تأسيس سري الافخارستيا والكهنوت.. مقال للاب ابرام ماهر

تأسيس سري الافخارستيا والكهنوت.. مقال للاب ابرام ماهر

( قدس الاب ابرام ماهر وكيل كلية العلوم الدينية و اللاهوتية ” الاكليريكية  ” بالمعادى )

” في يوم خميس الأسرار، حيث أسس ربنا يسوع المسيح سري الافخارستيا والكهنوت كي يجعل نفسه حاضرا فينا ويجعل أنفسنا حاضرين فيه، أنتهز الفرصة وأطلب من الجميع، إكليروس وعلمانيين، أن نصلي من أجل كل الكهنة، أن يكونوا بحياتهم على مثال معلمهم، شهود حقيقيين له بتقدمة ذواتهم، تقدمة حقيقية، حية مقدسة مرضية، كما أشارك كل أخوتي الكهنة بكلمات الكاهن البندكتيني أنسيلم:
في الافخارستيا، ألتقي يسوع شخصيا ، أتناول حبه المتجسد واشربه حتى يترسخ في كلية، في هذا الاحتفال الإفخارستي، أقدم حياتي اليومية، طالبا الى الله، أن يحولها ويملأها بروح يسوع، ففي صلاة حلول الروح القدس على القرابين التي اتلوها، باسطا يداي فوق الخبز والخمر، طالبا من الروح القدس، أن يساعدني في عملي، ونزاعاتي، ويحول رغباتي وخيباتي، كي تشع بروح يسوع، فأتمنى ألا يحضر يسوع في الخبز والخمر وحدهما فقط، بل في كل ما أفكر فيه، وأقوله، وأقوم به. فليكن كل شئ إشارة الى حضور يسوع، كل شئ يحدث بحضور يسوع وبمساعدته، خبز الانسان وخمره، قوت القلب وفرحه، وعندما أتناول من جسد الرب ودمه في الخبز والخمر، يتدفق حب يسوع في حياتي، مضيفا عليها طعما ومذاقا جديدا، فيصبح قلبي كله مليئا بهذا الحب، محاولا، بكل قلبي، وحواسي، أن اسلم ذاتي حقا ليسوع.
فلنتذكر نحن الكهنة أننا شهود يسوع وعلامة لحضوره بين اخوتنا، فلا نكون بضعفنا سبب عثرة لاخوتنا او نكون حواجز تحول بشكل او اخر دون اقترابهم من يسوع، فمهما كانت نياتنا او قسوتنا احيانا في توجيه شعبنا فلا نجرحهم او نكسر مجاديفهم، فلا يظنوا بكلماتنا الجارحة احيانا، انهم عالة على المجتمع.
كل عام وأنتم بخير في عيد تأسيس سر الكهنوت
وكل عيد كهنوت وأنتم دائما بخير.
الحصاد كثير والفعلة قليلون، أطلبوا الى رب الحصاد ان يرسل فعلة لحصاده.