كلمة القائم بأعمال السفارة البابوية في دمشق المونسنيور توماس حبيب في يوم الطفولة العالمي

كلمة القائم بأعمال السفارة البابوية في دمشق المونسنيور توماس حبيب في يوم الطفولة العالمي

اعداد مراسل الموقع – ناجى كامل

كان الرب يحب الأطفال ويحتضنهم (مر 16/ 10)
غبطة أبينا البطريرك غوريغوريوس الثالث لحام الكلي الغبطة
صاحب النيافة المطران جوزيف العباسي الجزيل الاحترام
يطيب لي في هذا الاحتفال بمناسبة يوم الطفولة العالمي أن أتوجه بكلمة صغيرة عن الأطفال الذين هم البسمة البريئة، ورؤية الحياة بسيطة سهلة خالية من المشاكل والهموم، هي عالم وردي تملأه الأحلام السعيدة، هي القلب الأبيض الذي لا يشوبه شيء ولا يمتلئ إلّا بالحنان والحب، هي المسامحة والعفوية في كل شيء. الطفولة من أجمل مراحل الحياة وأعذبها حيث يكون الطفل في منتهى البراءة والصفاء لا يشغل تفكيره سوى ألعابه ومحيطه، هم الضحكة البريئة والقلب الصافي حيث لا أحقاد ولا تفكير ولا حساب إلا لليوم الذي يعيشه. الطفولة هي ربيع الحياة وبراعمه المتفتحة التي تملأ الدنيا بروائح زكية عطره، وهي الأحلام والأمل وهي كقطرات الندى فوق الورود الجميلة في صباحات الحياة المشرقة. فالأطفال هم نواة الجيل المُقبل. إن أحسنَّا إعدادهم، أمكننا ضمان جيل سليم نافع. أمَّا إن أهملناهم أو أسأنا معاملتهم، فتكون النتيجة كارثة اجتماعية في المستقبل. ولذلك فالأطفال هم وديعة في أيدينا، سنُقدِّم عنها حساباً أمام اللـه والوطن. وهذه المسئولية تشمل الأسرة والمدرسة والمجتمع ودور العبادة وكافة أجهزة الدولة.
لذلك من هنا نوجه العالم نحو الوضع المأساوي، لاسيما بحق أطفال: “سورية الحبيبة”، يتعرض الأطفال لأكثر من خمس سنوات إلى الإصابة، والصدمة، والقتل في هذه الحرب القاسية. والحرمان من التربية والتعليم بسبب فروض فرضت عليهم قتلت البراءة في نفوسهم، وكثيرين منهم فتحوا أعيونهم البريئة من أرحام أماهتهم وهم لم يعرفوا السلام أو يتذوقوا طعم الأمان والأطمئنان. وقد دافع الرب عن الأطفال: فقال “من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحي، ويغرق في لجة البحر”. (مت18:5) (لو17:2) وقال إنه ليست مشيئة أبيكم الذي في السموات أن يهلك أحد هؤلاء الصغار (مت 18:14). فدموعهم ومعاناتهم صرخة نحو السماء”. وفي هذا السياق دعا قداسة البابا فرنسيس، يوم الأحد، إلى المشاركة في هذه المبادرة. وقال: “بمناسبة اليوم العالمي للطفل، في الأول من حزيران، ستحتفل الجماعات المسيحية معاً في سورية، الكاثوليكية والأرثوذكس، بصلاة خاصة من أجل السلام ينظّمها الأطفال أنفسهم”. وأضاف: “إن الأطفال السوريين يدعون أطفال العالم ليتّحدوا معهم بالصلاة من أجل السلام”.
فقداسة البابا في كل مناسبة مؤاتيه يحث العالم بأهمية أن يحاط الطفل بالحماية من جميع الممارسات التي قد تدفع إلى التمييز العنصري أو الديني أو أي شكل آخر من أشكال التمييز أو الاستغلال الجسدي، ويجب أن ينشأ في مجتمع ملؤه الحب والتسامح، فهؤلاء الصغار يريدون السلام ليس إلا.