أمانة الكهنة لدعوة المسيح

أمين سر دولة الفاتيكان: الانتقادات التي تعرض لها الكهنة تحثهم على إعادة النظر في أمانتهم للمسيح

ويتحدث في مقابلة عن العلاقات بين الكرسي الرسولي والحكومة الاسبانية

بقلم روبير شعيب

كاتالونيا، الأربعاء 28 أبريل 2010 (Zenit.org).-  الانتقادات التي تعرضت لها الكنيسة مؤخرًا تحث الكهنة على إعادة النظر في عيشهم لمشروع المسيح بشأن كهنوتهم.

هذا ما قاله أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتوني في مقابلة أجرتها معه صحيفة "لافانغوارديا" الاسبانية تزامنًا مع زيارته إلى كاتالونيا في اسبانيا لترؤس الاحتفال بتطويب الراهب الكبوشي جوزف توس إي سولر.

أمانة الكهنة لدعوة المسيح

وشرح الكاردينال في معرض حديثه معنى تطويب الراهب الكبوشي الذي تميز في خدمته الرعوية خلال القرن التاسع عشر المتميز باضطرابات وتناقضات سياسية واجتماعية كثيرة. وقد أدت به تلك المشاكل إلى النفي في اسبانيا وإيطاليا. وقد اهتم بتربية الشباب. كما وأسس جماعة نسائية أسهمت في إقامة مشروع تنشئة آني جدًا.

وجوابًا على سؤال حول الانتقادات التي تعرضت لها الكنيسة مؤخرًا، عما إذا كانت ستحث الكنيسة على إعادة النظر في عزوبية الكهنة، أجاب الكاردينال أن هذه الانتقادات التي سعت إلى تسليط الضوء على خطايا الكهنة ، تحثهم على تعزيز أمانتهم لمشروع المسيح بشأن الرسالة الكهنوتية.

ردًا على الفكرة السائدة في أوروبا التي تعتقد أن عزوبية الكهنة تؤدي إلى تولد نزعات سلبية، صرح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن هناك أدلة على أن عيش العفة بأمانة هو غنى للرسالة الكهنوتية ولشعب الله. وشرح أن "ما من علاقة مباشرة بين العفة الكهنوتية والتصرفات الشاذة التي يقوم بها بعض الكهنة. لا بل إن العكس صحيح. فإن عدم عيش العفة هو الذي يولد انحطاطًا في حياة الكاهن، الذي يجب أن يكون مثالاً وهبة ومرشدًا روحيًا للنفوس".

العلاقات الثنائية بين الكنيسة وحكومة ثاباتيرو

ثم تحدث برتوني عن العلاقات بين الكرسي الرسولي والحكومة الإسبانية وعلى رأسها خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو مشيرًا إلى أن هذه العلاقات مطبوعة بـ "حوار منفتح". وعلق برتوني على أن الحوار المنفتح يجب أن يقوم على "التعبير عن المواقف الخاصة باحترام متبادل".

وجوابًا على السؤال عن المصادقة على القانون الذي يشرع الإجهاض، شدد برتوني على موقف الكنيسة الواضح والرافض للإجهاض والداعم للحياة منذ لحظة الحمل بها وحتى الموت الطبيعي. وأوضح أن "الإنهاء الإختياري للحياة لا يجب أن يُعتبر حقًا" وقد عبّرت الكنيسة عن هذا الرأي خلال الفترة التي كان يُناقش فيها القانون.

وأخيرًا تطرق أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى مشروع القانون بشأن الحريات الدينية الذي أعلنت عنه الحكومة الإسبانية والذي يهدف إلى الحد من وجود الشعائر الدينية في الحياة العامة، فقال أن ثاباتيرو قد أكد أن هذا المشروع لن ينقض الاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها سابقًا. وعلى كل حال – أشار برتوني –على الحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار أن الكاثوليك هم الأكثرية في المجتمع الاسباني، وأن الرموز المسيحية الكاثوليكية تشكل حيزًا هامًا من التراث الثقافي الاسباني.

وختم بالإيضاح أن الحفاظ على الهوية الوطنية، الدينية والتاريخية يدخل أيضًا في إطار احترام حرية المواطنين الدينية.