كلمة قداسة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي 18/1/2008

الفاتيكان، الأحد 18 يناير 2008 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي.

* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

يناسب اليومُ اليومَ العالمي للمهاجرين واللاجئين. وبما أننا نحتفل هذا العام بالسنة البولسية، فكرت ببولس الرسول الإنجيل العظيم المهاجر، واخترت هذا الموضوع: "القديس بولس المهاجر، رسول الأمم".

ولد شاول – هذا هو اسمه العبراني – في عائلة يهود مهاجرين إلى طرسوس، وهي مدينة هامة في كيليكيا، ونما في ثقافة مثلثة الابعاد – عبرانية، هيلينية، ورومانية – وفي إطار فكري كوزموبوليتاني. عندما ارتد من مضطهد للمسيحيين إلى رسول الإنجيل، صار بولس "سفيرًا" للمسيح القائم لكي يعرف عليه الجميع، مقتنعًا أن كل الشعوب قد دعيت فيه إلى تكوين عائلة أبناء الله الكبيرة.

هذه هي أيضًا رسالة الكنيسة، وبشكل خاص في زمن العولمة هذا. كمسيحيين، لا يمكننا أن نتغاضى عن حاجة نقل رسالة حب المسيح بشكل خاص إلى الذين لا يعرفونه، وإلى من يعيش في ظروف صعبة وأليمة.

أفكر اليوم بشكل خاص بالمهاجرين. إن واقعهم هو متنوع بلا شك: في بعض الحالات، والحمد لله، هو واقع  صافي ومنخرط بشكل جيد؛ ولكن أحيانًا، وللأسف، يأخذ هذا الواقع طابعًا مؤلمًا، صعبًا، وحتى مأساويًا مرارًا. أود أن أؤكد أن الجماعة المسيحية تنظر إلى كل شخص وإلى كل عائلة بانتباه، وتطلب إلى القديس بولس قوة زخم متجدد لكي تعزز في كل أنحاء العالم التعايش السلمي بين البشر من مختلف العروق، والثقافات والأديان.

يساررنا القديس بولس بسر الحياة الجديدة عندما يقول: "أنا أيضًا قد فاز بي يسوع المسيح" (فيل 3، 12)؛ ويضيف: "اقتدوا بي" (فيل 3، 17). أجل، إن كلاً منا، بحسب دعوته، وفي مكان تواجده وعمله، هو مدعو للشهادة للإنجيل، عبر تكريس عناية أكبر لأولئك الإخوة والأخوات الآتين لأسباب مختلفة من دول أخرى ليعيشوا بيننا، مقدرين بذلك ظاهرة الهجرة كمناسبة للقاء الحضارات.

لنصل ونعمل لكيما يتم هذا الأمر بشكل سلمي وبناء، في الاحترام والحوار، وفي تخطي كل تجارب النزاع والتسلط.

أود أن أكرس كلمة خاصة للبحارة والصيادين، الذين يعيشون منذ بعض الوقت مصاعب أكبر. إضافة للمصاعب الاعتيادية، يواجهون الآن تضيقات تمنعهم من النزول إلى السواحل وقبول الكهنة على متن مراكبهم أو سفنهم، كما ويواجهون مخاطر القرصنة وأضرار الصيد غير الشرعي. أعبر لهم عن قربي وأتمنى أن تحظى جهودهم السخية في أعمال الإنقاذ البحرية باعتبار أكبر.

أفكر في الختام بلقاء العائلات العالمي الذي يختتم في مدينة المكسيك، وبأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين الذي يبدأ اليوم. أيها الإخوة والأخوات، أدعوكم للصلاة من أجل كل هذه النوايا، طالبًا شفاعة العذراء مريم.

* * *

نقله من الإيطالية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2008.

 

البابا يوجه تشجيعًا لكل من يؤمن أن هناك مكان للجميع في الأراضي المقدسة

ويجدد النداء لوقف مأساة العنف الرهيبة

الفاتيكان، الأحد 18 يناير 2009 (Zenit.org).

