حوار مع رفيق الخدمة أبونا جريش فى وداع الاب يوسف مظلوم

حوار مع رفيق الخدمة أبونا جريش فى وداع الاب يوسف مظلوم

مايكل فيكتور  – وطني
 
انتقل الى الامجاد السمائية الاب يوسف مظلوم الفرنسيسكانى بعد حياة حافلة بالروحانيات و الصلاة و البساطة و التواضع فى خدمة الله و كنيسته المقدسة، حاملاً صليب المرض بكل ايمان و رجاء و صبر.. و ستقام صلاة الجناز على جثمانه الطاهر الرابعة عصر اليوم الخميس 23 يناير بكنيسة سان جوزيف بوسط القاهرة.
 
و للاب يوسف مظلوم مكانة كبيرة و شغل خدمات عديدة طوال حياته، لذا حرص موقع وطنى أن يكشف عن سيرة هذا الخادم الامين، فحدثنا صديقه و رفيقه فى الخدمة المقدسة و الاقرب له.. الاب رفيق جريش راعى كنيسة القديس كيرلس للروم الملكيين الكاثوليك بالكوربة و رئيس المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية بمصر فقال:
 
الأب يوسف مظلوم الراهب والصحفي استطاع أن يدير رسالة باقتدار فقبل أن يكون رئيس تحرير حامل الرسالة دَرَسَ اللاهوت في القدس بعد رسامته كاهناً مباشراً وبعودته إلى مصر عين في عدة مراكز منها كاهن رعية القديس يوسف بوسط القاهرة لمدة 28 سنة كذلك مديراً للمركز الكاثوليكي للسينما لمدة ثلاثون عاماً.
 
عن نشأته قال: ولد الاب يوسف في القاهرة عام 1935 من عائلة مكونة من ثلاثة أطفال ومن أصل لبناني . وكان الولد الوحيد ، وحبه للغة العربية ورثه من والده الذي كان محباً للغة العربية وصديق حميم لخليل مطران . لذلك يقول الأب يوسف مظلوم “عندما اقترح على الأب منصور مستريح أن ادرس اللغة العربية لم أتردد فالأب مستريح كان يكتب عاموداً ثابتاً باسم ” فكر ودين ” كما كان يصحح الجريدة فهو موسوعة حقيقية كما يصفه الأب مظلوم ويستكمل الأب مظلوم قائلاً لقد عدت الثانوية العامة مرة أخرى في بداية السبعينات ثم حصلت على ليسانس في الأدب العربي ثم ماجستير عام 1981 وعند استرجاعه لجميع ذكرياته يأخذ صوته نبره فرحه ويشرق وجهه.
 
و عن علاقته و محبته لجريدة حامل الرسالة قال الاب جريش، الأب مظلوم كان دائماً يقول “عندما بدأت أكتب كنت متأثراً من مقالات الصحفي محمد زكي عبد القادر الذي كان قد تعاون مع حامل الرسالة فقد تأثرت به دون أقلده ومع مرور الوقت تعرفت على كثير من الصحفيين والمفكرين والكتاب الذين كانوا يجتمعون في صالون عبد القادر ثم بدأت أترجم بعض الكتب فهذا كان انفتاحاً على آداب الفكر الغربي وانفتاحاً على أخر الإصدارات التي قلما استطاع  المفكرون الحصول عليها وأول كتاب ترجمته كــــــــان ” كلام رجالة ” لروجيه جارودي الذي فيه أعلن تركه للشيوعية.
هكذا كان حامل الرسالة تلعب دوراً مهماً حيث كان ينشر الترجمات والتي بدورها كانت تنعش حوارات في مكاتب حامل الرسالة ورويداً وريداً أصبح لحامل الرسالة صدى عند المثقفين على أمثال الدكتور حسين فوزي الذي كان يستحسن ما نصدره.
 
و أضاف صديق عمره الاب جريش ان الأب مظلوم تحاور مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ وعبر له عن  إعجابه بكتاب ” أولاد حارتنا ” وكذلك الكاتب الكبير توفيق الحكيم حيث تأثر الأب مظلوم بكتابه ” عودة الروح ” وأيضاً يوسف السباعي التي يقول عنه الأب مظلوم أن رواياته جعلتني أضحك وابكي . كذلك تعرف الأب مظلوم على صلاح طاهر وعلى لويس عوض وحسنين هيكل وإحسان عبد القدوس و أسماء ووجوه كثيرة تحفر في ذاكرة الأب مظلوم وتأثره حيث يقول تعلمت منهم التواضع والصبر والجلد .
 
و أختتم الاب رفيق قائلاً ان الاب مظلوم  بطلعته البهية ووجه المشرق كان يستقبل زواره باذرع مفتوحه علامة استقباله وما أن يدخل المرء إلى مكتبه تسترجع سنوات وسنوات من الماضي ليس فقط مكتباً يوجد فيه كتب وقصاصات الجرائد التي اصفرت من الزمن ولكن حنين إلى الماضي نكتشفه منذ بداية الحديث . وما أن يتكلم الأب مظلوم عن حامل الرسالة يتأثر صوته ووجهه وما أن يجلس على مكتبه في مكاتب حامل الرسالة بشارع عدلي يسترجع كثير من ذكرياته . تعنى هذه المكاتب عينها وبجانب لقاءاته وحواراته مع الشخصيات قد خزف الأب مظلوم مع معاونيه حامل الرسالة كل أسبوع ولذا نراه بكثير من الامتنان أمام ألبوم الصور بالابيض والاسود نراه معاونيه وشخصيات كثيرة ومعروفة . والذي أغلبهم قد توفوا . فالكلمات في تأثره تهرب منه ولكن أمام كل صورة طرائف  .