كتب سليمان جندى مراسل الموقع من الاقصر :
” يقوم قداسة البابا فرنسيس بزيارة رسمية لجمهورية مصر العربية يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر ابريل القادم .
في تاريخ الامم وحضارات الشعوب لمصر مكانة ومكانا يعرف الجميع قدرها وقامتها
ولا ينازعها مكانتها الرفيعة ومكانها المتقدم في علوم وعمارة وفن وفكر وعقيدة بل يعرفون ذلك عنها ويقدرونه ويجلونه أكثر من ابنائها .
تملك ارض الكنانة موقعا جغرافيا فريدا متوسطا جعل منها همزة للوصل بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب وجعلها في احييان كثيرة لهذ السبب مطمعا شهيا وهدفا ثريا للكثيرين .
كانت ولازالت …..علي الرغم من وهن عارض اصابها …..واحة امان تستقبل بأذرع ممدودة وقلوب مفتوحة من لجأ او التجأ لها قديما وحديثا .
تعايش ابنائها بمختلف عقائدهم و تنوع ضمائر أفئدتهم وتعدد مذاهبهم علي ضفاف نيلها ومن خيره طوال عصور كثيرة علي الرغم من صعوبات واضطهدات شملت في احيان كثيره جلهم وفي احيان اخري بعضهم .
في السنوات الاخيرة دخلت مصر وابنائها في خبرات سياسية واجتماعية كان لها مردود ايجابي في نواحي متعددة واخري سلبية في نواح اخري .
لعل من اهم الخبرات الايجابية التي اصبحت لدي الكثيرين يقينا وهي ضرورة العمل دائما علي تقوية النسيج الاجتماعي واكتشاف المهترء في اجزائه ورتقها والقاء الضوء علي ما لدينا من نقاط قوة والعمل علي الافادة منها ووضعها دائما في دائرة الضوء .
تأتي زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر في هذا التوقيت الذي تحاول فيه مصر أن تخرج من سنين اجبرتها ظروف داخلية وخارجية علي الانكفاء الذاتي والبقاء في دوامة كان يخشي ان تجرها لأعماق سحيقة لا خروج منها الا بشق الانفس .
تحاول مصر ان تنفتح علي عالم يدعوها بالحاح ان تأخذ من جديد مكانة لا يستطيع غيرها ان يعتليها لأنها لعملاقة التاريخ والحضارة والمكان والمكانة .
قداسة البابا فرنسيس اتي ملبيا دعوة من رئيس هذا البلد وردا لزيارة فضيلة شيخ الازهر وتتويجا لحوار بدأ وهوممتد وسوف يستمر بين مشيخة الازهر وما تمثله في العالم الاسلامي والفاتيكان ومكانتها الروحية بين مسيحي العالم.
اربعة اعوام مرت منذ ان اعتلي قداسة البابا فرنسيس كرسي القديس بطرس وهو يقدم للجميع رسالة محبة وسلام بكل اتضاع ورحابة صدر .
فتح حوارا مع الجميع واضعا امام عينيه مثالا حيا هو سميه القديس فرنسيس الاسيزي الذي قام منذ مايقرب من ثمانية قرون وفي ذروة الحروب الصليبية بالذهاب لمعسكر السلطان الكامل في دمياط فاتحا معه ومع علماء المسلمين حوارا مثمرا يعتبر الاهم والاقدم في الحوار الاسلامي المسيحي .
اليوم وتذكارا لهذه الحدث التاريخي تأتي هذه الزيارة لمصر .
تقوم الكنيسة الكاثوليكية ايضا بفتح حوار هذفه النهاية هو الوحدة بين مختلف الكنائس .
استهل قداسة البابا تواضروس ايام خدمته بعد اختياره بابا للاسكندرية وبطريركا للكنيسة القبطية الارثوذكسية زيارة للفاتيكان والتقي بقداسة البابا فرنسيس وكان من اول المهنئين له بأنتخابه علي رأس الكنيسة الكاثوليكية .
اليوم ومن خلال هذه الزيارة يرد الزيارة ويستأنف الرجلان حوارا عميقا بين الكنيستين .
غبطة البطريرك ابراهيم اسحق بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية الاباء المطارنة اعضاء السينودس في لقائهم في حاضرة الفاتيكان منذ اسابيع قليلة كانت دعوتهم لقداسته لزيارة مصر والتي وعدهم قداسته بتلبيتها في اقرب وقت و, كانت سعادتهم غامرة بأن التلبية بهذه السرعة .
فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر الشيخ احمد الطيب ابن الاقصر البار الذي عمل بكل قوته علي انجاح الحوار بين الازهر والفاتيكان في جولته التي تمت بمشيخة الازهر منذ اسابيع قليلة ونيافة الانبا عمانوئيل عياد مطران كرسي طيبة واحد اعضاء لجنة الحوار الاسلامي المسيحي ومنثق زيارة قداسة البابا لمصر والمتحدث الرسمي لها يجمع بينهما
الانتماء العميق لهذا الوطن واحترام وتقدير الاخر .
