تنسيق الاب انطونيوس مقار ابراهيم
راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان
naim.ibrahim@hotmail.com
تعيد الكنيسة المارونية لهؤلاء في التاسع من شهر اذار(مارس)
والكنيسة القبطية في الثالث عشر من شهر امشير حسب التقويم القبطي لسنة الشهداءً
تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد الأربعين شهيدًا بمدينة سبسطية (وهي الآن سيفاس بتركيا) وذلك سنة 320م. أربعون جندي شباب من جنسيات مختلفة ولَّى الملك قسطنطين الكبير ليسيانوس نسيبه من قِبله على الشرق وأوصاه بالمسيحيين خيرًا، ولكنه لما وصل إلى كبادوكيا أمر مرءوسيه بعبادة الأوثان ويقديم الذبائح، فامتنعوا وشتموا آلهته. وفي إحدى الليالي اتفق أربعون جندي شباب من جنسيات مختلفة يتخذون من مدينة سبسطية مقرًا لهم، على أن يتقدموا إليه معترفين بإيمانهم، وبينما هم نائمون ظهر لهم ملاك الرب وشجعهم وثبّت قلوبهم. وفي الصباح وقفوا أمام الوالي أجريكولاوس واعترفوا بالسيد المسيح، فحاول أولاً بالإقناع مشيرًا إلى العار الذي يصيبهم حين يرفضون تنفيذ الأوامر، وواعدًا إيّاهم بالترقية إن هم أطاعوا. ولما فشل هدّدهم الوالي فلم يخافوا، فأمر بتعذيبهم ثم إلقائهم في السجن، فكانوا يترنمون بالمزمور: “الساكن في ستر العلي يستريح في ظل إله السماء”، وتعزوا في السجن برؤية السيد المسيح الذي قواهم وشجعهم على الثبات. كان بجوار السجن بركة ماء متجمدة فأمر أن يُطرَحوا فيها، فطرحوهم فتقطعت أعضاؤهم من شدة البرد، وأمر أجريكولاوس بوضع ماء ساخن على طرف بركة الماء لكي يغريهم على الإنكار. ولم ينتظر القديسون لكي يلقيهم الجنود في البركة بل تقدموا بأنفسهم وخلعوا ثيابهم، وكانوا يشجعون بعضهم قائلين أن ليلة واحدة عصيبة سوف تؤهلهم للحياة الأبدية. وكانوا يصلون قائلين: “يا إلهنا نحن أربعون شخصًا، فنطلب إليك أن يُكَلل أربعون، ولا ننقص عن هذا الرقم المقدس”. أثناء ذلك كان حراسهم يحثونهم على عبادة الأوثان لكي ينتقلوا إلى الماء الساخن ولكنهم لم يستجيبوا. ويقول القديس اغريغوريوس النيسي أنهم مكثوا هكذا ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، ولم يضعف سوى واحد فقط منهم فصعد إلى هذا الحمام وأذابت حرارة الماء الجليد الذي عليه فانحلت أعصابه ومات بسرعة وهكذا فقد إكليل الغلبة. تمتع أحد الحراس برؤيا سماوية رأى أحد الحراس الواقفين بجوار البركة ملائكة نزلت من السماء وبأيديهم أكاليل وضعوها على رؤوس الشهداء التسعة والثلاثين وبقى إكليل بيد الملاك، فأسرع الحارس ونزل إلى البركة وهو يصيح: “أنا مسيحي”، فأخذ الإكليل الذي كان معلقًا بيد الملاك وانضم إلى صفوف الشهداء. ميليتو وأمه في الصباح التالي كان معظمهم قد استشهد، وبقي قليلون منهم أصغر الشهداء واسمه ميليتو Melito. فأمر الوالي بكسر أياديهم وسيقانهم وإلقاؤهم في النيران، فأبقى الجنود ميليتو حتى النهاية إشفاقًا على صغر سنه آملين أن يتراجع حين يكتشف أنه قد صار وحيدًا. إلا أن أمه الأرملة الفقيرة عاتبت المُعذِّبين على إشفاقهم الخاطئ، واقتربت من ابنها الذي نظر إليها مبتسمًا وشاكرًا لها، وبقوة الروح القدس حثته على الثبات إلى النهاية، ثم حملته وطرحته على العجلة مع رفقاؤه. أحرق الجنود أجساد الشهداء وألقوا الرماد في النهر، إلا أن المسيحيين استطاعوا إنقاذ بعضها، وأبقوا جزءً من رفاتهم الثمينة في قيصرية Caesarea.
الكنيسة الشرقية تفاخر بهؤلاء الشبان الشهداء لسلوكهم في طريق البطولة والايمان والمحبة والتضحية في كل شيء من أجل المحافظة على مبادئ الايمان القويمة وحياة الفضيلة والاداب السليمة . اقيمت على اسمائهم العديد من الكنائس وابرزها كاتدرائية حلب وكنيسة صور في لبنان بالاضافة الى الكنائس في مصر والعراق. صلاتهم وشفاعتهم وبركتهم تكون معنا . آمين
المراجع : كتاب السنكسار حسب الكنيسة الماورنية، وكتاب السنكسار للكنيسة القبطية