سكّان معلولا : “هدفهم إلغاء المسيحيّة”

سكّان معلولا : “هدفهم إلغاء المسيحيّة”

عناصر من الجيش الحرّ وجبهة النصرة نسّقوا هجوم معلولا

بيروت, (زينيت)

بدأ هجوم الإسلاميين على معلولا حين انفجرت سيّارة يقودها انتحاري على أبواب القرية وحينها، راحت مجموعات مسلّحة تهدّم أبواب بيوت مسيحيّي هذه القرية وتُثير الذعر في نفوسهم، وذلك بحسب ما أعلمت مصادر وكالة آسيانيوز.

ويصف الناجون من هجوم معلولا الذي دام من ٣ إلى ٧ أيلول أنّ عناصرَ من الجيش الحرّ وجبهة النصرة قد قاموا بتنسيق هذا الهجوم لدخول القرية وإبادة المسيحيّين بهدف إلغاء المسيحيّة.

فالثوّار الإسلاميّون قاموا بقتل ثلاثة مسيحيّين بعدَ أن رفضوا إنكار دينهم وقاموا بخطف ٦ آخرين، يبقى مصيرهم غامضًا حتّى هذه الآونة.

وتخبرُ شاهدة عيّان أنّها هربت مع زوجها وابنتها حين سمعت الثوّار قادمون إلّا أنّ هؤلاء الآخرين لحقوا بهم وحطّموا تمثال العذراء عندَ مدخل المنزل وأجبرَ الإسلاميّون زوجها على إنكار دينه.

وبعدَ أن تذكّرت كلام وزير الخارجيّة الأميركيّة جون كاري حين وصف الجيش السوري الحرّ بأنّه معتدل، صرّحت أنّ الإعلام الغربي قد فقد كلّ مصداقيّته.

لطالما عاش المسيحيّون والمسلمون في معلولا في جوّ من التعاون والثقة إلّا أنّ الهجوم على معلولا قد خلق جوًّا من الحزن وبات المسيحيّون الذين هاجروا معلولا أنّ بعضًا من جيرانهم المسلمين كانوا متورّطين في الهجوم الذي هدّم قريتهم.
أمّا سكّان معلولا فغادروها ليقيموا في باب توما وهي قرية مسيحيّة في دمشق أو رحلوا إلى لبنان ليقيموا عندَ بعض الأقارب ولا يعيش أي من المسيحيّين النازحين في خيم.

والآن تفرّق سكّان هذه القرية المسيحيّة التي ما زالت الآراميّة، لغة يسوع تُحكى فيها.

وأقيمَ قدّاس يوم ٢٤ أيلول في بيروت من أجل سكّان تلك القرية.

ولا يزال البعض يتساءلون عن سبب الهجوم على معلولا وهل أنّ المسيحيّة هي المستهدفة كما خرّبت الطالبان تماثيل البودا في أفغانستان معتقدين أنه من خلال القيام بذلك يقضون على المعتقدات والخرافات القديمة.

ويفيدُ شهود عيّان أنّه قد توالى حرق الإطارات في أسفل التلال باتجاه بعض المنازل في الحي المسيحي، ولقد أطلق مسلحون النار على خزانات الوقود قرب المنازل من أجل إضرام النار فيها وتُعتبرُ هذه الإجراءات إشارة واضحة إلى أن المسيحيين لم يعودوا موضع ترحيب في مدينتهم.

 وما من شكّ، أن تشتت الجماعة المسيحية في معلولا يهدد التراث الثقافي الذي لا يُقدّر بثمن في تلك القرية.