افتتاح السنة المئوية على رحيل الطوباوي شارل دي فوكو

افتتاح السنة المئوية على رحيل الطوباوي شارل دي فوكو

 “شارل يسوع”

كتب : عصام عياد

ابتهاجا بافتتاح السنة المئوية الأولى ( 1916 – 2016 ) ” سنة يوبيلية ” ،على رحيل الطوباوي شارل دي فوكو ( 1858 – 1916 )، وتكليله باكليل الشهادة … نظمت الأسرة الروحية للأخ شارل دي فوكو .. أخوة يسوع الصغار ، أخوات يسوع الصغيرات ، الأخوة العلمانية – تزامنا مع احتفالية الكنيسة بافتتاح ” يوبيل الرحمة الالهية ” – أمسية روحية غلبتها روح الصلاة و الخشوع و التقوى ، علتها البهجة و الفرحة و البساطة ،كللت بذبيحة الشكر – لله تعالى – الذي منح كنيسته الأخ شارل وعاش حياته وفق ثلاث أسس … التشبه بحياة المسيح في الناصرة،و عبادة القربان المقدس،و التواجد بين الشعوب الأكثر احتياجا .

أقيمت الذبيحة الالهية بكاتدرائية القديس أنطونيوس الكبير بالفجالة بوسط المدينة في يوم الخميس الماضي 10 ديسمبر الجاري و ترأسها غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق الكلي الطوبى بطريرك الاسكندرية و سائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك،و رئيس هيئة البطاركة و الأساقفة الكاثوليك بمصر، و شاركه في الخدمة نيافة الحبر الجليل الأنبا أنطونيوس عزيز مطران ايبارشية الجيزة و الفيوم و بني سويف،و لفيف من الآباء الكهنة الرعاة و الرهبان من جماعات رهبانية عديدة بمشاركة خورس الكاتدرائية قيادة الأرشيدياكون أسعد راتب،و قاد الترانيم الروحية أعضاء الأخوة العلمانية برعيتنا بشبرا الخيمة كنيسة السيدة العذراء و القديس اسطفانوس .

شارك بالحضور سيادة المطران جوارجيوس بكر النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر،و العديد من الجماعات الرهبانية النسائية و جمع غفير من أبناء كنيستنا الكاثوليكية و الأصدقاء و المحبين – من يعيشون روحانية الأخ شارل – و أعضاء الأخوة العلمانية الى جانب أخوات يسوع الصغيرات … اخوة المقطم ” الأخوة الاقليمية ” ،و اخوة الظاهر ،و اخوة عزبة شكر ، و اخوة يسوع الصغار …. اخوة عين شمس ” الدير الرئيسي ” ،و اخوة شبرا الخيمة ،و اخوة حجازة ، امتلات بهم جنبات الكاتدرائية .

في سياق متصل ذكر الأخ أمير بهجت مسئول الأخوة في مصر : ان الأخ شارل قد أنشأ حركة روحية عميقة، اعتنق فكره رهبان و راهبات و كهنة و علمانيون،و يضيف سيادته ان الطوباوي دي فوكو قد كشف بايمانه عن ملامح السيد المسيح من جديد .. ملامح قوة الروح الصامتة،و غنى القلب الذي يعطي من غير ضجة، تماما كما عاش المسيح في الناصرة .

جاءت ” التقادم ”   محمولة من الأخوات الراهبات و أعضاء الأخوة العلمانية ، أيضا ” الطلبات و صلوات المؤمنين ” .. لتعبر عن حميمية الأخ شارل و ارتباطه بالقربان المقدس ،و الأخوة الشاملة … الشموع ، القربان ، الخمر و الماء ، الكرة الأرضية ، الكتاب المقدس ، و أخيرا صورة الأخ شارل .

استهل الأنبا ابراهيم كلمته بنقل محبة و بركة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس الى أبناء الكنيسة في مصر جميعا مشيرا الى لقاءهما معا بحاضرة الفاتيكان ضمن أعمال سينودس الأساقفة بروما حول ” العائلة ” في أكتوبر الماضي،و ذكر

الأنبا اسحق الى أن أي احتفال رهباني هو فرصة رائعة لمراجعة الذات باطنيا و دعوة للتوبة كي ما نكون شهود حقيقين للرب على خطى هؤلاء القديسين الذين يمنحهم الرب لكنيسته، و أضاف غبطته ان احتفالنا اليوم بالطوباوي شارل دي فوكو هو احتفال الكنيسة كلها ،و أشار الأب البطريرك أن الأخ شارل كان قد اتحد اتحادا وثيقا بالمسيح،و كانت وسيلته هي التعمق في الانجيل و التعبد لسر القربان المقدس ،كما كانت الحياة البسيطة هي أسلوب لحياته للمشاركة الحية في فقر غالبية البشر،و كان يبشر بالانجيل بسلوكه و نمط حياته البسيطة، لا بالكلام و لا بالوعظ ،و التي كانت سببا لجذب الكثيرين ، بعدها هنأ غبطته الجميع بهذه الاحتفالية اليوبيلية المباركة و لترافقنا جميعا شفاعة الطوباوي دي فوكو .

