الكنيسة في وجه الاتجار بالبشر

الكنيسة في وجه الاتجار بالبشر

بقلم فريق زينيت

الولايات المتحدة الامريكية, 27 يوليو 2015 (وكالة زينيت)

كان الاتجار بالبشر يسمى عبودية العصر الحديث وهو يؤثر على عشرات الملايين كل عام وهو وباء صامت حتى داخل الولايات المتحدة. لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لمكافحة الاتجار بالبشر بحسب قول الخبراء وبعض الذين عانوا من الموضوع ويبدأ الأمر مع فهم ما هو الاتجار بالبشر حقّاً. ولكن في حين تتخذ مبادرات تقوم على التوعية والوقاية على مستويات مختلفة في جميع أنحاء البلاد، قد يكون جزءا رئيسيا من جهود مكافحة هذا النشاط في خطر. تقول إحدى الناجيات أن الفكرة التي اخذها الجميع عن الاتجار ليست هي الحقيقة، وقد تحدثت في مؤتمر عقد حول موضوع الإتجار بالبشر في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية وكان عنوانه ،”ردا على نداء البابا فرنسيس: استجابة كاثوليكية أميركية لعبودية العصر الحديث”.

الاتجار بالبشر يأخذ أشكالا مختلفة: يتم تجنيد الضحايا ونقلهم، تحت الإكراه أو التهديد أو استخدام القوة، ويتم استغلالهم من خلال العمل القسري، والإكراه الجنسي أو نزع الأعضاء. على الصعيد العالمي، تقدر منظمة العمل الدولية أن أكثر من 20 مليون شخص من رجال ونساء وأطفال – هم حاليا ضحايا الاتجار بالبشر: محاصرون في وظائف أو خدمات خدعوا من أجل الانضمام اليها ولا يمكنهم أن يتركوها بحرية.

وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، يتم تهريب ما بين 600000 و 800000 شخص عبر الحدود الدولية كل عام، في حين تقدر وزارة العدل أن أكثر من 17000 شخص يتم الاتجار بهم في الولايات المتحدة نفسها. وقد حددت وزارة العدل أيضا أن 83 في المئة من الضحايا في حوادث الاتجار بالبشر هم ضحايا أهداف جنسية. وفي الوقت نفسه، 67 في المئة من ضحايا الاتجار بحسب الوزارة، هم من المهاجرين غير الشرعيين، مع 28 في المئة إضافية تتألف من المهاجرين الموثقين.

هذا وأضافت قائلة: “نعتقد أن هذا يؤثر فقط على الناس الفقراء”، ولكن في الواقع، الأثرياء يستهدفون أيضا، وليست الفتيات فقط هن اللواتي يقعن ضحيات الاتجار، ولكن الأولاد أيضا، مضيفة أن جميع الأعراق هي هدف للاستغلال. ليس من الضروري أن يكون الضحايا من الشباب فمن السهل التلاعب بالأطفال، لافتة إلى أن متوسط سن الدخول إلى الاتجار بالجنس بين 11 و 14 سنة. أما موضوع الإتجار بالبشر فيبدأ بمقابلة أحد ما في الجوار وفي كثير من الأحيان لا يعي الأهل ذلك ولا يعلمون بأن أولادهم التقوا بتاجر لأن الأولاد لا يتحدثون إلا عندما تميل الأمور نحو الأسوأ.

العديد من المواد الغذائية الشائعة، مثل الخس والطماطم، يتم حصدها اليوم من قبل العمال المتاجر بهم، لأن ذلك يسمح للشركات أن تتجاهل ما إذا كان جميع العمال هم هناك بإرادتهم الحرة. وأما السوق في هذه الحالة فهو سيف ذو حدين فهو يساعد في خلق هذه المشاكل ولكن يمكن أن يتم استخدامه كجزء من الحل. كيف يكون الحل؟ الحل هو بأن تتصل الشركات وتهتم بمعرفة أمور تتعلق بهؤلاء الأشخاص.

أخيرًا، خدمات الإغاثة الكاثوليكية ومجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة هما من الجماعات الكاثوليكية البارزة التي لها شراكة مع وزارة الخارجية في أعمال مكافحة الاتجار بالأشخاص. مع انتشارها الواسع ومع العدد الكبير من الناس على الأرض في مختلف المجالات، تمت الإشادة بالجماعات الدينية كشريك هام في مكافحة الاتجار بالبشر.

***

نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية