البابا: هكذا يجب أن نعيش الحياة المسيحية!

البابا: هكذا يجب أن نعيش الحياة المسيحية!

نانسي لحود

علق البابا على ليتورجية اليوم من كتاب أعمال الرسل وقال أنه لا يوجد فقير وجميع الخيرات موزّعة بحسب الحاجة، وهناك كلمة واحدة بإمكانها أن تلخّص مشاعر الجماعة المسيحيّة الأولى وأسلوب حياتها بحسب الوصف الذي يقدّمه لنا كتاب أعمال الرسل وهي: التناغم. ولكنّها كلمة ينبغي علينا أن نتّفق على معناها لأنها لا تعني مجرّد اتفاق وإنما عطيّة من السماء للذين، وكما يختبر المسيحيون الأوائل، يولدون مجدّدًا من الروح القدس.

الى جانب ذلك ووفق الإذاعة عينها قال البابا فرنسيس أنه “يمكننا أن نقوم باتفاقات ونقيم نوعًا من السلام ولكنّ التناغم هو نعمة داخليّة وحده الروح القدس قادر على تحقيقها، وهذه الجماعات كانت تعيش بتناغم، والتناغم يحمل علامتان: لا وجود لأي معوز أي أن كل شيء كان مُشتركًا، بأي معنى؟ لقد كانوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة، لا يَقولُ أَحدٌ مِنهم إِنَّه يَملِكُ شَيئًا مِن أَموالِه، بل كانَ كُلُّ شَيءٍ مُشتَرَكًا بَينَهم. من المهم ان نعلم بأن المال هو عدو التناغم، والمال هو أناني ولذلك فالعلامة التي يعطيها التناغم هي أن الجميع كانوا يعطون ما يملكونه لكي لا يكون هناك معوزًا بينهم.”

أضاف فرنسيس مسلّطًا الضوء على المثال الذي يقدّمه لنا نص أعمال الرسل في برنابا “الذي كانَ يَملِكُ حَقلاً فَباعَه وأَتى بِثَمَنِه فأَلقاهُ عِندَ أَقدامِ الرُّسُل. ولكن الآيات التي تتبع والتي لا تحتويها قراءة اليوم تقدّم لنا حدثًا آخر يتناقض مع الحدث الأول وهي قصّة حننيا وسفيرة اللذان باعا ملكًا لهم واقتطعا قسمًا من الثمن واحتفظا به لنفسيهما وأَتيا بالقِسمِ الآخَر فأَلقياهُ عِندَ أَقدامِ الرُّسُل مُتظاهرين بأن هذا هو المبلغ الكامل، ولكن كان ثمن هذا الخيار مرًّا جدًّا لأنه تسبب بموت حننيا. إن الله والمال هما سيدان مختلفان ولا يمكن خدمتهما معًا في الوقت عينه. ولذلك لا يمكننا أن نخلط بين التناغم والسكينة.”

تابع البابا فرنسيس يقول يمكن لجماعة ما أن تعيش بهدوء وأن تسير جميع الأمور فيها على ما يرام ولكن هذا الأمر ليس تناغمًا.

ختم البابا أخيراً قائلا “إن تناغم الروح القدس يعطينا موقفًا ثانيًا: القوّة التي من خلالها كان الرسل يشهدون لقيامة الرب يسوع إذ كانوا كلّهم يتحلّون بالشجاعة. وبالتالي عندما يوجد التناغم في الكنيسة والجماعة توجد أيضًا الشجاعة للشهادة للرب القائم من الموت.”

عن زينت