قد جاهدت الجهاد الحسن ، أكملت السعي ، حفظتُ الأيمان ، وأخيراً قد وُضع لي إكليل البر ، الذي يهبُه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل

قد جاهدت الجهاد الحسن ، أكملت السعي ، حفظتُ الأيمان ، وأخيراً قد وُضع لي إكليل البر ، الذي يهبُه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل

كتب باهر رضا دويدة – مراسل الموقغ من الاقصر

اليوم توارت شمس مدينة الأقصر حزناً في وداع أبينا المتواضع مثلث الرحمات الأنبا يؤانس زكريا مطران كرسي طيبة للأقباط الكاثوليك …..نعم اليوم توارت الشمس حزينة وكأنها تشارك أبناء الإيبارشية في فقدان أبيهم ….الرجل البسيط في محبته ….المحب لإبنائه ….الرجل الذي جعلنا نفهم ونعي ما قاله يشوع ابن سيراخ “إذا جــعلـــوك رئيــــساً فلا تتكـــــبر بل كـــــــــن بينهــــم كواحـــد منهـــــم.” {سير32: 1} كان حاضرا دائما في أفراح أبنائه وأيضا في أحزانهم ….يلبي دعوات أبنائه وبناته…. يشاركهم …يذهب شارحا كلمة الحياة طالبا دوما الصلاة …بل كان يقول ويكرر كثيرا في عظاته ليكن في كل منزل كتاب مقدس مفتوح …فيكون كقلبك مفتوح لإستقبال كلمة الله ….يستقبل ذاك الذي يقف خارجاً قارعاً منتظرا من يفتح له فيدخل معه ….نعم هذا هو سيدنا نيافة الأنبا يؤانس لمن لا يعرفه …بل إنه كان دوما يطلب من أبنائه أن يصلوا لأجل ضعفه …
اليوم تجمع الأبناء والأحباء ….للصلاة من أجل أبيهم الذي كان دوما يصلي لأجلهم ….
شارك في خدمة القداس الإلهي غبطة أبينا الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر والمهجر وغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الكاثوليك الذي قام بقراءة الإنجيل وآبائنا الأساقفة وبحضور القاصد الرسولي المطران برونو موزارو وبحضور لفيف من الرهبان والراهبات والكهنة من كافة الإيبارشيات حيث بدأ القداس الإلهي في تمام الساعة العاشرة صباحا وبعد انتهاء القداس الإلهي بدأ شمامسة الكنيسة في التسبيح بالألحان وحضر وفد من آباء الكنيسة الأرثوذوكسية بنقادة وقوص موفدين عن أسقف المدينتين وشاركوا في قراءة المزامير ثم بدأت صلاة الجناز في تمام الواحدة ظهرا وحضر من أساقفة الكنيسة الأرثوذوكسية نيافة الأنبا يوساب أسقف محافظة الأقصر والأنبا يواقيم أسقف عام ارمنت واسنا وحضور العديد من الرهبان بالأديرة التي بداخل المحافظة وبعد انتهاء صلاة الجناز بكنيسة مار جرجس انطلق موكب الجناز يتقدمه الكشافة وطلبة المدارس حاملين اللافتات والصلبان والورود ثم صفوف الشمامسة مرتلين الألحان وصفوف الرهبان والراهبات والكهنة من مختلف الرهبانيات الكاثوليكية ووسطهم غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق وغبطة أبينا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام والقاصد الرسولي والآباء الأساقفة في موكب مهيب أمام نعش مثلث الرحمات الأنبا يؤانس انطلق الموكب المهيب في اتجاه مطرانية الأقباط الكاثوليك علي كورنيش النيل بمشاركة أعداد غفيرة من الشعب وكانت الشمس متوارية وقبل الوصول إلي مقر المطرانية حلقت الطيور بالسماء فوق الموكب عدة مرات وكأنها تلقي نظرة الوداع علي أبينا المتنيح …..
بألحان الشمامسة وقرع أجراس الكنائس الأرثوذوكسية والكاثوليكية والأنجيلية في طريق الموكب ودعت الأقصر وأبنائها أسقفها المتواضع ….وبدأت مراسم العزاء من السادسة مساءا حيث كان غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق وباقي الأساقفة في استقبال المعزين من المسئولين حيث حضر محافظ مدينة الأقصر وباقي القيادات الأمنية والسياسية والدينية بالمحافظة .
في وداعك يا سيدنا نحن فرحون لأنه قد صار لنا شفيعا أمام عرش النعمة ….نعم فرحون فنحن لا نحزن بل كما قال الكتاب “…….لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم .”{1تس4: 13} نعلم يا سيدنا بأنك لن تنسانا نحن نسمع صوتك قائلا مع أشعياء النبي “فرحاً أفرحُ بالرب . تبتهج نفسي بإلهي ، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص……”{اش61: 10} هنيئا لك يا سيدنا تلبية النداء هنيئا لك أيها العبد الأمين كنت أميناً إلي المنتهي لذلك استحققت إكليل الحياة الأبدية – ” “…..كُن أميناً إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة.”{رؤ2: 10} – عزائنا بأنك تشفع لنا يا أبينا .
عشت بيننا كملاك وتركتنا في صمت دموعنا تغلبنا فالفراق صعب ولكنك تذكرنا بكلمات الحياة “…..لــــي اشتهاء أن انطـــــلق وأكون مـــع المسيـــــح ، ذاك أفضـــــل جــــــداً .” {في1: 23} فالأرض هي أيام غربتنا وموطننا هو السماء حتي نلقاك ….وداعا أيها الأب الوديع والمتواضع وداعا فلربما تفتقد ابتسامتك وكلماتك ولكن روحك معنا وصلواتك تشفع لنا
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
“ارجعـــي يــا نفســـي إلــي راحــتك،لأن الـرب قد أحسن إلـيكِ.لأنَّك أنقذت نفســي من المـوت،وعينــي من الدمـعـةِ،ورجلــي مــــن الـــزلق.”{مز116: 7 -8}