كفى لقد تمزق قلبي
لم اعد احتمل المزيد من صور الدم والأشلاء
لم اعد قادرا على استيعاب العدد المتزايد
من قصص وحكاات الشهيدات والشهداء…
لعللها الشيخوخة التي تخصب عيني بالدمع والبكاء!!
الغريب أن ما يستوقفني يختلف كثيرا عما يستثير الآخرين
فأبدا لن أنعي الشهداء بل سأمجدهم
وأخجل من أن أعزى الحزانى فانا دامع العين كسير القلب مثلهم…
ابكتني امس تلك السيدة المزعومة وتصورت كيف باتت
وتهزني اليوم بشدة القصة الحقيقية : قصة
“انسان فجر ذاته إلى اشلاء”
هذا الشاب المسكين هو رمز لكل مجتمعنا من اهل واقرباء
فنحن هذا المجتمع الذي اختار الموت هربا من الحياة
مجتمع عانق الفناء عوضا عن البقاء
مجتمع نخر في كيانه الفقر والجهل والتطرف
حتى بات يترك اطفاله ينامون في الشوارع
يرتصفون الأرصفة ويلتحفون السماء في برد الشتاء
مجتمع سلم شبابة لتعليم فاسد مفسد وتركهم فريسة
في يد “شيوخ” مرضى مهاويس غير أسوياء
متوجسون خيفة من ان يصلى الأاقباط ولو في عشة ..
فهذا هو الدمار وتلك هي وصمة العار
التي قد تهدم ما تبقى من أمة “لا إله إلا الله”
المهم ألا يصلوا لا في البيت ولا في الكنيسة
ففي ذلك نصر الأسلام ونصرة “دين الله”
وكأن باقي الأديان للات والعزة ومناة
وما الأقباط سوى كفار قريش المطلوب ابادتهم!!!
بينما من يستحق الإبادة هو:
من سلم ابنه لأيدي هؤلاء السفاحين
يغسلون عقله ويستعبدون قلبه ويتحكمون في فكره
لدرجة يستبيحون فيها جسده وحياته!!!!!!
من يستحق الإبادة هو مجتمع لهته ملذاته واحتياجاته عن فلذات اكبادة
فترك محمود شفيق لمن اوصله لتفجير ذاته
بدل من أن يفجر فيه امكاناته وطاقاته وابداعاته
فكيف لا ابكي اليوم محمود شفيق
وملاييين المحاميد والمحمودات المغرر بهم
المهملون من والديهم المنبوذون من مجتمعهم
المتروكون فرائس لنفوس شاذة ناقمة حاقدة
تفترس كل ما يقع تحت يدها وتقود الجميع
للحزن والالم والموت والضياع
تعالوا نعمل معا كي يتوقف مجتمعنا الطيب عن انتاج مثل هذه المآسي
تعالوا نمد ايدنا إلى اخوتنا الذين يعيشون في الظلام
تعالوا نحبهم ونقيمهم من سقطتهم وننتشلهم من وهدة بؤسهم
بدلا من ان ندينهم ونحاكمهم ونطاردهم ونسجنهم ونعدمهم
بدلا من أن نتسامى ونتعالى ونغفر لهم ونسامحهم
تعالوا نطلب منهم السماح والغفران
فنحن شركاء في جريمة تجهيلهم بتركهم في ايدي الجهلاء
سامحني إخي المتفجر وليتغمدك الرحمن برحمته
التي لا اظنك قد عرفتها او تذوقتها منذ فطمتك أمك
الأب / بولس جرس