الإبيودياكون ميلاد أندراوس عيد غبريال

 

ولد بقرية الشيخ زين الدين – طهطا في سنة 1911، التحق بإكليريكية طهطا في يوم 17/12/1925[1]، وفي يوم الأحد الموافق 23/9/1934 نال الدرجة الرسائلية على يد المدير الرسولي الأنبا مرقس حزام، وتوفي مساء يوم 13/3/1935[2].

 

وكتبت عنه مجلة الصلاح:

«جائتنا في هذه الكلمة من المدرسة الإكليركية بطهطا: لبست المدرسة الإكليريكية الكبري ثوبها الحداد مساء 18 مارس المنصرم لوفاة أحد تلاميذتها المأسوف عليها الشماس الرسائلى المرحوم ميلاد أندراوس. وكان لهذا الخطب الجلل وقع عظيم في قلوب أخواته تلاميذ المدرسة الإكليريكية ورؤسائها وجميع من عرفوه  لما كان عليه الفقيد العزيز من الصفات الجليلة والأخلاق العالية. دخل المرحوم الشماس ميلاد أندراوس المدرسة الإكليريكية في 25 نوفمبر سنة 1926 وواصل دروسه بكلية الآباء اليسوعين حيث كان خير قدوة لإخوانه في الفضيلة والعلم، وبعد ذلك دخل المدرسة الإكليريكية الكبري بطهطا ليتلقي دروس الفلسفة واللاهوت وهناك خصوصا امتاز الفقيد برجاحة العقل وسداد الرأي، لا يعرف الكلل، مما جعله موضوع إعجاب معلميه وقرائه.

ولم تكن سجاياه لتقف عند حد الصفات العقلية ولكنه كان متحليا لا بأكثر بالفضائل المسيحية الحقه تخص بالذكر منها فضيلة المحبة الأخوية.

وقد كان مقررا أن ينال الفقيد الدرجة الكهنوتية هذه السنة ولكن أحكام الله غور غير مسبور فأراد تعالى أن يكلله بإكليل المجد مكتفيا بنار الغيرة الرسولية التي كانت تضطرم في قلبه. أصيب الفقيد بالتهاب رئوي ومكث طريح الفراش خمسة عشر يوما وكان رغم العذابات الفادحة مثال الصبر والجلد والتسليم التام لإرادة الله. فانه إبان مرضه دعا والده وقال ما نصه: " يا والدى أنى اخترت الدعوة الإكليريكية ورغبت في خدمة الله في الكهنوت ولم يبق على سيامتي إلا أربعة اشهر ولكن أقدم حياتي ضحية لله وإخلاص النفوس أشكرك يارب فلتكن إرادتك لقد تزودت بالأسرار الأخيرة سأموت يا والدي بعد خمسة أيام".

وفعلا خمسة أيام بعد هذا الكلام لفظ الفقيد النفس الأخير بين يدي حضرة الأب فرنسيس بدروس الذي كان يشجعه في ساعته الأخيرة وهو محاط بأخواته الإكليريكيين الذين كانوا  يذرفون حوله الدموع السخينة ضارعين إلى الله أن يسكنه الأخدار السماوية.

(الصلاح) تتقدم بفروض التعزية إلى سيادة المدير الرسولى والى أبوية المكلومين والمدرسة الإكليركية طالبين من الله أن يلهمهم صبرا جميلا على هذة الخسارة الفادحة»[3].

 

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

stfanos2@yahoo.com




[1]  راجع سجل الشمامسة الكائن بأرشيف كلية العلوم الإنسانية واللاهوتية بالمعادي – القاهرة.

[2] عبد المسيح دانيال جرجس, «رعية الشيخ زين الدين والسوالم», دراسات تاريخية عن رعايا الأقباط الكاثوليك بأبرشية سوهاج=1, القاهرة, 2006، ص26-27.

[3]  مجلة الصلاح، الجزء الخامس، مايو 1935، ص ص305-306.