بتصريح خاص للموقع
توقف التاريخ يوم 30 يونيو ، وانتفضت مصر والقت عباءة سوداء كانت تلفها وترتديها من بقايا العصور الوسطى ، وأعلنت أنها تريد الحياة والحضارة والعدل والكرامة ، قاد المسيرة ضابط من أكفأ أبنائها ، وضع حياته رهناً لإنقاذ وطنه وانقشع الضباب عن المستقبل ولاحت أنوار النهضة ولكن عشاق الظلام ، ابناء الجهل والتطرف ، لم يتركوا سفينة الوطن تمضي في طريقها ، فأشتد الإرهاب واحاطت الأخطار بمصر من الجهات الأربع ، ولكن القائد الوطني المخلص لم يهتز ، رأيناه كعادته هادئاً واثقاً من ربه ومن شعبه ومن نفسه ، الإرهاب يفشل كل يوم ويتراجع ، المشروعات تتوالى ، الأمل يشرق من جديد على شواطئ مصر وعلى دلتاها وعلى صعيدها ، لكن الأعداء المتربصين لم يلقوا سلاحهم ، وراحوا يبحثون عن نقطة ضعف ، وامسكوا بما يسمى الفتنة الطائفية ، يحاولون تمزيق وحدة الوطن ، يفرقون بين المسلم وبين المسيحي ، ظنوا أن هذه نقطة ضعف المجتمع العربي كافة ، ومن الواضح أنهم لم يقرأوا التاريخ ولم يدركوا أصالة المصري قبطياً كان أو مسلماً ، تهون عنده الحياة ولا يهون عنده الوطن فمصر أبنة الشمس والنيل مبدعه الأهرام والمسلات والكرنك ، مكتشفة أعظم الحقائق المطلقة “الله الواحد ” قبل عصور الوحي وفشلت محاولاتهم .
* * * * *
2 – أزعم أن أسباب حوادث الفتنة تعود إلى أمور ثلاثة :
أ = الثقافة الشعبية الموروثة ومن مبادئها : عدوي عدو ديني ، حتى ولو كان من ليس على ديني مواطناً ، أو صديقاً ، أو عوناً اقتصادياً وسياسياً مادام لا يؤمن بما أؤمن فهو كافر مرفوض نفسياً واجتماعياً وقل الأمر ذاته على امتداد الوطن العربي بدرجات متفاوتة إلى درجة أن قال أحد الأئمة يوماً أنه لا مانع بل ويفضل حاكماً من ماليزيا على واحد من بني وطنه على غير دينه ، أنها ثقافة التمييز والاستيعلاء والادعاء بامتلاك الحقيقة .
ب = ضعف الحكومات المتتالية في الوطن العربي فلم يأتِ حاكم جسور ، شجاع ، يؤمن بوحدة الجنس البشري وبالمساواة بين أبناء الوطن ، و بالتعددية و التنوع اننا لا ننكر ان تغيرا بطيئا ، قد لمس الحياة الاجتماعية وأن بعضا من تسامح خجول و اصوات خافتة عن العدل والمساواة يتوهج بين الحين والحين ، لكن لازال فكر الغالبية الساحقة لا تقر هذه الامور كحقوق الانسان و المساواة في الوطنية ، لازالت ظلال عصور الحرب والدين التي وصمت العصور الوسطى تتردد أطيافها في الوجدان العربي ، ولكن بصراحة لم يتردد رئيسنا في إعلانها صراحة مصر دولة مدنية حديثة ، ولا يخشى إلا ربه في إنقاذ مصر من براثن التطرف .
* * * * *
3 – مناهج التعليم ، وكتب الثقافة الدينية والخطاب الديني ، والقنوات المتطرفة والإعلام الموجه ، تلك أمور لم تزل تقود العقل العربي ، والوجدان العربي ، والنقد في كل شيء إلا في الدين والسياسة ، والأخذ بالعلوم في كل أمور الحياة إلا فيما يمس الأعراف والتقاليد ، وأصبح مجتمعنا العربي يعيش ازدواجية مدمرة ، فهو شره في الاستفادة من انتاج الحضارة والتقدم وفي الوقت ذاته صارم في قفل باب الاجتهاد في النقد والتحليل ، أننا لازلنا عبيداً للماضي ، ننظر إلى الماضي أكثر مما ننظر إلى المستقبل ، فماذا تعطي الشجرة غير ثمارها ، شجرة تحمل بذور الكراهية والعداوة والإستيعلاء واحتقار الآخر ، لا تأتي إلا بثمار مرة سامة ، ولولا توهج هنا أو هناك ، وجرأة هنا أو هناك ، ولولا عقول أنعم الله بها على الأمة تدافع عن المستقبل لأصابنا اليأس .
د. الأنبا يوحنا قلته
اعجبنى كلامكم ولكنة لايتوافق مع كلام الراهب جون دومنيكان المذكور فى جريدة اليوم السابع الصادر بتاريخ 23 سبتمبر 2018 الذى ينسب للبابا شنودة كرمز دينى اتهامات لم يستطع ان يتفوه بها فى حياته
ونسى ان الكنيسة القبطية التى ينتقضها بدون وجه صفة ليتفق مع الاخر غير المسيحى كنيسة مجمعية اذ لم ياتى قرار من البابا الا بانعقاد مجمع واذ شكك فى نزاهة واستقلالية المجمع فليذهب الى البابا فرنسيس ليشكك فى مجمعيتة ايضا لان الفكر الرسولى واحد.
قد نختلف ولكن لانمزق ابوة الاباء الذين تعلمنا على ايديهم فى كلمات عارية من المراجع بوصف انى معلم عقيدة .
ابى الحبيب اؤكد لك ان اكثر من سينالوا عذاب فى جهنم هم من علموا العقيدة بعقلهم وليس بروحههم