احتفالية يوبيل ال 150 عام لراهبات بنات سيدة الآلام

احتفالية يوبيل ال 150 عام لراهبات بنات سيدة الآلام

كتب : عصام عياد

” أننا نحتفل اليوم بيوبيل خاص جدا،خاص لأننا نحتفل بعمر طويل من الأمانة والتجديد والشجاعة والعطاء… 150 عام مضت في خدمة المتألمين والبسطاء اقتداء بمؤسسينا الأب دومنيك ريب،والأخت ماري سان فريه ” الأم سان جان باتيست “…فالاحتفال باليوبيل يعطينا الفرصة للتقييم والرجوع لجذورنا لنشكر الله “… جاءت هذه الكلمات وغيرها… على لسان الأخت ايزابيل الرئيسة العامة لراهبات بنات سيدة الآلام ابتهاجا باليوبيل ال 150 عام على تأسيس رهبانية سيدة الآلام ( 1866 – 2016 )،والتي حضرت خصيصا من فرنسا للمشاركة في هذه الاحتفالية اليوبيلية الغالية،قدمتها باللغة الفرنسية وقام بالترجمة الأب فريد ابراهيم.

أقيمت ذبيحة الافخارستيا شكرا لله تعالى على نعمه الوافرة التي رافقت وترافق هذه المسيرة اليوبيلية على مدى ال 150 عام،في خدمة ومعالجة ومرافقة المسنين في نهاية حياتهم بكل تقدير واحترام لقدسية الحياة الانسانية،في فناء ديرهن العامر بجهة مصر الجديدة،حيث مقردار السيدة العذراء مريم للمسنين في يوم الخميس الفائت 26 مايو،وترأسها سيادة المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين بمصر،وشاركه في الخدمة لفيف من الآباء الكهنة الرعاة والرهبان،بمشاركة فريق خدمة الشمامسة ببازيليك السيدة العذراء بمصر الجديدة،وقام بخدمة الترنيم والتسبيح فريق كورال ” الروح الجديدة ” ببازيليك العذراء قيادة الأخ نادر نبيه،واشرف على التنظيم فريق كشافة أبو الهول بكنيسة قلب يسوع للأقباط الكاثوليك بمصر الجديدة قيادة القائد أمير ظريف.

شارك بالحضور أصحاب النيافة الأنبا أنطونيوس عزيز مطران ايبارشية الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك،والمطران جورج شيحان مطران الموارنة بمصر،والخور أسقف فيليب نجم المدبر البطريركي لايبارشية القاهرة للكلدان الكاثوليك،و الأرشمندريت موريس خوري الوكيل البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك بالقاهرة نائبا عن سيادة المطران جورج بكر النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر،وممثلين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية،والعديد من الجماعات الرهبانية الرجالية والنسائية في مصر،وجمع غفير من أبناء الكنيسة ضاقت بهم حديقة الدير والطرقات حتى الدور الثالث،الى جانب الأخوات راهبات سيدة الآلام من مختلف الأديرة بالقاهرة و الاسكندرية و الأراضي المقدسة فلسطين والقدس،ولبنان وفرنسا،وأعضاء ” أخوية سيدة الآلام ” بالقاهرة ولبنان – مجموعة من العلمانيين الملتزمين بالروحانية – والأخوة نزلاء الدار من المرضى و المسنين و كبار السن،وفريق العمل بالدار،والمتطوعين والخدام،والمحسنين،والأصدقاء والمحبين.

جاءت الاحتفالية مفعمة بروح الصلاة والشكر وااتسبيح لله تعالى،والجميع لسان حاله يردد كلمات صاحب المزامير…” عظم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين ..”،علتها البهجة والفرحة والامتنان،حيث بدأ موكب الدخول تتقدمهن الأخوات الراهبات يحملن الشموع ترافقهن الترانيم في جو من الخشوع والروحانية – على مثال العذراى الحكيمات يحملن مصابيحهن مع آنيتهن – و تبعهن الصليب و فريق الشمامسة والكهنة والآباء الأساقفة.

