تأمل اليوم: الأحد الرابع من توت 1730
6 أكتوبر 2013
الأب بولس جرس
” وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه ، فدخل بيت الفريسي واتكأ وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة ، إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي ، جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية، وابتدأت تبل قدميه بالدموع، وكانت تمسحهما بشعر رأسها ، وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك، تكلم في نفسه قائلا : لو كان هذا نبيا ، لعلم من هذه الامرأة التي تلمسه وما هي إنها خاطئة فأجاب يسوع وقال له : يا سمعان ، عندي شيء أقوله لك . فقال: قل ، يا معلم كان لمداين مديونان . على الواحد خمسمئة دينار وعلى الآخر خمسون وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا. فقل: أيهما يكون أكثر حبا له فأجاب سمعان وقال : أظن الذي سامحه بالأكثر . فقال له: بالصواب حكمت ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان : أتنظر هذه المرأة ؟ إني دخلت بيتك ، وماء لأجل رجلي لم تعط . وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها قبلة لم تقبلني ، وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي بزيت لم تدهن رأسي، وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي من أجل ذلك أقول لك : قد غفرت خطاياها الكثيرة ، لأنها أحبت كثيرا . والذي يغفر له قليل يحب قليلا ثم قال لها : مغفورة لك خطاياك فابتدأ المتكئون معه يقولون في أنفسهم : من هذا الذي يغفر خطايا أيضا فقال للمرأة : إيمانك قد خلصك ، اذهبي بسلام ” (لوقا 7 : 36 – 50)
لقد بدأوا بعد العنصرة بحلول الروح القدس في البشارة بالإنجيل للخليقة كلها….أخيراً
وكان الرب معهم فانتشرت البشارة بقدرة عجيبة وقوة كاسحة …. رائع
تكاثر عدد المؤمنين من اليهود وغير اليهود…. جميل
كان الجميع الجميع قلبا واحداً وروحا ً واحدة….إعجاز
صار كل من لديه أموال أو املاك يضعها تحت اقدام الرسل… مهيب
كانوا يأكلون ويشربون معا يحيون كأسرة واحدة …طوباوي
كان هذا كله يدور تحت سمع وبصر وإدارة وإشراف الرسل…جيد
لكن…
حين يبلغ الحد بالرسل إلى أن يهتموا بقائمة الطعام ومحتويات المائدة عن ملكوت الله فهذا لا يجوز
وحين ينشغلون بتدبير الأمور المادية عن مهامهم الروحية فهذا لا يصح
وعندما تلهيهم مشاكل الحياة اليومية عن المستقبل والمصير فهذا لا يليق ولا يحسن
هكذا عندما تنشغل الكنيسة بالأمور المادية وتدبير الموارد وتتغاضى عن الإهتمام بالروح فهذا لا يليق
وحين يصير هم الرعاة جمع المال ورفع الأرصدة في البنوك فهذا عار
وحين يترك الأساقفة والكهنة والرهبان رعاية النفوس ويتفرغون لتدبير الفلوس فهذا مشين
وحين يهتم رب الأسرة بجمع المال وتوفير متطلبات الحياة المادية فحسب فهذا مدمر
ألست معي أننا كمرثا ننشغل ونهتم بأمور كثيرة وننسى دوماً أن الحاجة إلى واحد
حسنا أن ادرك الرسل أنه لا يحسن أن يتركوا كلمة الله ويتفرغوا لخدمة الموائد
وجميل أن تدرك الكنيسة اليوم مع البابا فرنسيس أهمية الرعاية الروحية عن الإدارة الزمنية
وطيب أن تنظر كنيستنا المصرية بأفرعها الثلاث بعين الرعاية إلى التنمية وتوفير الإحتياجات المادية سيما للفقراء والمعوزين من شعبنا
لكن لا يجب أن تنسى أن واجبها الروحي كان وسيظل هو ” البشارة بالكلمة”
وهو يعلو ويسمو ويرتفع إلى أقصى مدى عن أي واجب آخر “فالفقراء عندكم كل حين”
أما يسوع وكلمته والبشارة والتعليم والخدمة الروحية فلا يستطاع توفيرها من نبع آخر غير الكنيسة
كما ان مهمة التربية والرعاية الروحية والمبادئ الأخلاقية داخل المنزل
لا يستطيع غير الوالدين القيام بها مهما صرفوا وبذلوا من أموال
كما أن حياتك الروحية أخيراً لا يمكن أن تنموا وتثمر ما لم تتفرغ لها
او على الأقل تهبها بضع ساعات من يومك
حينئذ سيكون كل شيئ في حياتك حسنا بل وحسنا جداً
وخير دليل على أن الكنيسة نفسها في حاجة اليوم اكثر من أي وقت مضى لهذا التطهر والتحرر والتفرغ. هو حديث قداسة البابا نفسه:
” فبالحديث عن بعض العادات البرجوازية التي تجتاح أحيانًا الكنيسة (والفاتيكان بالتحديد) قال البابا للصحفي، أوجينيو سكالفاري (العلماني الملحد).: “إن البَلَاط لهو برص البابوية”، مصرحًا بأنه سيقوم بكل الجهود اللازمة والممكنة لإصلاح هذا الخلل. وفي هذا الصدد انتقد البابا نزعة الكوريا الرومانية التي غالبًا ما تكون “متمحورة حول الفاتيكان متجاهلة العالم المحيط بنا”.في هذا الإطار شدد البابا على ضرورة أن تعود الكنيسة لتكون جماعة شعب الله، حيث يكون الكهنة، الخوارنة والأساقفة في خدمة شعب الله” أما في المقابلة مع الأب اليسوعي، فكان البابا قد صرح بالاتجاه عينه أنه يتوجب على ”المكاتب الرومانية أن تكون عونًا للكنائس المحلية وللمجالس الأسقفية”. لقاء البابا وحواره مع رئيس تحرير الجريدة المذكورة