توقف الأب الأقدس بعد صلاة التبشير الملائكي على الوضع في غزة مؤكدًا أنه يتابع بـ "قلق عميق" الصراع في قطاع غزة.

وقال البابا: "نذكر الرب بمئات الأطفال، والمسنين، والنساء، والضحايا البريئة لهذا العنف المهول، والجرحى، وجميع الذين يرْثون أحباءهم وجميع الذين فقدوا ممتلكاتهم".

كما ودعا البابا الحاضرين إلى أن يرافقوا بصلواتهم جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة الذين يقومون بكل ما بوسعهم لوقف هذه الحرب التي وصفها البابا بـ "المأساة".

وتابع بندكتس السادس عشر: "أتمنى من كل قلبي أن يعرف المعنيون أن يستفيدوا بحكمة من الفسحات المفتوحة للرجوع إلى حالة الهدنة والعمل للوصول إلى حلول سلمية ودائمة".

"من هذا المنطلق – تابع أسقف روما – أجدد تشجيعي لمن يؤمن، من الجهتين، بأن هناك مكان للجميع في الأراضي المقدسة، لكيما يساعدوا شعبهم على النهوض من الأنقاض ومن الرعب، وأن يعاودوا السير في خط الحوار والعدالة والحقيقة".

وختم حديثه عن هذا الموضوع بالقول: "هذا هو السبيل الوحيد الذي يستطيع عمليًا أن يفتح مستقبل سلام لأبناء تلك المنطقة العزيزة".

البابا يوجه رسالة متلفزة إلى اللقاء العالمي السادس للعائلات في المكسيك

الفاتيكان، الأحد 18 يناير 2009 (Zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان – وجه البابا بندكتس الـ16 أمس السبت رسالة متلفزة إلى المشاركين في اللقاء العالمي السادس للعائلات المنعقد في مكسيكو سيتي بالمكسيك "تحت نظر الأم السماوية سيدة غوادالوبه" متنيا لهم "النعمة والسلام من الله الاب والرب يسوع المسيح" (1 تيطس 1/2).

لفت البابا إلى أن موضوع اللقاء حول العائلة المربية على القيم الإنسانية والمسيحية يذكّر بأن البيئة المنزلية هي مدرسة إنسانية وحياة مسيحية لجميع أعضائها وتعود بالفائدة على الأفراد والكنيسة والمجتمع. كما شدد على أهمية الصلاة في حياة الأسرة التي تتحول بقوة الصلاة إلى جماعة تلاميذ ورسل المسيح ومنها يشع الإنجيل وينتقل إلى العالم. بعيش الثقة والطاعة البنوية لله والأمانة وقبول الأبناء السخي والاهتمام بالأكثر ضعفا والاستعداد للغفران تصبح العائلة المسيحية إنجيلا حيّا يستطيع أن يقرأه الجميع.

وسطر الحبر الأعظم أن التعايش في المنزل هو عطية للأفراد وينبوع إلهام للتعايش الاجتماعي والمجتمعي فيكشف أن الحرية والتضامن أمران متبادلان وأن خير كل فرد يعتمد على خير الآخر، وأن مطلب العدالة الصارمة منفتح على التفاهم وأن الغفران آيلة إلى تعزيز الخير العام.

وقال البابا إن العائلة هي خلية حيوية للمجتمع والمورد الأول والأساسي لنموه كما أنها ملجأ لأولئك الأشخاص الذين لا تستطيع المؤسسات كفلهم بشكل كاف. من حق العائلة الإقرار بخصوصية هويتها ولا يجوز مطلقا خلطها بأشكال مساكَنة أخرى ولها الحق بالوصاية الثقافية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.. ولذا تجب تنمية ثقافة وسياسة العائلة تتحركان بشكل منتظم لصالح الأسر نفسها.

وحث الأب الأقدس على التحلي بالثقة الكبرى لأن العائلة هي في قلب الله الخالق والمخلص وعلى العمل من أجل غد كريم ومشرق للبشرية ولبنيان ملكوت الله، وأوكل أسر العالم أجمع لحماية ورعاية مريم العذراء الوالدية.