البابا فرنسيس في كلمته بمناسبة اسبوع الدعوات “طريق الكاهن نحو القداسة تبدأ في الإكليريكية”

البابا فرنسيس في كلمته بمناسبة اسبوع الدعوات “طريق الكاهن نحو القداسة تبدأ في الإكليريكية”

إعداد مراسل الموقع من القاهرة ناجى كامل ، نقلا عن موقع اليتيا

لا يكلّ من التعليم، ففي لقاء مع المشاركين في مؤتمر برعاية مجمع الإكليروس بمناسبة الذكرى الخمسين لإعلان المجمع الفاتيكاني الثاني مرسوم “Presbyterorum ordinis” أو مرسوم الخدمة والحياة الكهنوتية و “Optatam Totius” أو مرسوم الاختبار الكهنوتي، نبّه البابا فرنسيس من فتح أبواب الإكليريكية للذين لديهم مشاكل نفسيّة. وأخبر أنّه عندما كان يعلّم المبتدئين في “جمعية يسوع” أنّ شاباً رسب في الامتحان النفسي وقال لبرغوليو: هؤلاء الفتيان على ما يرام حتى يصلوا الى الكهنوت، عندما يشعروا بالاستقرار التام، تبدأ المشاكل.
وتحدث البابا عن الإصلاح الذي أراده سلفه البابا  بنديكتوس اتّباعه، التعامل مع الدعوات منذ دخولها الدير من اليوم الأوّل، تعزيزها وتغذيتها. طريق الكاهن نحو القداسة تبدأ في الإكليريكية.
الكاهن، قال الأب الأقدس، نشأ في نمط حياة معيّن، وفي العائلة، يتعلّم دروس القيم الأولى، يمتصّ التجربة الروحية، ويعتاد على التفاعل مع الناس. الكهنة ليسوا طفيليات تنبت فجأة داخل الرعية في يوم سيامتهم الكهنوتية، ومن واجب المربين والكهنة تذكّر هذا الأمر، والأخذ في الاعتبار هذا الشيء طوال حياتهم الرعائية.
الكاهن المثالي اضاف البابا، هو في الأصل رجل كامل الإنسانية، يعرف تاريخه الذاتي بكنوزها وجراحاتها، وتعلّم عيش السلام معها، اكتساب صفاء عميق، فيكون تلميذا ليسوع.

التنشئة الإنسانية ضرورية للكاهن قال البابا، لا تهيمن عليه المحدودية، بل وضع مواهبه في الخدمة. ألكاهن هو رجل سلام، يحيط نفسه بالصفاء، حتى في عمق الصعاب. ليس من الطبيعي أن يشعر الكاهن بالحزن، بالعصبية، ألا يقوم برسالته، فهذا أمر سيء له وللرعية.

تذكروا أن الكاهن وجد من أجل الناس، تابع البابا، خدمتهم وليس التقوقع على ذاته بأنانية بل هو موضع ثقة، ليس استبدادي، حازم لكن غير قاس، فرح لكن ليس سطحي. راع ليس مسؤول. الرسالة الكهنوتية هي لشعب الله وللبشرية كلها. الكاهن محاط دائماً بالناس، ليس اختصاصي يأتون إليه ويفعلون ما يأمرهم به، رسالته ليست وظيفة، يعطي النصائح ويعيش بعيداً عن الناس. فنجاح الكاهن يكون في قربه من الناس وعطائه لهم. وليس الكاهن جمعية إحسان أو شخصية رسمية، بل أب وأخ. القرب، إحساس من الرحمة العميقة وعطاء، هذا ما نحتاجه من أجل التبشير، حيث محبة الله اصبحت ملموسة بخدمته.

وتوجّه البابا إلى الاساقفة قائلاً: إنّ مرسوم الإقامة في الرعية لا يزال سارياً، اذا لم تشعروا أنكم تسكنون في رعاياكم، استقيلوا اذاً، متحدثاً عن الأساقفة الذين يسافرون كثيراً وليسوا على تماس مع الرعية. كم نسمع الكهنة يشتكون، إذا اتصل احدهم ولم تتمكنوا من الرد عليه، ارفعوا السماعة من جديد واتصلوا به.