من جانبه ذكر المطران زكي في عظة القداس… أن لقاءنا اليوم يحمل آيات الشكر و الفرح،يظهر رحمة الرب امام الانسانية المتألمة،وأضاف ان احتفالنا اليوبيلي يحثنا على التجديد وأيضا المزيد على كافة الأصعدة،ولكل من له يد المعاونة والمشاركة مع الأمانة لروحانية المؤسسين،واختتم كلمته بتهنئة الجميع بهذه الاحتفالية المباركة،ولنكن جميعا صناع رحمة في يوبيل سنة الرحمة..رحماء على مثال الآب السماوي.

في ختام الذبيحة الالهية قدمت الأخت جينا سرحان مسئولة ” أخوية سيدة الآلام ” بالقاهرة ” شهادة حياة ” عبرت من خلالها عن فكرة تأسيس ” أخوية ” من مجموعة من العلمانيين نحو ال 12 شخص يعيشون التزاما يوميا بروحانية راهبات بنات سيدة الآلام،” مع مريم تحت قدمي الصليب وفي نور سر القيامة،وعن مدى تأثرها بروح الاستقبال والرأفة لدى الأخوات الراهبات نحو المسنين والمتألمين،مشيرة الى فوة الصلاة التي تدعم رسالة الأخوية.

اشترك الجميع في تلاوة ” صلاة التكريس للعذراء مريم سيدة الآلام ” بروح الصلاة و الخشوع و التقوى قبل منح البركة الرسولية من الآباء المطارنة و الأساقفة،أعقبتها كلمة شكر للجميع ولكل من كان له تعب الخدمة والمشاركة،وسط عاصفة من التصفيق،ليشترك بعدها الجميع في تورتة اليوبيل،لتبدأ مسيرة العطاء للسنة الأولى بعد ال 150 بنعمة الرب.

وكانت قد أقيمت ” سهرة روحية ” عشية الاحتفال باليوبيل انضم لها العديد من الأصدقاء والمحبين مع الأخوات الراهبات وأعضاء الأخوية والأخوة نزلاء الدار تتضمن قراءات كتابية والتأمل بروح الصلاة والترانيم.

كما سبق الاحتفال بالذبيحة الالهية عرض فيلم عن ” الرهبنة ” يسجل لتاريخ تأسيسها ويد الرب التي رافقت المؤسسين مع الاشارة الى رسالة الرهبنة تجاه الآخر،بعدها شدت المرنمة الرائعة سبيل بغدود لأكثر من النصف ساعة، باقة من الترانيم العذبة امتعت بها الحضور.

في سياق متصل أشارت الأخت كاترين رئيسة الدير بالقاهرة الى ” مسبحة سيدة الآلام ” والتي تحمل سبع آلامات اختبرتها السيدة العذراء عبر مسيرة حياتها… ” نبؤة سمعان الشيخ “،” الهروب الى مصر “،” البحث عن يسوع في هيكل أورشليم “،” درب الصليب وتتبعها للرب “،” الوقوف تحت الصليب “،” طعن جنب يسوع بالحربة “،” وضع جسد الرب يسوع في القبر انتظارا للقيامة ” .

الجدير بالذكر ان راهبات سيدة الآلام وصلن الى مصر سنة 1891 ،وبدأن رسالتهن بشبرا،ثم انتقلن الى حي مصر الجديدة سنة 1955 حيث ملجأ السيدة العذراء الحالي،كما لديهن ملجأ بالاسكندرية بحي محرم بك،يواصلن رسالتهن في خدمة المسنين بمرافقة سيدتنا مريم العذراء،كما الحق بالدير مستوصف لاستقبال المرضى بمساهمة الكثير من الأطباء في مختلف التخصصات.

كل التهاني القلبية للأخوات راهبات سيدة الآلام بمناسبة يوبيلهن ال 150 لترافقهن نعمة الرب و معونة أمنا مريم العذراء ومزيد من العطاء لمجد الله الأعظم و خدمة القريب،وليمن الرب عليهن بدعوات رهبانية صالحة تواصل رسالة العطاء ورسالة الحب .