البابا: “لا تستغلّوا الله من أجل تغطية ظلمكم”

البابا: “لا تستغلّوا الله من أجل تغطية ظلمكم”

نقلا عن زينيت : عظة البابا فرنسيس اليوم من دار القديسة مارثا

البابا: “لا تستغلّوا الله من أجل تغطية ظلمكم”

في عظته الصباحية اليوم 20 فبراير من دار القديسة مارتاّ قال البابا المسيحيين مدعوون الى عيش محبة الله ومحبة القريب باستمرار بخاصة في فترة الصوم محذرًا من الذي يتبرّع للكنيسة ويسيء في الوقت نفسه معاملة موظفيه

إنّ الشعب يتذمّر بأنه صام والله لم يرَ ذلك… انطلق البابا من قراءة من سفر أشعيا النبي (58: 1-9) مشيرًا الى أنه يجب التمييز بين الشكل والحقيقة فيسوع انتقد الفريسيين لأنهم يظهرون شيئًا من الخارج بينما هم في الواقع لا يعيشون الحقيقة في قلوبهم. وأشار الى أنّ محبة الله ومحبة القريب هما مرتبطتان ببعضهما البعض وإن أراد أحد أن يتوب فعليه أن يتوب أمام الله وأمام القريب

وقال البابا: “إذا رأينا أحدًا يشارك في القداس كل يوم أحد ويتناول القربان المقدس يمكن أن نسأله: كيف هي علاقتك بموظفيك؟ هل تدفع لهم معاشهم؟ هل أنت عادل معهم؟ هل تدفع لهم بعد التقاعد؟”… وأخبر عن نساء ورجال الإيمان بأنهم يتبرّعون بشيكًا للكنيسة ولكنهم لا يحسنون معاملة أفراد بيتهم وموظفيهم ويظنون أنفسم بأنهم أسخياء إنما لا يمكنهم من خلال تقدماتهم للكنيسة أن يخفوا ظلمهم وهذه خطيئة عظيمة بحسب ما أشار اليها البابا “أن يتمّ استغلال الله من أجل تغطية ظلمنا”

وتابع البابا ليقول بإنّ الصوم هو ليس الامتناع عن أكل اللحم يوم الجمعة أو القيام بعمل صغير ثم تغذية أنانيتنا واستغلال الآخرين والسخرية من جهل الفقراء بل الصوم هو الاقتراب أكثر من الله ومن القريب بشكل ملموس أكثر. وقال: “من المهمّ أن نشكر الربّ! ولكن قولوا لي هل فكّرتم يومًا بأولئك الذين يدخلون الى المستشفى من دون ضمان اجتماعي فيضطرون الى الانتظار ست وسبع وثماني ساعات من أجل أن يصل دورهم هذا إن لم يكونوا يواجهون مشكلة طارئة”

ثم ختم البابا: “إنّ الصوم يفيدنا في التفكير في الآخر: ماذا يمكنني أن أفعل من أجل الأطفال والمسنين الذين لا يقدرون أن يذهبوا ليزوروا الطبيب هم من يضطرون لانتظار ثماني ساعات من أجل أن يصل دورهم. ماذا تفعلون من أجل هؤلاء الأشخاص؟ كيف تعيشون صومكم؟ تقولون: “أشكرك يا رب لديّ عائلة ونعيش بحسب الوصايا ولا نعاني من أي مشكلة…؟ ولكن هذا الصوم يطلب منكم أن تفكّروا بأولئك الذين خالفوا الوصايا ومن أخطأوا فدخلوا السجن”. ستقولون: “ولكن هؤلاء الناس هم من وقعوا ولست أنا… نعم أنت لم تدخل السجن لأنّ الرب ساعدك على ذلك ولكن أبقِ في قلبك المسجون المكان لغيرك. هل تصلّون من أجلهم حتى يساعدهم الله ليغيّروا حياتهم؟”