أنتقل إلى الأمجاد السماوية الأب بيشوي راغب

 ناجي كامل – مراسل الموقع بالقاهرة

 أنتقل إلى الأمجاد السماوية الأب بيشوي راغب مسئول دار سيدة السلام بالشيراتون مساء الأمس 7 مايو 2010 إثر أزمة قلبية وقد ترأس الصلاة على روحه الطاهرة غبطة أبينا البطريرك بمصر الجديدة في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم الموافق 8 مايو. وقد شارك في الصلاة نيافة الأنبا انطونيوس مينا، مطران كرسي الجيزة وبني سويف والفيوم، ونيافة الأنبا بطرس فهيم، المعاون البطريركي، ولفيف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات وأفراد شعب الرعية وأبناء السامري الصالح.

وقد قال غبطة البطريرك في عظته:

بعيون تملؤها العيون وقلوب يسكنها الإيمان والقبول لمشيئة الرب نجتمع اليوم للصلاة من أجل راحة نفس الأب الحبيب والكاهن الغيور الأب بيشوي راغب، الذي تركنا فجأة ولهذا أريد أن أتأمل معكم في ثلاث عناصر

الأول: اسهروا  وصلوا

يقول الكتاب "اسهروا وصلوا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة"، وما نحياه اليوم هو دليل على أن الساعة تأتي غالبا عندما لا ننتظرها، فيوم الجمعة الماضية احتفل الأب بيشوي بـ"يوم المحبة" وكان احتفالا مهيبا أكد فيه رغبته بل وحلمه على تثبيت يوم من كل عام ليحتفل فيه بيوم المحبة والعطاء لإخوتنا الذين يحتاجون العون، إخوة يسوع، ولتأسيس "مدينة المحبة" وسنعمل كل جهدنا لتحقيقه وصيته هذا.

ثانيا: زمن الخماسين المقدس

يقول السيد المسيح: أنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَد (يوحنا 11: 25 و26)، وهذا يؤكد أن الروح تعود لينبوعها لتحي في الفرح حيث لن ترى الموت ابدا، تخرج من هذا الجسد لتتحد مع المسيح القائم من بين الأموات في اتحاد المحبة، فتجد الروح شبعها وسلامه الأبدي.

 

ثالثا: حياتنا مشوار

إن حياتنا مشوار نصل إلى نهايته بلقاء الرب يسوع لننال جزاء أعمالنا ونسمع منه: "تعالوا إلي يا محب أبي لأني جعت فاطعمتموني.عطشت فسقيتموني.كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسيتموني.مريضا فزرتموني.محبوسا فأتيتم اليّ. فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين.يا رب متى رأيناك جائعا فاطعمناك.او عطشانا فسقيناك. ومتى رأيناك غريبا فآويناك. أو عريانا فكسوناك. ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك. فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم ( مت 25: 35 – 40)

واختتم غبطة البطريرك عظته قائلا:

طوبي لك يا أبونا بيشوي لأن حياتك كلها كانت تحقيقا لكلامات المسيح فقدمت العون والملبس والمشرب والطعام لجوعى والعطشى والمحتاجين، وقبل كل شيء قدمت لهم "الحب"

طوبى لك يا أبونا بيشوي لأنك، كما قال الإنجيل، كنت أمينا على القليل فسيقيمك على الكثير، كنت أمينا من بداية كهنوتك، حيث قمتُ برسامتك كاهنا في عيد الحبل بلا دنس سنة 1978 اثناء فترة خدمتي كأسقف لإيبارشية المنيا، وحتى لحظة انتقالك من هذا العالم. وقد عاش دعوته بفرح نشاط وعندما دعاه الرب لخدمة خاصة في بيت السامري الصالح ترك كل شيء وخصص كل وقته وحياته ونشاطه لخدمة الأيتام والمحتاجين.

نشكر الرب على هديته، فقد كنتَ هدية للكنيسة، هدية كنّا نتمنى أن تستمر أطول في الخدمة والعطاء ولكننا نثق أن من عاش بأمانة على هذه الأرض سيدخل في يوم انتقاله إلى الأمجاد السماوية.

ولينعم عليك الرب القائم بإكليل المجد وليعين الرب الأسرة والكنيسة وبيت السامري الصالح وبشفاعة أمنا العذراء مريم وعزائنا القلبي للجميع.

وبهذه الكلمات المؤثرة أنهى غبطة البطريرك عظته واختتم الصلاة بالبركة. وقد كان الاحتفال مهيب ومؤثر لهول الفاجعة فلم يمسك الجميع أعيونهم عن الدموع.

وقد انتقل جثمانه الطاهرة مباشرة بعد الاحتفال إلى إيبارشية المنيا للصلاة وقبول التعازي. وستشيعه أيضا ايبارشية المنيا مساء اليوم حيث ستقام مراسم الدفن هناك

والجدير بالذكر انه قد سيم الأب الدكتور بيشوى راغب كاهنا  عن يد الأنبا انطونيوس نجيب سنة 1978، ودرس علم النفس حيث نال الدكتوراه فيها وله الكثير من المؤلفات في الاستشارات النفسية والروحية ثم دعاه الله لخدمة الأطفال الأيتام بدار سيدة السلام بالشيراتون سنين عديدة، توجها بالاحتفال يوم الجمعة الماضي (أول أمس) بالاحتفال بالمناولة الاحتفالية لبعض أبناء الدار بمشاركه شريكه في الخدمة الأب انطون فرنسيس.

رحم الله الأب بيشوى راغب والهم الصبر جميع زملائه وأبنائه ومحبيه والموقع يتقدم لغبطة أبينا البطريرك ولأسرة الفقيد الراحل ولسائر الاكليروس بوافر العزاء ،  \"\"

 

الأب المتنيح الأب بيشوي راغب في سطور

الاسم قبل السيامة:زكريا راغب حنا

تاريخ ومحل الميلاد:1953/1/7، المنيا

الشهادات:ليسانس فلسفة ولاهوت بالمعادي

تاريخ ومكان السيامة:1978/12/9، المنيا عن يد الأنبا أنطونيوس نجيب

دكتوراه في علم النفس من الأنطونيانا بروما

أماكن الخدمة:

شاهين79؛ إكليريكية طهطا81؛ الكاتدرائية82؛ الدراسة بروما83؛

كاتدرائية المنيا88؛ مغاغة91؛لوس أنجلوس 93

العمل ببيت ألسامري الصالح وتأسيسه حتى اليوم 09/05/2010 حين انتقل إلى الأمجاد اثر اصابته بازمة قلبية اودت بحياته بعد حياة حافلة بالعطاء على مثال معلمه الصالح .

 

والموقع يقدم خالص العزاء للكنيسة القبطية وخاصة لغبطة البطريرك ولنيافة الأنبا إبراهيم اسحق، مطران المنيا، وللأسرة التي فقدت عزيزا ولبيت السامري الصالح وأطفاله الذين فقدوا الأب الحنون والمربي وعزائنا جميعا "انه لا موت لأحبائه بل هو انتقال".