لماذا يضيف بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك علي لقبه مدينة الإسكندرية؟

 

يتساءل الكثيرون علي لقب بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، لماذا يضيف علي لقبه مدينة الإسكندرية ؟… مع العلم  أن كرسي الإسكندرية يجلس علية بطريركا وهو الأنبا إبراهيم الجالس علي عرش مار مرقس الرسول تلميذ القديس بطرس الرسول هامة الرسل. رغم أن التاريخ يسطر لنا أن الحبر الروماني البابا لاون الكبير يسرد الآتي ” لا يفقدنّ كرسي الإسكندرية شيئا من الشرف الذي ناله من القديس مرقس تلميذ القديس بطرس الرسول” وقد وضع في القرن الخامس دير القديس إسطفانوس داخل أسوار الفاتيكان بروما تحت تصرف الأقباط الكاثوليك الذين لجئوا إلي روما أثناء الاضطرابات التي اجتاحت مصر عقب مجمع خلقدونية المنعقد عام 451 علاوة علي ذلك يسطر بالإضافة إلي ذلك يدافع عن حقوق كرسي الإسكندرية فسطر أربع رسائل دفاعية عن حقوق كرسي الإسكندرية :-

1- الأولي بتاريخ 22/5/452 للإمبراطور مرقيانوس ردا علي خطابه المرسل بتاريخ18/12/451 والذي يطلب فيه من البابا الموافقة علي قرارات المجمع المسكوني الخلقدوني المنعقد سنة 451بما فيه قانون 28، فعرض البابا مبدأه بوضوح وهوأنه يوجد فرق شاسع بين النظام الزمني والنظام الكنسي وما يجعل أن تكون كنيسة ما في مرتبة عالية هو أصلها رسولي.فليس لأحد قط أن يجعل من كرسي القسطنطينية كرسيا رسوليا. فيجب إذا حفظ الإمتياذات المعترف بها في مجمع نيقيا.

2- وفي اليوم ذاته كتب قداسته للإمبراطورة بولكارية محامية أناضول أسقف القسطنطينية وذكرها بقرارات مجمع نيقية وعدم موافقة مندوبيه في مجمع خلقدونيا علي القانون 28الذي ببطله هو بسلطان القديس بطرس الرسول .

3-وفي الوقت عينه أرسل خطابا إلي أناضول أسقف القسطنطينية يعلن له فيه أن القانون الثالث من مجمع القسطنطينية المنعقد سنة 381 لم يرسل قط إلي الحبر الروماني للموافقة عليه وبالتالي فهو منذ البداية بلا قيمة. ثم يهدده بالخلع ويحثه علي احترام حقوق الكرسي الإسكندري، كرسي القديس مرقس تلميذ بطرس الرسول، وحقوق كرسي أنطاكيا ثالث كرسي لأنه من تأسيس هامة الرسل بطرس الرسول.

4-يسطر الحبر الروماني رسالة يؤنب يوليانوس أسقف كوس، لكونه كتب لقداسته يدافع عن مطالب أناضول غير الشرعية.

وكانت النتيجة أن رفض الإمبراطور مرقيانوس الموافقة علي القانون المذكور.واعتذر أناضول لقداسة البابا ناسبا الغلط للإكليروس الخاص به.

والملفت النظر في حبرية البابا لاون 9(1049-1054) راسل قداسته  جميع الكاثوليك القاطنين في أنطاكيا والإسكندرية وقال “متلهفا علي هذا الانقطاع ،متسائلا عن سبب ابتعاد خليفة القديس بطرس العظيم عن جسم الكنائس ،وانقطاع صوته عن مجامعها، وامتناعها عن المساهمة في مشاكلها الإكليريكية،مبينا الفائدة التي تنجم عن مثل هذا التعاون من حيث التوجه الأخوي الرسولي”.

وفي يوم 26/11/1895 أصدر البابا لاون 13 رسالة رسولية، أعلنها للعالم المسيحي في مجلس الكرادلة المنعقد رسميا تحت رئاسته في يوم 29/ 11/1895والتي بموجبها قد أعاد إلي الأقباط الكاثوليك مقام البطريركية السكندرية بجميع امتيازاتها القديمة.

1- ” إننا نوجهه بنوع خاص إلي أمة الأقباط وكنيستهم نظرة المحبة والعطف وقد عزمنا أن نقرر بما لنا من السلطة الرسولية بعض الأمور لصالح تلك الكنيسةوتعزيز جانبها”.

2-” إننا منذ أشهر قليلة قد خاطبنا الأقباط برسالة خصوصية أتينا فيها علي ما ينهض عزيمتهم وينشط هممهم من ذكر مجد الكنيسة الإسكندرية ورفعة مقامها السالف”

3-” إننا تمجيدا لاسم العلي جلت قدرته وانتشارا للإيمان المقدس وامتدادا لدائرة الشركة الكاثوليكية ونحن بمعرفة تامة وبمجرد إرادتنا الذاتية وبما لنا من ملء السلطة الرسولية نجدد البطريركية الإسكندرية الكاثوليكية ونقررها للأقباط الكاثوليك”.

4-“تشمل البطريركية الإسكندرية وهي الخاصة بالأقباط الكاثوليك في الديار المصرية وسائر أقاليم الكرازة المرقسية وهي النوبة والحبشة والخمس مدن الغربية وجزيرة العرب” وعلي أثر ذلك يضع الأنبا كيرلس مقار،  في خدمة الشماس، المطبوعة سنة 1899، ص 22 امتداد بطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك في مردات الشماس والشعب وعلي سبيل المثال في مرد الشماس الثاني، من صلاة الشكر “اطلبوا لكي الله يرحمنا …” في حضور الآب البطريرك يقول” … خليفة مرقس الرسول أبينا الحبر أب الآباء أنبا(…) بطريرك مدينة الإسكندرية العظمي وكل كورة مصر وأفريقيا والحبشة والنوبة والخمس مدن الغربية وليبية…” وأيضا في خدمة الشماس عينها ص 25  في حضور الآب البطريرك يقال بعد قراءة البولس باللغة القبطية يقال محبة الله ونعمة… (إي آغابي طوثيه …) بدلا نعمة الله الآب …(بي إهموت غار إم إفنوتي…) نجد امتداد البطريركية عينها “… مع الكلي القداسة والطوباوي أب الآباء أبينا أنبا(…) بطريرك مدينة الإسكندرية العظمي وكل كورة مصر وأفريقيا والحبشة والنوبةوالخمس مدن الغربية وليبية…”

5-” أما الآن فإننا نبتهج ونتهلل في الرب حيث أمكننا أن ندبر أمر إعادة البطريركية الإسكندرية للأقباط خصوصا وأن هذه الكنيسة توحي إلينا أعز الذكريات وأعذبها لأنه لما كان من حظها أن من أسسها وقام بتدبير شئونها بكل قداسة مرقس تلميذ الطوباوي بطرس ولسان حاله ترتب علي ذلك القرابة التي سبق ذكرها في ظروف أخري وبفضل هذه الروابط الكريمة ترعرعت هذه الكنيسة قديما في بحبوحة من المجد وأشرقت عليها زمنا طويلا شمس المعارف وتلألأت ببهاء جميع الفضائل”

6-” إننا نحكم بأن هذا القرار وكل ما تتضمنه من الأحكام لا يمكن في أي وقت من الأوقاف أن يمس أو يشتبه فيه بكونه صدر تحت تأثير غش أو كذب أو أنه لا يعبر عن حقيقة نيتنا أو بالإجمال لا يمكن الطعن فيه بأية علة أو أي عيب كان.حال من الأحوال وبوجوب مراعاة هذه الأحكام وتمام حفظها من الجميع مهما بلغت رفعة مراتبهم وسمو مراكزهم وذلك رغما عما تحتويه الرسوم الرسولية وأوامر المجامع إقليمية كانت أو مسكونية عمومية أو خصوصية وبالإجمال رغما عما كان مخالفا لأحكام هذه الرسالة ولو كان مما يستحق التصريح به تصريحا خصوصيا.فإننا علي قدر الاقتضاء نلغي ونتجاوز عن كل ما كان مغايرا لإرادتنا هذه، وفي حالة حدوث أدني تعد علي أحكام هذا القرار من أي شخص أو بأي سلطان كان، عن علم أو عن جهل، فإننا نحكم من الآن إنه باطل ولا يمكن التعويل عليه”.

فعين البابا لاون 13 الأنبا كيرلس بطريركا على السدة المرقسية للأقباط الكاثوليك في 19/6/1899، في يوم 21يوليو1899تم تجليس الأنبا كيرلس مقار بطريركا للأقباط الكاثوليك، في كاتدرائية القيامة بالإسكندرية.

