العراق: حزن البابا بعد الاعتداء على طلاب مسيحيين

الطلاب كانوا متوجهين إلى جامعة الموصل

روما، الأربعاء 05 مايو 2010 (Zenit.org)

يعبر بندكتس السادس عشر عن حزنه لأعمال العنف التي طالت مجدداً الجماعة المسيحية في العراق.

ففي برقية أرسلت من خلال الكاردينال أمين سر الدولة ترشيزيو برتوني ونشرتها إذاعة الفاتيكان، أعرب البابا عن "حزنه الشديد" للخسائر البشرية المأساوية وللجرحى الذين سقطوا خلال الاعتداء الذي حصل نهار الأحد الفائت. 

على بعد ثلاثة كيلومترات شرق الموصل، المدينة التي تقع على مسافة 350 كلم شمالي بغداد، استهدف انفجاران قافلة حافلات كانت تقل العديد من الطلاب والموظفين من الحمدانية، أكبر منطقة مسيحية في الشمال، إلى جامعة الموصل.

في هذا الانفجار المزدوج، قتل أربعة شباب وجرح 171 شخصاً.

يؤكد بندكتس السادس عشر على صلاته من أجلهم ومن أجل عائلاتهم، ويعبر عن "قربه الروحي من الجماعات العراقية المسيحية".

كما يجدد دعوته إلى "كل الرجال والنساء أصحاب النوايا الحسنة لكيما يحافظوا على دروب السلام وينبذوا كل أعمال العنف التي سببت الكثير من المعاناة".

تضم مدينة الحمدانية 45000 نسمة ذات أكثرية سريانية كاثوليكية. وضع فيها مؤخراً تمثال المسيح الفادي، النموذج المصغر عن التمثال المطل على ريو دي جانيرو، في سبيل "نقل رسالة سلام ورجاء إلى ضحايا" النزاع بين العرب والأكراد والتركمان.

في فبراير الأخير، قتل 8 مسيحيين في الموصل وجوارها. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي في 28 فبراير الأخير، وجه البابا دعوة إلى السلطات العراقية لبذل قصارى جهدها لتأمين الحماية "للأقليات الدينية الأكثر ضعفاً": "في هذه المرحلة السياسية الدقيقة التي يمر بها العراق، أدعو السلطات المدنية إلى بذل كل الجهود الممكنة لإعادة الأمن إلى الشعب، وبخاصة إلى الأقليات الدينية الأكثر ضعفاً".

كذلك، دعا البابا المسيحيين إلى البقاء في بلادهم قائلاً: "أنا قريب من الجماعات المسيحية في البلاد كلها. ظلوا بلا كلل خميرة لخير أمتكم التي تنتمون إليها كلياً منذ قرون عديدة!".

سنة 2008، سببت اعتداءات منظمة ضد المسيحيين بوقوع 40 قتيلاً في الموصل، من بينهم رئيس الأساقفة بولس فرج رحو. منذ ذلك الحين، آثرت آلاف العائلات النزوح أو الهجرة.

إشارة إلى أن رئيس الأساقفة تعرض للاختطاف على أيدي رجال مسلحين لدى خروجه من الكنيسة في 29 فبراير 2008، وعودته بالسيارة إلى داره. في تلك الأثناء، قتل السائق وحارسان. وبعد مرور أسبوعين، تلقت الأبرشية رسالة تعلمها بوفاة رئيس الأساقفة وبمكان جثته.