القيامة هي رغبة الله منذ البدء

 

لقد خلق الرب الانسان للحياة لا للموت

انه اله احياء لا اله اموات

خلق الانسان لينمو ويكثر فيكون له اخوة يحبهم كما يحب الرب الهه

ولكن ما حدث مع اول تكاثر، مع اول اخين في العائلة البشرية، أن قتل قايين اخيه هابيل . قتله لانه شعر ان الله يحبه اكثر ويقبل قرابينه . لم يقتله بسبب اثم ارتكبه هابيل. عبر اجيال عديدة مازال قايين يقتل اخاه البار!

وفي مقتل هابيل رمز لقتل المسيح على الصليب. اذا عدنا  الي سفر التكوين ، الاصحاح الرابع نقرأ ان الرب تدخل قبل ان يقوم قايين بفعل الشر وارشد الرب قايين الي طريق الحياة . لنسمع ما قاله الرب: وَمرَّتِ الأيّامُ فقَدَّمَ قايينُ مِنْ ثَمَرِ الأرضِ تَقدِمَةً لِلرّبِّ، وقَدَّمَ هابيلُ أيضًا مِنْ أبكارِ غنَمِهِ ومِنْ سِمانِها. فنظَرَ الرّبُّ برضًى إلى هابيلَ وتَقدِمتِهِ، أمَّا إلى قايينَ وتَقدِمتِهِ فما نظَرَ برضًى، فغَضِبَ قايينُ جدُا وعبَسَ وجهُهُ. فقالَ الرّبُّ لِقايينَ:" لِماذا غَضِبتَ ولِماذا عبَسَ وجهُكَ؟ إذا أحسنْتَ عمَلاً، رفَعْتُ شأنَكَ، وإذا لم تُحسِنْ عمَلاً، فالخطيّةُ رابِضةٌ بِالبابِ وهيَ تَتَلهَّفُ إليكَ، وعلَيكَ أنْ تسُودَ علَيها". لكن كما نعلم أن قايين لم يحسن عملا، كما نصحه الرب، وترك قايين الخطيئة الرابضه على الباب تسود عليه . فقتل اخيه الصديق. وكانت النتيجة بؤس ومشقة ولاطمأنينة .

 

وانتظرت البشرية الاف السنين من سيحسن عملا !

انتظرت أخا سيسمع نصيحة الله الاب ويعمل بها فيسود هو على الخطيئة. فيرفع عن البشر المشقة والبؤس ويرد لهم سلام مفقود وينمي المحبة في قلوب كثيرين.

 

وجاء المسيح الاخ البكر في العهد الجديد.

 لنسمع ما قاله الروح على لسان بولس الرسول: فكونوا على فِكرِ المَسيحِ يَسوعَ: هوَ في صُورَةِ اللهِ، ما اعتبَرَ مُساواتَهُ للهِ غَنيمَةً لَه،  بَلْ أخلى ذاتَهُ واتَّخَذَ صُورَةَ العَبدِ صارَ شَبيهًا بالبَشَرِ وظَهَرَ في صورةِ الإنسانِ  تَواضَعَ، أطاعَ حتّى الموتِ، الموتِ على الصَّليبِ.  فرَفَعَهُ اللهُ أعطاهُ اسمًا فَوقَ كُلِّ اسمٍ  تَنحَنِيَ لاسمِ يَسوعَ كُلُّ رُكبَةٍ في السَّماءِ وفي الأرضِ وتَحتَ الأرضِ ويَشهَدَ كُلُّ لِسانِ أنَّ يَسوعَ المَسيحَ هوَ الرَّبُّ تَمجيدًا للهِ الآبِ.(في 2: 5- 11)

 

نعم احبائي تَواضَعَ المسيح، أطاعَ حتّى الموتِ، فرَفَعَهُ اللهُ أعطاهُ اسمًا فَوقَ كُلِّ اسمٍ ، نعم احبائي في الرب

هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. يوم قيامة المسيح، الاخ البكر، بكر الخليقة الجديدة، فلنفرح ولنبتهج.

قام المسيح ليقيم جميع الاخوة ويهب لهم الحياة .

لقد تحقق فيه وعد الرب : ان احسنت عملا ارفع شانك. فرَفَعَهُ اللهُ أعطاهُ اسمًا فَوقَ كُلِّ اسمٍ ،تَنحَنِيَ لاسمِ يَسوعَ كُلُّ رُكبَةٍ في السَّماءِ وفي الأرضِ وتَحتَ الأرضِ

 

رفع الله المسيح ليرفعنا المسيح فيه الي الابد. ليرفع من هم لهم فكر المسيح . الفكر الذي ينصر الحب على الكره ، السلام على الحرب، التواضع على التفاخر، الغفران على الانتقام، لينصر الحياة على الموت. ويعطنا حياة ابدية.

 

انتظرت البشرية اخا يقول للاب يا ابي انا سعيد ان اكون حارسا بل فاديا لاخي، لا قاتلا له كما فعل قايين.

انتظرت من له من المحبة ما يعينه على رفع حجر عن فم القبر لينضم الينا نحن الاحياء به، وليبق معنا الي الابد.

 انه عمانوئيل . اخا يريد ان تكون البشرية اسرة الله. اتصير  بكل تنوع اطيافها كنيسة واحدة، وجسد واحد وهو الراس والفكر.

 

انتظرت البشرية سفك دم يبارك الارض التي لعنت بسبب دم هابيل ، دم يكون فداء وخلاص لجميع من يؤمنون به.

قام المسيح واعطانا الفرصة ان نقوم معه وبه. لنسترد باستحقاقات محبته صورتنا الاولى. التي طبعت على صورة الله.

 

كل عام وانتم في المسيح قيام

اخريستوس انيستي

 

كلمة الاب متى شفيق

للأذاعة الاسترالية ( SBS) بمناسبة عيد القيامة المجيد