فسافر وفد في سبتمبر لسنة1899برئاسة البطريرك ، فحظا بالمقابلة البابوية التي اتسمت بجميل اللقاء ، حتى عندما حضن الحبر الروماني البابا لاون 13 غبطة البطريرك كيرلس الثاني مقار قال: “ابنتي الكنيسة البكر كنيسة الإسكندرية أحضنها الآن في بطريركها الأنبا كيرلس الثاني مقار الجالس علي عرش مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية وتلميذ القديس بطرس الرسول هامة الرسل”

والآن نجاوب علي السؤال البسيط لماذا يضيف بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك علي لقبه مدينة الإسكندرية؟ بكل تواضع وحكمة ودقة وإننا نتعمق في جذور هذه الإضافة وكيف أضيفت ؟ ومتي ؟ وأين ؟ ولماذا؟ وهل أنها صح من الوجهة الكنسية والمدنية؟…

في الحقيقة لما إذداد عدد الأقباط الكاثوليك يوما بعد يوم  ،  بفضل غيرة الآباء الرهبان الفرنسيسكان المرسلين وتطلع الأقباط الكاثوليك إلى تراث وأمجاد آبائهم،  وفكروا في إعادة السلطات الكنسية الخاصة بهم ،  ففي حبرية الحبر الروماني البابا اكليمنضس 12( 1730-1740) أصدر مجمع انتشار الإيمان في 13 أغسطس 1732قرارا بوضع الأمة القبطية الكاثوليكية تحت سلطة البطريرك كيرلس السادس طاناس (1724- 1759) بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين (الكاثوليك) إذ كان في قدرته أن يتجول في  الإمبراطورية العثمانية.وبسبب ذلك أضيف لبطريرك أنطاكيا لقب الإسكندرية مع لقبه وأصبح لقبه بطريرك أنطاكيا والإسكندرية وأورشليم وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك.

وفي سنة 1772 أثناء حبرية الحبر الروماني البابا إكليمندس الرابع عشر (1769 – 1774) منح  غبطة البطريرك ثاودوسيوس الخامس الدهان (1761-1788) للبطريرك الأنطاكي السلطة علي جميع الكاثوليك المقيمين في البطريركيات الرسولية الثلاثة: الإسكندرية وأنطاكيا وأورشليم. وفي بطريركية البطريرك الأنطاكي مكسيموس مظلوم (1833-1855 ) وصدر فرامانا من السلطة المدنية أي من السلطان محمود الثاني (1785 – 1839).في أول شعبان لسنة 1253هجري أي الموافق 12أكتوبر لسنة1837 للميلاد أن هذا البطريرك رئيسا علي جميع الكاثوليك في أنطاكيا والإسكندرية وأورشليم .ولأجل ذلك أصبح لقبه بطريرك أنطاكيا والإسكندرية وأورشليم وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك.فهذا اللقب من الوجهة المدنية صحيحا ولكن من الوجهة الكنسية غير صحيح ولذا طلب غبطة البطريرك مكسيموس مظلوم من الحبر الروماني البابا غريغوريوس أن ينعم عليه كنسيا بما حصل عليه مدنيا . ففي يوم 13 يناير لسنة 1838منح قداسة البابا غريغوريوس 16(1831 – 1846) للبطريرك الأنطاكي الملكي للروم الكاثوليك مكسيموس مظلوم (1833-1855 ) لقب بطريك الإسكندرية وأورشليم لقبا شخصيا له علي ألا ينتقل إلي خلفائه وذلك علاوة علي لقبه الأصلي “بطريرك أنطاكيا” فأصبح لقبه بطريرك أنطاكيا وأورشليم والإسكندرية وسائر المشرق للروم الملكيين (الكاثوليك).علي أن يبقي هذا الإنعام شخصيا لا ينتقل إلي خلفائه بدون ترخيص جديد من الكرسي الرسولي.ولكن خلفه البطريرك اكليمنضوس (1856-1864) أخذ بضمير سليم ألقاب سلفه الشخصية فعارضه قداسة البابا بيوس التاسع (1846 – 1878)  فتركها البطريرك وحافظ فقط علي لقب ” بطريرك أنطاكيا” فمنحه البابا الألقاب المذكورة. واعتاد البطاركة التابعون يطلبوها وينالوها من الحبر الروماني. وحتى في المراسلات في السلطة المدنية يستخدم البطريرك إضافة هذا اللقب وعلي سبيل المثال وجدنا في محفظة رقم 1 / أ، 146/مجلس الوزراء، طوائف وجاليات أجنبيه، بدار الوثائق القومية – بالقاهرة، المحفظة ب، المجموعة 114، جمعيات 295، الموضوع مكاتبة غبطة بطريرك الروم الكاثوليك بطلب اعتماد تعيين سيادة المطران استفانوس سكريه . نائبا في القطر المصري في الأشغال المتعلقة بطائفة الروم الكاثوليك، بتاريخ 3نوفمبر 1920. هذا الخطاب مرسل من بطريركية أنطاكيا والإسكندرية وأورشليموسائر المشرق للروم الكاثوليك. “عدد 1102، حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأفخم بما أن سيادة المطران مكاريوس سابا الجزيل الاحترام نائبنا السابق بالقطر المصري انتخب مطرانا علي حلب فقد عينا سيادة المطران استفانوس سكريه الجزيل الاحترام نائبا عنا بالقطر المصري فنرجواعتباره بهذه الصفة واعتماده في الأشغال المتعلقة بطائفتنا الروم الكاثوليكوالمناطة ببطركخانتنا فيما نختم بتقديم فائق احترامنا لشخصكم المنيف ودمتم طية عشرون بصحة من ختم حضرة نائبنا المشار إليه لأجل الاعتماد عليها والأمر بتوزيعها للمراكز الايجابية بالقطر المصري. بيروت 20اكتوبر 1920، البطريرك ديمتريوس (ختم بطريرك الروم الكاثوليك).” وقد وجدنا في أسفل هذا الخطاب مسطر الآتي”ورد في 3 نوفمبر 1920 وقيد تحت رقم 5 سيادة الخطاب المرسل من رياسة مجلس الوزراء نمرة 132.”

