التي أثارتها المواجهات في جوس التي أسفرت عن سقوط 500 قتيل في صفوف مسيحيي إتنية بيروم الذين لاقوا حتفهم على أيدي مسلمين من فولاني.

كما شدد الأب لومباردي على أن المسألة ليست دينية وإنما "اجتماعية".

في الثامن من مارس، وعبر أثير إذاعة الفاتيكان، أوضح رئيس أساقفة أبوجا، المونسنيور جون أولورونفيمي أوناييكان، أنه صراع بين "رعاة" و"مزارعين".

واعتبر أن الأسباب متعلقة بمطالب "اجتماعية واقتصادية وقبلية وثقافية".

وشرح أن الضحايا ينتمون إلى إتنية "فقيرة" و"يجهلون هذه المشاكل ولا يتحملون أي مسؤولية".

كذلك تحدث عن التزام الكنيسة بـ "الحفاظ على العلاقات الجيدة بين المسيحيين والمسلمين"، والسعي "إلى وساطة من أجل إنهاء العنف"، وإيجاد "حل للمشاكل السياسية والإتنية".

ختاماً قال رئيس الأساقفة: "نصلي من أجل السلام والحكم الرشيد والحقيقة لكيما يدرك جميع المواطنين أن الحل الأوحد للبقاء على قيد الحياة يكمن في اعتبار أنفسهم إخوة لبعضهم البعض".