و كان الأخ مينا وجيه من أعضاء الأخوة العلمانية بشبرا الخيمة قد قدم لأهم المحطات الرئيسة في حياة الأخ شارل و التي انتهت بتقديم ذاته ذبيحة حب على مثال سيده .. ” ان لم تمت حبة الحنطة .. تبقى وحيدة ،و ان ماتت أتت بثمر كثير .. ” .

في ختام الذبيحة الالهية و قبيل البركة الرسولية قدم الأستاذ ناجح فرج قصيدة زجلية رائعة عن حياة الطوباوي شارل دي فوكو اسماها ” جافي خرج حلاوة ” نالت رضى الجميع ، ثم تفضل الأخ أمير بتوجيه آيات الشكر لله تعالى على حياة الطوباوي شارل دي فوكو،و لكل الحضور الكريم و مشاركتهم على رأسهم غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق و ترأسه الذبيحة الالهية و للقمص فرنسيس نوير راعي الكاتدرائية و الأب هدية تامر الكاهن الشريك بالكاتدرائية لتفضلهم باستضافة هذه الاحتفالية، و أيضا لكل من كان له تعب المحبة في تنظيم و انجاح هذه الاحتفالية المباركة .

من جانبه ذكر الحبر الأعظم البابا فرنسيس أثناء افتتاح سينودس ” العائلة ” : ” شارل دي فوكو ربما كقليل من الناس قد أدرك بعد الروحانية التي تنبثق من الناصرة،فترك هذا المستكشف العظيم مهنته العسكرية على عجل و هو مفتون برسالة العائلة المقدسة و علاقة يسوع اليومية مع الوالدين و الأقارب، و بالعمل الصامت،و بالصلاة المتواضعة، متأملا بالعائلة المقدسة …… ” .

في لمسة حب و تضامن من الأسرة الروحية للأخ شارل تم توزيع كتيب ” غذاء روحي يومي ” .. تأملات و رسائل الأخ شارل ابتهاجا بهذه المئوية لتكون في صحبة كل شخص على مدى العام في مساعدة لعيش الانجيل و اشعاع لحياة يسوع ، مشيرا الى أنه تم اختيار الجمل التي تتمشى مع المناسبات الدينية الطقسية .

على جانب آخر جاء تنظيم و ترتيب الاحتفال من كافة الجوانب رائعا .. توزيع المطبوعات و الضيافة و غيرها ..   بهمة فريق العمل … الأخوة / ادوار ، عاطف ، هابيل ، جورج ، ملاك .. و آخربن، الى جانب أعمال التصوير مع الأخت ماجي ،و الأخ ميشيل .

تبقى ” صلاة تسليم الذات ” .. أبت … من الصلوات التأملية الرائعة للكنيسة … و التي تعبرعن خبرة روحية عميقة عاشها و اختبرها الأخ شارل .

تجدر الاشارة الى ان الطيب الذكر المتنيح البابا يوحنا بولس الثاني قد تفضل باعلان الأخ شارل دي فوكو طوباويا في الكنيسة الجامعة نحو خطوة لاعلان قداسته على مذبح الرب .

في ذات السياق ذكر الأخ ادوار ابادير ان هذه السنة اليوبيلية ستتضمن العديد و العديد من المناسبات و اللقاءات و الرياضات الروحية و المؤتمرات و الأمسيات و الندوات و التأملات … كما تم انشاء صفحة على ” الفيس بوك ” ( الطوباوي شارل دي فوكو – احتفالات المئوية ) ، لمزيد من التواصل و المشاركة لتعم الفائدة .

تهنئة من القلب لكل الكنيسة و للأسرة الروحية لحبيبنا الطوباوي شارل دي فوكو بالمئوية الأولى لانتقاله للمجد السماوي و ليرسل الرب دعوات كهنوتية و رهبانية رجالية و نسائية على مثاله و مزيدا من الانتشار للأخوة العلمانية و لتشملنا جميعا نعمة الرب بشفاعة أمنا مريم العذراء و الطوباوي شارل دي فوكو .