مذكرة إلي وزارة الداخلية ” وردت لنا من غبطة بطريرك الروم الكاثوليك صورة المكاتبة المرسلة طي هذا نمرة 1102يذكر بها أنه عين سيادة المطران استفانوس سكريه نائبا عنه في القطر المصري بذلا من سيادة المطران مكاريوس سابا الذيانتخب مطرانا علي حلب ، ويرجوا اعتباره بهذه الصفة واعتماده في الأشغال المتعلقة بطائفة الروم الكاثوليك والمناطة ببطريركخانته فالأمل إجراء اللازم في هذا الشأن ومرسل برفق عشرون بصحته من ختم جناب النائب المشار إليه لأجل الاعتماد عليها وتوزيعها علي جهات الاختصاص في القطر المصري ، رئيس مجلس الوزراء ، تحريرا بالإسكندرية 22صفر 1339، 3نوفمبر 1920″.

وفي كتاب مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية، منشورات المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية، القاهرة، 1995، ص68-70( ينص القانون 58″بطاركة الكنائس الشرقية لهم التقدم علي الأساقفة، من أية درجة كانوا، في جميع أنحاء العالم، مع سريان قواعد التقدّم الخاصة التي أقرها الحبر الروماني”. وينص القانون 59، البند 1-“إنّ بطاركة الكنائس الشرقية، وإن تأخّر بعضهم علي بعض في الزمن، فهم متساوون بالنظر إلي الرتبة البطريركية، مع عدم الإخلال بالتقدّم الشرفي بينهم”.

البند2-“ترتيب التقدّم بين كراسي الكنائس الشرقية البطريركية القديمة هو كما يلي: في المقام الأول الكرسي القسطنطيني ويليه الإسكندري، فالأنطاكي فالأورشليمي”.

البند3-“يترتّب التقدّم بين سائر بطاركة الكنائس الشرقية حسب قدم الكرسي البطريركي”.

البند 4-“بين بطاركة الكنائس الشرقية الذين لهم لقب واحد لكنهم يرئسون كنائس بطريركية مختلفة، يحظي بالتقدم من سبقت ترقيته إلي الرتبة البطريركية”).

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

stfanos2@yahoo.com

 

 

 

 

 

One thought on “لماذا يضيف بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك علي لقبه مدينة الإسكندرية؟

  1. كانت كنيسة الروم الكاثوليك من الكنائس الكاثولكيه العريقه فى الكثلكه حتى نهاية حبرية البطريرك مكسيموس الخامس حكيم والمطران بولس انطاكى وكان للانبا انطاكى نشاط رائع فى تنشئة الشباب الكاثوليكى بغيرة رسوليه

Comments are closed.