البابا فرنسيس يعرف كيف يلمس القلوب

البابا فرنسيس يعرف كيف يلمس القلوب

مقابلة مع الكاردينال كارلوس أميغو

بقلم سيرجيو مورا

روما, 5 يوليو 2013 (زينيت) – قال الكاردينال أميغو فالييو، عندما يقرأ البابا فرنسيس، “يحصل لي أني في بعض الأوقات أبكي في قلبي”.

الكاردينال كارلوس أميغو فالييو، رئيس أساقفة فخري لسيفيل، كان في روما، الأسبوع الماضي لتقدمة ثلاث كتب حول البابا فرنسيس: “فقط الحب يمكنه أن يخلصنا”، “لا تسمحوا بأن يسرق منكم الأمل” و “أطلب منكم أن تصلوا من أجلي”، نشرت من قبل دار النشر الفاتيكانية.

يشرح الكاردينال الإسباني شخصية البابا فرنسيس وعمله العميق، لقرّاء زينيت.

ما الذي يقوم به البابا فرنسيس لجذب هذا العدد الهائل من الاشخاص؟

لدينا بابا من أميركا اللاتينية، ونحن بحاجة إلى المشاعر كاللاتينيين وسكان أميركا اللاتينية. نحن بحاجة للروح، للفكر وللعقل ولكن ثقافتنا مليئة أيضاً بالمشاعر. ان البابا فرنسيس يشبه ذاته، يتحدث بلغة سهلة، تستعمل في شوارع بوينيس آيرس أو من قبل أشخاص يمكننا الالتقاء بهم في جميع أنحاء العالم. يتحدث عن نصائح جدته ويكرر أقوال من بلاده. والناس تفهم جيّداً كل هذا.

لقد لاحظتم جميعاً أنه يتحدث بشكل سهل جدّاً مقدماً أفكاراً عميقة جدّاً، لأن البابا يعلم بأنه معلّم إيمان. مثلاً، عندما يتحدث عن المسامحة، يستعمل كلمات عذبة، يتحدث عن رحمة يسوع المسيح وحبه، ولكن أيضاً عن مسؤولية أن نلتزم بما وعدنا به في العماد.

ان كلماته قد بدأت بالإصلاح…

أعتقد بأنه، أكثر من إصلاح، إنه تجديد: أكثر من صنع أشياء جديدة، كلمة تجديد تعني هجر كل “الصدأ” الموجود بين الخطأ والإهمال لدى الأشخاص. لا يتعلق الأمر بصنع الأشياء الجديدة بل الإخلاص لجوهر المسيحية. إن هذا التجدد يساعدنا على التطهّر، حتى يظهر على وجهنا وجه يسوع المسيح: هذا ما يعني أن نكون مسيحيين.

ان بساطة الحبر الأعظم هذه هي بساطة إنجيلية، هل تعتقد ذلك؟

انها بساطة حركات وكلمات. ولكن أيضاً بساطة السرّ. سرّ ليس بمعنى الغموض والسحر، أو حائط داخل رأسه، ولكن بمعنى شيء كبير، رائع، سامي، مليء بالنور والبابا يقود بنا نحو هذا السرّ، يدخلنا في قلب الله.

هناك العديد من الأشخاص الذين يأتون ويذهبون نحو الكنيسة: هل هذا فقط بفضل لغة البابا؟

هناك أيضاً القداسة في مبادراته. يمكن اعتبار الماء المقدس مجرّد نقطة مياه توضع على الإصبع. ولكن هذا التصرف يقرب ويحول القلوب. تقودكم هذه التصرفات نحو مجال جديد… عند رؤية ما يقوم به البابا، نشعر بأنه يتحدى ضميرنا، وبأنه يجب أن نتغيّر، ويقول لنا أيّ طريق نتبع، وأين هي الحقيقة.

هل هذا الشعور يمتلكه الكاردينال أيضاً؟

عندما نقرأ بعض الصفحات حول البابا فرنسيس، يجب أن نقرأها راكعين، وفي العديد من المناسبات، لا أقول بأن عيوني بكت، بل بكيت في داخلي… نعم، لقد حصل لي وبكيت في قلبي، عند قراءتي لهذه الأمور الرائعة حقّاً، بالأخص العظات في دار القديسة مارتا. نهتم في بعض الأوقات في أمور الكنيسة إذا كانت تصنع أعمال الخير هذه أو تلك… البابا، ما يهمه أكثر من كل شيء، هو أن نكون أوفياء للإنجيل، أكثر بكثير من جميع الأمور الأخرى.

***

نقلته إلى العربية ماري يعقوب – وكالة زينيت العالمية.