نذور احتفالية دائمة… وسيامات كهنوتية

نذور احتفالية دائمة… وسيامات كهنوتية

مع رهبانية الأخوة الأصاغر بمصر

كتب : عصام عياد

شهد شهر مايو الماضي العديد من الاحتفالات لرهبانية الأخوة الأصاغر “الآباء الفرنسيسكان” بمصر، فمن نذور احتفالية دائمة الى سيامات كهنوتية لأربعة من أبنائها على خطى القديس الساروفي مار فرنسيس الأسيزي، ففي ثمانية الفصح ومع ثاني أيام الفصح، يوم الثلاثاء 7 مايو قدم كل من الأخ فرنشيسكو (مينا) نادي حنا، والأخ يوستينوس (أشرف) جمال نصرالله نذورهما الاحتفالية متخذين شعارا لهما من أقوال القديس فرنسيس: “أرسلنا الى العالم أجمع من أجل ان نعطي شهادة لصوته بالكلام وبالعمل…”، في خطوة تكريسية دائمة بين يدي الأب كمال وليم الفرنسيسكاني الخادم الاقليمي لرهبانية الأخوة الأصاغر، وسط فرحة غامرة متزامنة مع الأفراح الفصحية المجيدة.

أقيمت الذبيحة الآلهية على مذبح كنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان بوسط العاصمة وترأسها الأب كمال وليم ولفيف من الآباء الكهنة الرعاة والرهبان، كما شارك بالحضور صاحبي النيافة الأنبا مرقص حكيم مطران سوهاج الشرفي والمطران مار كريكور أوغسطينوس كوسا مطران الأرمن الكاثوليك بمصر، الى جانب مشاركة الأخوات الراهبات وزملاء الناذرين وعائلتهما والعديد من أبناء الكنيسة، بمصاحبة كورال الكنيسة قيادة الأب بطرس دانيال.

تجدر الاشارة الى انه تتم مراسم “رتبة النذور” بعد تلاوة الانجيل المقدس ولسان حال الناذر يقول: “هاءنذا” وفي أثناءها يجري الحوار بينه وبين الخادم المترأس حسب الأصول المتبعة، ثم تتلى “طلبة جميع القديسين” ويكون وجهه نحو الأرض وفق العادة المألوفة ويتبعها بعض الصلوات… ثم يتلو الناذر التزامه الرهباني : “أنذر لله الآب القدوس والقدير أن أحيا طوال حياتي في الطاعة دون امتلاك شيء وفي العفة وأعتنق حياة الأخوة الأصاغر والقانون المعتمد من البابا أونوريوس وأعد بأن أحفظه بأمانة طبقا لتشريعات وأنظمة رهبانية الأخوة الأصاغر….”. ثم يتسلم “كتاب التشريعات الدستور”، أخيرا البركة الاحتفالية والصلاة التكريسية بوضع اليد “… أغمره أيها الاب بروح القداسة كي يكون أمين حتى الموت بما أنعمت عليه وبما عاهدك اليوم فرحا واضع الاتضاع والأصغرية أساسا راسخا لحياته وبحب يسوع…” ثم يستكمل القداس.

من القاهرة الى الثغر يوم الثلاثاء 14 مايو وفي كاتدرائية سانت كاترين للآباء الفرنسيسكان، تفضل غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق بطريرك الكرسي الاسكندري للأقباط الكاثوليك بمنح الدرجة الكهنوتية للأخ مايكل سمير والأخ بطرس جوزيف، متخذين شعارا لهما ” ربي والهي ” حسب ما سطره البشير يوحنا الانجيلي الفصل ال 20 العدد 28، الكلمات التي صرخ بها القديس توما الرسول في حديثه مع المسيح القائم.

شارك في قداس السيامة الكهنوتية وطقس وضع الأيدي والدهن بالميرون المقدس سيادة المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين والأب كمال وليم الفرنسيسكاني ولفيف من الاباء الكهنة والرهبان من القاهرة والصعيد والاسكندرية، الى جانب مشاركة الاخوات الراهبات وجمع غفير من شعب الاسكندرية والأقارب والأصدقاء بمصاحبة كورال القديس أنطونيوس البدواني بالظاهر قيادة الأخت ريتا سمير.
تجدر الاشارة الى أنه سبقت هذه الخطوات التكريسية سنين طويلة من الاعداد والتكوين الروحي والفلسفي والكتابي والدراسات المتنوعة وغيرها.. بالظاهر وبولاق والعمرانية والمعادي، الى جانب الخبرات الرعوية والحياتية في الأديرة المنتشرة في مصر.

من جانبه أشار الأنبا ابراهيم في عظة القداس الى رسالة كاهن اليوم في زمن تغلبه نزعة الاستهلاك وسيطرة المادة، فعليه أن يكون معلما لأبنائه التعليم الصحيح الذي يقود الى الحياة الأبدية، ومقدما ذاته كل يوم “ذبيحة حب ” من أجل كل أبنائه في اشارة الى الكاهن الأعظم سيدنا يسوع المسيح الذي قدم حياته على عود الصليب الى جانب حياة الرعاية الساهرة والدائمة للجميع من دون أي تمييز، واختتم كلماته بتهنئة الأب كمال والكهنة المرتسمين مع التمنيات بخدمة مثمرة في كرم الرب.

وأسرة الموقع يسعدها ان تشارك رهبانية الأخوة الأصاغر فرحتهم بالنذور الاحتفالية والسيامات الكهنوتية لأبنائها، متحدة في الصلاة لأجل خدمة مثمرة مباركة بشفاعة سيدتنا مريم العذراء والقديس فرنسيس الأسيزي والقديسة كلارا لمجد الله الأعظم.