نور العالم نور الحياة
تأمل في قراءات الثلاثاء 6 مايو 2014 الموافق 11 بشنس 1730
الأب/بولس جرس
نص التأمل
تمالكت نفسي وحافظت على الهدوء والإبتسامة وانا استمع مصغيا
إلى اختين مجتهدتين من ” شهود يهوه” تحاولان بإلحاح ساذج إقناعي
بعقيدة أخرى وإيمان مختلف عن الإيمان المسيحي تماما
ولا أبالغ إذا وصفته بأنه عكسه ونقيضه بل ومعول يحاول هدم حجر الزاوية
في الإيمان المسيحي عن شخص الرب يسوع المسيح كما عرفته وأحببته وتبعته،
وبهدوء وابتسامة بدأت أنطلق بهم من الخلق من مصدر الكون من الله:
الله نور ساكن في النور والنور الحقيقي يسوع المسيح
اشرق علينا بمجد قيامته“النور اشرق في الظلمة والظمة لم تدركه”
وإذ يقدم المعلم ذاته اليوم كتور للعالم، قد يبدو الأمر صعب التفهم
قبل القيامة اما بعدها فقد أصبح الأمر بديهيا
فالكائن النوراني تخلص بالموت والقيامة من ثقل الجسد وأبعاده وتبعاته
واسترد طابع اللاهوت الأصلي لكنه صار مميزا بسمات الناسوت الممجد
وصار لديه جسد ممجد هو عربون لما سوف نحياه جميعا بعد قيامتنا
حيث سنصير مثله على صورته ومثاله من جديد خليقة جديدة
وهكذا صارت كل الأنفس السماوية والقديسين كالمسيح الممجد
يدخل والأبواب مغلقه، يظهر ويختفي اينما ووقتما ولمن يشاء
يتكلم فتلتقط كلماته الأذن البشرية
يظهر جسديا فتلمسه الأيدي وهو يتسامى عن اللمس
يكسر الخبز فيشرق في عيون التلاميذ نور يفتح أذهانهم وعيونهم على القيامة…
يرتفع في السماء محلقا فتتعلق به عيون التلاميذ
هل يستطيع رب النور وهو نور من نور خالق النور ومعطي نور الحياة
أن يدعي أنه كذلك وهو الذي تجرد عن كل شيء وأخلى ذاته آخذا صور عبد؟
هل يمكن للرب يسوع وهو البار وحده الذي لم يصنع شرا ولم يوجد في فمه غش
أن يكذب او يزور الحقيقة أو يدعي ما ليس له وأ يتقمص ما ليس ذاته؟
وهل يمكن لكذبة من هذا النوع ان تستمر لواحد وعشرين قرناً
وهل يسمح الله أن تُضلل على مر القرون كل هذه المليارات من الأنفس وتهلك
وهل ينخدع ملايين البشر بنور زائف وديدنهم البحث والشك والنقد والتمحيص
يا بنيتيّ الغالتين الموغرتين في سذاجة الضلال اطلب
من الذي قام وبقيامته أعاد
فتح عيون التلاميذ على نور قيامته ووجوده الحي
أن يلمس قلبيكما البطيئين في الإيمان ويفتح عيونكما المغرقة في ظلمة الضلال
على نور وجوده وحياته ومجد قيامته
وهكذا اطلب منكم الصلاة لإجلهما ولإجل كل من يسلك طريقهما
ليعرفوه وحده إلها وربا وسيداً ابد الدهور آمين.