تحتفل الكنيسة بذكرى الآم الرب في هذا الأسبوع بإقامــــة صلوات تسبحة البصخة، التي فيها يشترك الأرضيــــــــون مع السمائيين في عبادة الحمل المذبوح، إذ نرنم ونسبح مع الملائكة ورؤساء الملائكة، والشهداء والقديسين الذين اُفتدوا بالدم الكريم في سجود وخشوع للحمل قائلين ” لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد، آمين ” رؤ 5/12، رؤ 7/12 .
بذلك نعزى قلب الرب الالهى، وهذه التسبحه تعنى :
لك القـــوة : لقد كنت يارب قويــــــا في أعمالك وتعليمك وكذلك ألآمك .
فقد تألمت بإرادتك من أجلى أنا الخاطئ .
لك المــجد : بقولنا ذلك نتذكر تمجيد الرب في معجزاته، وخاصة في تجليه على جبل طور طـــابور، وتمجيده أيضاَ على
الصليب .
لك البركـة : الكل يبارك اسمك ويسبحك، فلتشكره لأنه يعطينا فرصة تسبيح أسمه .
لك العــزة : الرب وحده له المهابة والسلطان، وبيده مفاتيح الحيــــاة والمــــوت، هو الأزلي، الأبدي، السرمدي،
لا بداية له ولا نهاية.
بتسبيحنا هذه التسبحة نُعلن قوة الرب ومجده وبركته وعزته وجبروته في الآمه، فقد صُلب ليس عن ضعف إنما حياَ فينا، فغلب الموت بموته المحي .
وتُصلى هذه التسبحة بعد قداس أحد الشعانين مباشرة وكل أسبوع الآلام، ونوضح هنا بعض الأمور الطقسية حتى نعيشها بعمق في صلاتنا في هذا الأسبوع المبارك .
كلمة بصخة : تعنى عبور وهى تذكار عبور ملاك الرب على بيوت المصريين وموت كل بكر فاتح رحم أمه، وخلاص الإسرائيليين من عبودية المصريين . والرب بموته عبر بنا من الموت إلى الحياة، ومن الهلاك إلى النجاة والخلاص الأبدي .
صلاة الجنـــــــــــاز : بعد انتهاء قداس الشعانين تصلى الكنيسة الجناز العام على نية الذين ينتقلون في أسبوع الآلام، فإذا توفى أحد المؤمنين يٌصلى عليه ساعة من تسبحة البصخة .
الستائر الســــــوداء : ترتدي الكنيسة الستائر السوداء علامة على مشاركتها في الآم الرب .
الصلاة خارج الهيكل : تصلى الكنيسة تسبحة البصخة خارج الهيكل، لأن الرب تألم خارج أورشليم كما يقول مار بولس ” لكي يُقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب، فلنخرج إليه خارج المحلة حاملين عاره ” عب 13/ 12-13 .
والجدير بالذكر أنه لا تقـــــام قداسات أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في أسبوع الآلام حسب طقس كنيستنا القبطية، وسبب ذلك في العهد القديم كان يُحفظ خروف الفصح من اليوم العاشر من نيسان حتى الرابع عشر منه، ثم يذبح في الرابع عشر . والرب دخل أورشليم يوم أحد الشعانين ( العاشر من نيسان )، وأحتفل بفصح جسده ودمه في الرابع عشر منه، فالرب تمم هذا الرمز، لذلك لا تُصلى قداسات في الأيام الثلاثة، إنما نحتفل بالذبيحة يوم الخميس المبارك، كما فعل الرب نفسه .
عزيزي، هذا الأسبوع من أقدس وأجمل أيام السنة، ليتك تنتهز هذه الفرصة فتشارك الرب في الآمه بصومك وصلاتك وتجردك من الأمور الدنيوية، فتميت فيك روح البذخ والترف والكبرياء والشهوة الشريرة، وبذلك تسمــو الروح على الجسد، فتشعر بقوة قيـــــامة الرب في حيــــــاتك، فتشترك مع السمــــائيين في تسبحة الحمل المذبوح والقائـــم قائلاً ” لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد، ياعمانوئيل إلهنا وملكنا ومخلصنا ” .
وكل عام وأنتم بخير
إعداد الأب / بيشوى أنيس
راعى كنيسة الأقباط الكاثوليك بتورنتو